بتكلفة 86 مليون دولار
الصباح الجديد ـ متابعة:
بدأ العراق العمل في خور الزبير لتشييد ما سيكون أكبر نفق مغمور في الشرق الأوسط، حيث سيحتوي النفق الذي يمر تحت الماء على ستة ممرات ومسار منفصل للطوارئ، وسيتم استخدامه لنقل الشحنات والبضائع من جميع أنحاء العالم.
يجري بناء النفق لتعزيز القدرة التصديرية، لكن استكماله سوف يعتمد على تأمين التمويل للمشروع.
تم منح مشروع النفق الذي يبلغ طوله 2.5 كيلومتر لشركة دايو الكورية الجنوبية للهندسة والإنشاءات في عام 2019 بتكلفة 86 مليون دولار.
لكن دايو وتكنيتال، وهي شركة إيطالية مكلفة بالإشراف على البناء والتصميم، قالتا إن استكمال المشروع يعتمد على إصدار البنك التجاري الحكومي خطاب اعتماد، وهي وثيقة تضمن سداد المدفوعات للشركات الأجنبية.
يقول كبير المهندسين في شركة تكنيتال بيرسانو فرناندو: “نحن هنا لبناء نفق القناة المغمور الذي يعد الأول في الشرق الأوسط، نقوم بعمل نوع من الترميم في ساحة التجهيز المسبق للمشروع المستقبلي”، مضيفاً أن هذا المشروع له “توقيت بإطار زمني مدته 20 شهرا”.
بمجرد اكتماله، سوف يربط النفق المغمور مينائي السلع الرئيسيين في العراق، وهما ميناء أم قصر وميناء الفاو، الذي تقوم شركة دايو بتشييده أيضاً، بشبكة الطرق السريعة في البلاد.
تعد قدرة العراق على الاستيراد والتصدير مقيدة بشكل كبير لأنه لا يوجد سوى ميناء سلع رئيسي واحد.
وأطلق العراق برنامجا ضخما لإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب قبل عدة سنوات تزيد تكلفته على 100 مليار دولار حصل منها على تعهدات دولية بتقديم نحو 30 مليار دولار وذلك في مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت بداية عام 2019.
كما وقع العراق اتفاقا مع الصين منتصف 2019 تقوم بموجبه الشركات الصينية بتنفيذ وتمويل مشاريع بنية تحتية وغيرها في العراق مقابل تزويدها بالنفط الخام.
وأتاح مثل هذا الاتفاق مع الصين لبغداد حل مشكلة التمويل الناجمة عن نقص السيولة بسبب الحرب وتقلب أسعار النفط.
من جابنها أعلنت الشركة العامة للموانئ العراقية التابعة لوزارة النقل، في وقت سابق التحضيرات لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع النفق المائي “نفق الحرير”.
وقال مسؤول العلاقات والإعلام في شركة المؤانى، بهاء إسماعيل، إن “لدى الوزارة العديد من المشاريع التي تعمل عليها، منها منظومة ميناء الزبير والذي يعد من الموانئ الحيوية”، مبيناً أن “90 % من أرصفته نفطية وتستعد لاستقبال المشتقات النفطية وتصديرها إلى الخارج، كما أننا نقوم حالياً بتنفيذ طريق الخروج من ميناءي أم قصر الجنوبي والشمالي وهذا الطريق سوف يسهل انسيابية خروج الشاحنات المحملة بالبضائع ويعد من المشاريع الحيوية”.
وأضاف اسماعيل، “كما أن الموانئ تعمل على إكمال مشروع (ساحة الترحيب الكبرى) وهو من المشاريع المهمة التي تعد نقلة نحو التحول الإلكتروني من خلال نصب منظومة الأتمتة الإلكترونية والتي ستدخل حيز التنفيذ خلال الفترة القليلة المقبلة، ويعد أكبر مشروع ينفذ في العراق من حيث المساحة التي تبلغ 1.5 مليون متر مربع في ميناء أم قصر”، مشيرا الى أن “هذه الساحة ستضم جميع الدوائر الساندة التي تعمل في الموانئ سواء كانت الجمارك والمنافذ والصحة والتجارة وغيرها”. وأكد أن “هذه الساحة ستشمل على العديد من الخدمات لرواد الموانئ والتجار والزائرين، وكذلك المباني الخدمية ذات النفع العام لرواد ميناءي أم قصر الجنوبي والشمالي، والمشروع سيسهم في تقليل الازدحام الذي يحدث في الميناءين”، مضيفاً أن “الساحة ستكون لإيواء جميع الشاحانات سواء كانت الداخلة أو المغادرة وستكون هناك عمليات تدقيق، فضلاً عن استخدام البطاقة الالكترونية”.
وتابع: “من ضمن مشاريع الوزارة الخاصة بالموانئ مشروع النفق المائي (نفق الحرير) وهو من المشاريع الفريدة في الشرق الأوسط، وهو عبارة عن نفق مغمور يربط ميناء الفاو بالطريق الدولي من خلال طريق يمر بالفاو عبر القناة الملاحية لخور الزبير، أي بين ميناء أم قصر وخور الزبير، كما أن هذا النفق يربط ميناء الفاو بطريق الحرير من خلال طريق أم قصر الدولي الى بغداد”، مشيراً إلى أنه “تم تشييد القواعد الكونكريتية للصبة الخرسانية الخاصة بالنفق”.