شركات الطاقة تركز على تسوية مديونياتها

الإنتاج الأمريكي لن يعود إلى ذروته ..

الصباح الجديد ـ متابعة:

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعدما اختتمت تعاملات الأسبوع الماضي على خسائر بنحو 2 في المائة بسبب الإغلاقات وتسارع الإصابات الجديدة بوباء كورونا، ما جدد القلق من وتيرة تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
ويدعم تماسك الأسعار استمرار قيود المعروض من قبل مجموعة “أوبك+” التي ستعقد اجتماعا وزاريا جديدا بنهاية الشهر الجاري لتقييم تطورات أوضاع الطلب والعرض والمخزونات وأجواء السوق بشكل عام بعد الإعلان عن العودة إلى زيادة الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا بدءا من أيار المقبل ولمدة ثلاثة أشهر علاوة على توقف التخفيضات الطوعية السعودية تدريجيا استجابة لارتفاع الاستهلاك صيفا.
ويقول محللون نفطيون: “إن قرار أوبك+ بالعودة إلى زيادات تدريجية في الإنتاج جاء انطلاقا من تقدير دقيق لتطورات السوق وأملا في تعاف كبير في الطلب العالمي، إضافة إلى نمو الطلب الموسمي المعتاد في أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي”، لافتين إلى أن قرار زيادة الإمدادات جاء مدروسا للغاية، وسط اطمئنان إلى أن الإنتاج الأمريكي لن يعود إلى وفرة الإمدادات المقابلة خلال العام الجاري على أقل تقدير.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أي” الدولية لخدمات الطاقة: “إن أسعار النفط ستواصل التقلبات خلال الأسبوع الجاري، بسبب حالة عدم اليقين المهيمنة على السوق في ضوء إشكاليات توزيع اللقاحات وتجدد الإصابات والإغلاقات المرتبطة بجائحة كورونا”، لافتا إلى أن “أوبك+” تبذل جهودا مكثفة وتعقد اجتماعات شهرية متلاحقة من أجل ضمان الحفاظ على استقرار السوق وتوازن العرض والطلب.
وأشار إلى وجود زيادات إنتاجية متوقعة خارج نطاق اتفاق “أوبك+” ومنها الإنتاج الليبي الذي يسابق الزمن للتعافي إضافة إلى المحادثات الجارية حاليا بشأن الملف الايراني التي ستستكمل في فيينا يوم 16 أبريل الجاري ومن المحتمل أن تشهد تقدما بشأن رفع العقوبات الاقتصادية وتخفيف القيود على إنتاج النفط الخام.
من جانبه، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة “إن فرص تراجع الأسعار بشكل واسع صارت محدودة للغاية بسبب قيود أوبك+ التي تترافق أيضا مع توقعات بمحافظة استثمارات النفط الصخري في الولايات المتحدة بشكل عام على انضباط الإنفاق”، مشيرا إلى أن الحفر لمجرد الحفر أصبح سمة لا تناسب السوق في ظل تحديات المرحلة الراهنة، كما أن الإنفاق الذي يتجاوز التدفقات النقدية أصبح شيئا من الماضي.
ولفت إلى أن أغلب شركات الطاقة الأمريكية تركز فى الوقت الراهن على تعزيز مراكزها المالية وتسوية المديونيات إضافة إلى إعادة مزيد من الأموال إلى المساهمين، مشيرا إلى أن أغلب التوقعات والتقارير الدولية ترجح ألا يعود إنتاج النفط الأمريكي أبدا إلى الذروة الأسبوعية البالغة 13 مليون برميل يوميا قبل انهيار السوق في أبريل من العام الماضي حيث يستقر حاليا بالفعل عند نحو 11 مليون برميل يوميا، بحسب إحصائيات إدارة الطاقة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة