احلام يوسف
في زمن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وصفحات البيع والشراء اصبح من السهل اقتناء او شراء بعض احتياجاتنا، فهناك صفحات لبيع السيارات ومواد التجميل والملابس وغيرها، لكن ماذا عن شراء الحب؟
البحث عن الحب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي امر مثير للجدل، خاصة ونحن نعيش في مجتمع محافظ، لا يتقبل فكرة الحب بين الشباب والفتاة، لكن هذا لم يمنع من ولادة الحب بين العديد من الشباب والفتيات. هناك من انتهى مثله مثل اي علاقة، وهناك من تكللت علاقتهما بالزواج.
بعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب ومن كلا الجنسين كانت لهم وجهات نظر تتعلق بالعلاقات عبر الانترنت:
سهيل البدري يقول ان مواقع التواصل اشبه بشارع نصادف به الجيد والسيء واضاف: “لا ادري لم يتحفظ الكثير من الاشخاص على العلاقات التي تنشأ من خلال فيس بوك او اي موقع تواصل اخر! المواقع مثلها مثل الشارع نجد الصالح فيها والطالح، ونحن فقط من يحدد نوعية الشخص”.
وتستغرب مها سليم من الاجيال السابقة التي تستنكر العلاقات التي تنشأ عبر الانترنت ويقارنونها مع علاقاتهم في الزمن الماضي، وقالت: “الغريب ان الاجيال السابقة واولهم امي وابي يتحدثون عن علاقات جيلنا وكأنها علاقات فاشلة، لان الانترنت صار جزء من حياتنا، واحيانا يكون هو سبب نشوء العلاقة، لكن هل العلاقات في الماضي كانت ناجحة بالمطلق؟ اكيد لا، الفشل وارد سواء كان التعارف على الطريقة القديمة او الحديثة، المهم ان يتصرف الشخص بنضج ولا اظن ان النضج له زمن معين”.
وتقول اكرام جاسم ان الاهل دائما يستشهدون بفشل علاقاتنا بموضوع الطلاق واعداد الزيجات الفاشلة، واضافت: “غالبا ما يربط الاهل موضوع كثرة الطلاق بالحياة الحديثة والتطورات التي طرأت عليها والتعارف السهل الذي يؤدي الى هذا الفشل، لكن انا اقول ان السبب في كثرة الطلاق يتعلق بالجهل والامية هذا المرض الذي اصاب الكثير من العائلات، ما يؤدي الى تزويج بناتهم وابنائهم باعمار صغيرة، وبما انهم ما زالوا لم ينضجوا بعد فمن الطبيعي ان يفشلوا بزيجاتهم، الامر لا يتعلق بالانترنت وطرق التعارف بل بالجهل المتفشي بصورة مرعبة”.
ويختلف عبد الرحمن علي برأيه اذ يجد ان “الكثير من العلاقات الزوجية تفشل حتى وان لم تنته بالطلاق، بسبب ان الزوجين في فترة الخطبة لم يظهرا على طبيعتهما امام الاخر، ما يسبب صدمة بعد الزواج ومعرفة حقيقة الشخص كاملة، مع ان فترة الخطبة يزور الشاب خطيبته ويتحاور معها ويتواصل معها بنحو مباشر، فكيف ان كان التعارف عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي؟ ليس اسهل من الكذب والادعاء، وكم من الفتيات اللواتي عرضن انفسهن الى مواقف محرجة، لا بل ان واحدة تسببت بسرقة اهلها بعد ان تعرفت على شاب واوهمها بانه يريد التقدم لخطبتها بعد ان علم ان لديهم اموالا في البيت. الامر مشوش وغير واضح والكذب فيه وارد جدا”.
العلاقات العاطفية ما بين الماضي والحاضر
التعليقات مغلقة