الفنان المغترب سعد علي: قريباً سأعود الى بغداد وسأقيم معرضاً للرسم

بغداد ـ وداد إبراهيم:

يبقى الفنان المغترب متعلقاً بوطنه، فهو يرسم طفولته وأحياناً أصدقاءه ومدينته، حيث يحتفظ بذاكرة غنية بالأماكن والوجوه والأصدقاء. وهذا ما حدث مع الفنان سعد علي، الذي غادر البلاد في سن المراهقة بعد أن تعلم وتدرب على يد كبار الخطاطين والرسامين في الكاظمية. وبعد غربة دامت 48 عاماً، تنقل خلالها بين العديد من الدول، درس وأقام المعارض وحقق النجاحات، ليصبح أحد عمالقة الفن في إسبانيا وأوروبا. يستعد هذا المبدع لزيارة بلاده وإقامة معرض يلخص تجربته الفنية في الرسم.

تحدث سعد علي لـ “الصباح الجديد” قائلاً: “أستعد منذ وقت طويل لزيارة بلدي الحبيب العراق، وبعد غربة تصل إلى نصف قرن تقريباً، سأزور أهلي وأصدقائي ومدينتي الحبيبة الديوانية. سأقيم معرضاً للرسم يضم ما يصل إلى أربعين لوحة في قاعة “ذا كليري” بمنطقة الكرادة في بغداد. وجدت من الصعب أن أجلب الأعمال الكبيرة التي تمثل مشروعي الكبير ‘باب الفرج’، لذا سأعرض أعمالاً أنجزتها مؤخراً، وأعتقد أن الجمهور سيسعد بالمعرض وبالأعمال التي تتناول المرأة والحياة والطبيعة، والتي نالت إعجاباً كبيراً في معظم بلدان العالم.

وأضاف سعد: “كثيراً ما داهمني الشوق لبلدي العظيم العراق، وخصوصاً لمدينتي الديوانية والجيران والأصدقاء. خططت لزيارة بلدي أكثر من مرة، لكن المعارض والالتزامات الفنية كانت توقفني، خصوصاً أنني أزين الأبنية والمتاحف والعديد من الأماكن بلوحاتي في إسبانيا وغيرها. هذا ما كان يؤجل سفري إلى العراق، حتى أكملت مشروعي الفني ‘باب الفرج’، ثم مؤخراً أنهيت مشروعي الآخر ‘صندوق الدنيا’، وهو مجموعة أعمال فنية تتناول موضوعاً واحدا.

وتابع علي: “بعد التراسل والتخاطب مع بعض الأصدقاء الفنانين، قررت زيارة العراق وإقامة معرض فني لمجمل أعمالي. سأكون أمام جمهور الفنانين ومحبي الفن العراقي والعالمي. يستمر المعرض لمدة عشرة أيام، وأنا متأكد من أنني سأحقق النجاح مع جمهور مثقف يعشق الفن، خاصة أن بغداد تضم قاعات مهمة وتقام فيها معارض جماعية وشخصية”.

 

سعد علي، ابن الديوانية الذي وصل إلى العالمية بفضل عبقريته وموهبته الفنية العالية، ترك مدينته ليكمل دراسته الإعدادية في بغداد، لكنه فضّل مغادرة العراق إلى إيطاليا لدراسة الفن. عاش في مجد فن رافديني ساحر، وأقام معارض كبيرة في أبرز المدن الأوروبية، ومنها إسبانيا التي أقام فيها معرضه الكبير بعنوان “حديقة الحياة”، حيث ضم أعمالاً من الخشب والكانفاس والأكريليك. حتى اليوم، يعيش سعد في مخيلة تفيض بالأعمال الرومانسية الحالمة.

درس سعد علي في أكاديميات الفنون الجميلة في مدينتي فلورنسا وبيروجا الإيطاليتين، وأقام فيهما من عام 1977 حتى 1984. ثم انتقل إلى هولندا، حيث عاش في مدينتي أمستردام وأوتريخت حتى عام 1995. بعد ذلك، استقر في بورغوندي بفرنسا حتى عام 2004، ثم انتقل إلى إسبانيا وقرر الإقامة فيها بشكل نهائي مع زوجته النحاتة الهولندية مونيك باستيانس.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة