سمير خليل
فنانة دؤوب، لم يتوقف شغفها عند خشبة المسرح بل طافت في فضاءات الباليه، فضاءات الجمال والرقي، ادارت مدرسة للباليه في مدينة السليمانية. دربت واعدت طيورا وفراشات في هذا العالم المزدان بالرشاقة والابهار وعندما اغلقت المدرسة أبوابها، أصرت ان تكمل حلمها بتأسيس خلية ابداع تواصل الالق وتنثر الجمال بين المسرح والباليه.
مـن كردسـتان حلـت روبـار احمـد وبعـض طلابهـا ضيوفـا فـي بغـداد، وعنـد اللقـاء بهـا، تحدثـت عـن شغفهـا بالمـسـرح والبـاليـه.
قالت: انا شغوفة بالاثنين، لكن بعد بيتي الاساس المسرح هو بيتي الثاني ومن خلاله اكتشفت ان لدي اهتمام وقابلية ان اخوض غمار رقص الباليه ومن الممكن ايضا ان اكون مدربة باليه او ان اشكل مجموعة (كروب)، المسرح اولا وانا احمل شهادة البكالوريوس في فن المسرح خريجة العام 1992 من كلية الفنون الجميلـة فـي بغـداد”.
- هل المسرح الكردي بخير؟ ماحال المرأة المسرحية فيه؟
- “كلا المسرح الكردي ليس بخير، حتى قبل مرحلة داعش الارهابية وسيطرته على مناطق في العراق، لكن المرأة في كردستان لديها حضور لافت على خشبة المسرح ، ومن مبدعات المسرح في كردستان: كزيزة عمر وهي مخرجة ومؤلفة وممثلة وشاناز محمد وميديا رؤوف وفرمسك مصطفى وشادية جزا واشنارؤوف وجيان ابراهيم وشادان رؤوف”.
وتضيف: “وبالنسبة للمسرح العراقي بشكل عام فانا لاامتلك مثلا فكرة عن المسرح في الجنوب، لكن عندما كنت في مرحلة الدراسة المسرحية كنت على اطلاع عن المسرح العراقي ومدى تقدمه وحتى على صعيد المسرح العربي من خلال مشاركاتي في المهرجانات المسرحية، ولدي تجارب في بغداد حيث شاركت مع استاذي الكبيرالدكتور صلاح القصب ولدي تجربتين مع الفنان الدكتور محمد صبري”.
*وماذا عن عملك في كردستان؟
- “في كردستان لدي كروب ليزين للمسرح والدراما والباليه وانا من مؤسسيه مع الفنان الدكتور نياز لطيف وهو زوجي، كمسرح شاركنا في مهرجان فجر في ايران عام 2014 وفي مهرجان روهر في المانيا، كنا نعمل بالمسرح الحركي يعني المزج بين الباليه والمسرح، انا مخرجة وممثلة في المسرح واختص بفن الكيروغراف، كذلك الدكتور نياز يستعين بالرقصات في اعماله وهذه الرقصات من تصميمي وهي ليست جمالية بل هي جزء من ثيمة العرض المسرحي، هي تكمل المشاهد”.
*وما علاقتك بالباليه؟
- “كنت ادير مدرسة خاصة بالباليه في مدينة السليمانية استمرت بالعطاء لمدة ست سنوات نظمنا خلالها اربعة مهرجانات في اربيل ودهوك، في عام 2014 اغلقت هذه المدرسة واوقفت انشطتها تحت ذريعة ان الاهالي في السليمانية لايحبذون الباليه، المدرسة كانت تابعة لوزارة الثقافة وانا كنت اعمل على اعداد وتهيئة الراقصين ليكونو مدربين فيها بالمستقبل ومنهم من طلاب معهد الفنون الجميلة او من الخريجين ممن يتعين كمدرس في مدرسة الموسيقى والباليه”.
وتضيف: ” بعد الايقاف صممت على الاستمرار بعملي من خلال الكروب الذي شكلته (كروب ليزين) وعند اغلاق المدرسة التحق جميع الاطفال بهذا الكروب الذي يواصل العمل منـذ العـام 2015 ولايتوقـف عـن العمـل الا فـي ايـام الاعيـاد.
لدي خمسة مستويات من المتدربين الاطفال وحتى سن الجامعة وعددهم اليوم يزيد او يقل مابين 50 و60 عضوا باعمار مختلفة، لدينا اليوم مركز للتدريب اقمناه انا والدكتور نياز من حسابنا الخاص ونخصص احد رواتبنا للكروب كي لاتتوقف هذه التجربة الراقية ولا اريد ان اعيش الم اغلاقه كحال المدرسة”.
*وكيف تطور مستوى الباليه في الكروب؟
- “اقول بثقة اننا نقترب من المستوى العالمي بعد اشتراكنا 16 مرة في تجارب للباليه، ثلاث منها مع الفرنسيين ومثلها مع الامريكان ومرتين مع الالمان ، اما السويديين فقد ابهرهم مستوانا من خلال عروض مشتركة معهم مما اضطرهم الاعتراف بامكاناتنا، ففي عام 2019 اثناء زيارة الوفد الفني السويدي بقيادة الفنان مهند هواز اضطروا لتغيير منهاجهم بعد ان كانو يعدون لاقامة دورة لنا لكنهم اشركونا معهم وعمل اثنان من مدربينا مع الفنان هواز، حتى ان احدى عضوات فرقتهم وكانت راقصة فلامنغو وفي عرض مشترك بيننا وبينهم غابت عن العرض فاستعانوا باحدى راقصاتنا التي اجادت بشكل مذهل”.
جدير بالذكر ان كروب ليزين بقيادة الفنانة روبار احمد قدم ثلاث لوحات في بغداد وعلى خشبة المسرح الوطني في حفل ختام مهرجان العراق الوطني للمسرح، اللوحة الاولى كانت (كلاسيك) تصميم روبار احمد وأداء ترى نياز ومير كيوان، والثانية (تانغو) التصميم والرقص مينا نياز وتوانا نوزاد، والثالثة (معاصر موديل) تصميـم تـرى نيـاز وأداء مير كيـوان وتـرى نيـاز.