وداد ابراهيم
استطاع الفنان سعد علي ان يصل الى العالمية لما يمتلك من عبقرية ودراية وموهبة وقدرة فنية عالية.
ابن الديوانية الذي ترك مدينته ليدخل الى بغداد في بداية مرحلة المراهقة ويكمل دراسته الإعدادية فيها فضل بعدها ان يغادر البلاد الى إيطاليا ليدرس الفن ويعيش مجد فن رافديني ساحر ويقيم المعارض الكبيرة في مدن ودول اوربية مثل اسبانيا والتي اقام فيها معرضه الكبير والذي حمل عنوان (حديقة الحياة) وضم اعمالا من الخشب والكانفاس والاكريلك، وهو مازال حتى الان يعيش في مخيلة تفيض بالاعمال الرومانسية الحالمة.
علي قال للصباح الجديد عن تجربته الابداعية:
- كنت انتظر الليل لتقص لي شقيقتي حكاية من الاساطير لأعيش الحلم وحين ينتهي الحلم أجد امامي عوالم من الألوان والشبابيك والقباب والبيوت الملونة بالحب والدفيء والحميمية، أرى الجمال في الوجوه والأماكن والاشياء وفي كل مكان حتى في البيت، كنت احلق مع حديث شقيقتي وانا أتطلع الى لوحات كانت تعلقها شقيقتي الكبرى على جدران البيت، فهي كانت ترسم وتعلق اعمالها دون ان تعلن للأخرين انها رسامة، كانت اعمالها تجسد المدن والقباب والاضرحة والوجوه وكنت اجد ان كل ما ترسمه هو عالم ملون كان له الأثر الكبيرعلى ذاكرتي، لذا كنت محاطا بعوالم من الثقافة والحلم لان مدينتي الديوانية مدينة التقدميين والمثقفين، وهي أيضا مدينة الحكايات والاساطير والشعر والحب وكان كل من حولي يشجعني على ان اسير في درب الرسم حتى انتقلت الى مدينة اكثر اتساعا وهي بغداد”.
ويكمل: قررت الانتقال الى العاصمة بغداد وحين دخلتها عرفت ان هناك عوالم اكثر سحرا واكثر تخيلا لان بغداد مدينة الف ليلة وليلة وفيها تعلمت الكثير مع الفنان (هاشم الوردي) في الكاظمية، عملت في الصحافة وتعرفت على أصدقاء جدد حتى وصلت مرحلة الثانوية شعرت اني لا استطيع ان اكمل حياتي لان الظروف السياسية تقيدني وتمنعني من التواصل مع حرية فكري فقررت ان اترك وطني، ومدني وأماكن عشت فيها احلى مراحل حياتي واخذت معي صورا خالدة في عقلي لتحيلني الى عاشق كبير يحلم في المدن والأماكن والشخوص، فكانت إيطاليا هي المكان الذي عشت فيه ودرست فيه اذ دخلت في أكاديمية الفنون الجميلة في مدينتي فلورنسا وبيروجا الإيطاليتين”، وهناك وجدت الأبواب تفتح امامي واستطيع ان اعمل مشاريعي في عالم من الحرية والفن والثقافة، لذا وضعت كل ما امتلك من خبرة جمالية في ان أكون مع مشاريع كبيرة جاءت من عمق الذكرة ذاكرة مدينتي الديوانية، حيث الأبواب القديمة والشبابيك، وأصبحت لي حكاية (باب الفرج )وهو مشروع فني كبير يتكون من اعمال كبيرة جدا انفذها في مرسمي الكبير اعمال تشبه المدن الكبيرة ومنذ خمسة وثلاثين عاما وانا اتنقل بين المدن واحمل معي مشاريعي الفنية وكل مدينة انتقل لها ابدأ من الصفر لان المدن مثل المتحف يجب ان اتعلم العلاقات واللغة، والاتجاهات الفنية والأساليب والمدن خلقت عندي شيئا جميلا وهو ان انسجم مع عملي واطوره بل اجعله يعبر عن المكان والأجواء الحياتية التي يعيشها الناس، وقبله عشت مشروعي الكبير(صندوق الدنيا).