وداد إبراهيم
سيصدر للكاتب العراقي (د. سامي البدري) روايته الجديدة (الكولونيل في شأنه الجانبي) عن دار(الان) في عمان، تتحدث الرواية عن (الثورة العربية ضد الاحتلال العثماني عام ١٩١٦) وتتعرض لتفاصيل حياة لورنس العرب الشخصية التي لم يتكلم عنها لا في كتابه أعمدة الحكمة السبعة ولا حتى بشكل شخصي لأقرب أصدقائه بصفته قائدا سوقيا وميدانيا لمعارك تلك الحرب، والتي انتهت بطرد الاحتلال العثماني لشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام..
تحدث الكاتب عن هذه الرواية وقال: ا لرواية ورغم أنها تعرض لأغلب معارك وظروف وملابسات تلك الحرب، إلا أنها لا تعتمد تلك التفاصيل إلا كخلفية أو إطار يُسبب لعملية بناء حياة خاصة متخيلة للكولونيل توماس ادوارد لورنس (لورنس العرب) والتي حرص خلال
حياته على التكتم على تفاصيلها، وخاصة في الجانب العاطفي،
وبغض النظر عن مدى اختلافنا مع هذا الرجل، من حيث كونه كان ضابطا في الاستخبارات البريطانية وأن قيادته لحرب تحرير المشرق العربي من براثن الاستعمار العثماني، لم تكن في النهاية إلا خدمة لمصالح بلده الاستعمارية هي أيضا، إلا أنه يبقى، وفي حدوده الشخصية، معجزة فردية، على المستوى القيادي والسوقي العسكريين، من ناحية قدرته على جمع فلول بدو الصحراء العربية وتوحيدهم في جيش شبه منظم، استطاع من خلاله قهر قوة الجيش العثماني العريق والمتمرس في فنون الحروب.
. وأضاف البدري: فكيف عاش هذا القائد العسكري والمخابراتي حياته الخاصة يا ترى وكيف تصرف مع شؤونه الخاصة، وخاصة فيما يتعلق بجوانب حياته الانسانية والعاطفية والجنسية؟ هذا ما تحاول أن ترسم الرواية صورة متخيلة له، ولكن عبر المعطيات القليلة التي تناقلها رفاقه من البدو عنه، وبالذات (نمره البشري، كما أطلق عليه هو) شيخ قبيلة الحويطات (عودة أبو تايه) الذي مثل ساعده اليمين في أغلب معارك حرب الثورة العربية والتي استمرت لمدة عامين، من عام ١٩١٦ إلى عام ١٩١٨، والتي تكللت بهزيمة ساحقة للجيش العثماني، رغم أن (عودة أبو تايه) لم يكن سوى شيخ قبيلة أمي في حقيقة الأمر، ولكنه كان يتميز بشجاعة مذهلة شهد له بها لورنس وقادة أركان حرب الثورة العربية من جنرالات الجيش العربي، الذين قادوا وخططوا لمعارك تلك الحرب، وهم كل من الجنرال (مولود مخلص باشا) والجنرال( نوري سعيد باشا) والجنرال (جعفر العسكري باشا)، والثلاثة كانوا عراقيين وتولوا مناصب الدولة الكبيرة في العراق، بعد تأسيس دولته الحديثة عام ١٩٢١، وهم الضباط الوحيدون الذين شهد لهم لورنس بالحنكة العسكرية والبطولة في تحقيق نصر الثورة العربية في كتابه أعمدة الحكمة السبعة، الذي يمثل سجل ذكرياته عن تلك الحرب، والذي صدر في بريطانيا قبل وفاته عام ١٩٣٥ وهو ما زال في السادسة والأربعين من عمره.
ومن الجدير بالذكر ان (د.سامي البدري بغداد1960) عضو اتحاد الصحفيين العراقيين وعضو اتحاد الكتاب والادباء العراقيين صدر له العديد من الكتب منها كتب في النقد مثل (الكلمة في موقد الطين ،أراجيح في مدائن الحلم. صوت آخر لشهقة القلق. السقوط من فخ القداسات، القفز فوق عشب السراب، الحب على حافة البارادور) كما صدر له عدد من الروايات منها (إيقاع غريزة الفراشات والرغبة عند درجة الاستواء ورماد الأسئلة) وصدر للكاتب مجموعات شعرية ومجموعات قصصية ومسرحيات، كما حصد العديد من الجوائز والشهادات التقديرية في المسابقات التي تقام في الدول العربية والسويد منها قصيدته (قاب شفتين او ادنى) التي حصلت على المرتبة الثانية في دورة الشاعرة لميعة عباس عمارة عام 2010 .