النقل تطالب المضي بمشروع الربط السككي مع إيران وتركيا والخليج

تحذيرات من خسائر كارثية تضر بمشروع ميناء الفاو الكبير

بغداد ـ الصباح الجديد:

أكد مدير عام السكك الحديد في وزارة النقل طالب جواد الحسيني امس الثلاثاء، المضي بمشروع الربط السككي مع إيران وتركيا والخليج، على الرغم من تحذيرات من أن المشروع سيتسبب بخسائر كارثية تضر مشروع ميناء الفاو الكبير .
وكان موضوع الربط السككي قد أثار موجة غضب واستنكار عمت الشارع العراقي على خلفية تصريحات لرئيس الجمهورية برهم صالح، دعا فيها الكويت وإيران إلى تنفيذ مشاريع الربط السككي مع البصرة، تلك المشاريع التي تهدد “بإقصاء الموانئ العراقية” حسبما يوضح متخصصون.
وقال الحسيني في تصريح صحفي إن “هناك خطتين لربط العراق بالسكك الحديد مع تركيا وايران وهي قيد النقاش وقابلة للتنفد بشكل سريع وعلى طريقة الاستثمار المحلي او الدولي”، مبينا أن “الوزارة وايران اكملتا المخطط الاساسي لربط الشلامجة بالبصرة بخط يمتد لنحو 32 كيلو مترا وهو لا يكل الكثير من المبالغ، الا انه بحاجة الى قرار سيادي بين بغداد وطهران للشروع في التنفيذ” .
وأضاف ان “العراق انهى الدراسة الكاملة لربط السكك مع تركيا عبر الموصل بعد تاهيل خط السكك من الموصل الى ناحية ربيعة ومن ثم زيادة الخطوط لامتدادها الى فيش خابور في دهوك ومن ثم تركيا”.
وعد الحسيني أن “الربط السككي سيتيح للعراق مبالغ هائلة عبر الترانزيت الدولي من الخليج الى اوروبا او العكس”.
وكان الخبير البحري رياض السعدي اكد إن مشاريع الربط السككي مع الكويت وإيران ستؤثر بشكل سلبي في نشاط الموانئ العراقية التي تعتبر محدودة الأعماق التي لا تتجاوز 12 مترا كحد أقصى ، فيما تمتلك الكويت وإيران موانئ عميقة مطلة على الخليج”.
كما قال وزير النقل الأسبق عامر عبد الجبار اكد أن الربط السككي مع الكويت وإيران سيلحق الضرر بالموانئ العراقية من خلال حرمانها من أجور وعوائد السفن والوكالات والخدمات البحرية.
ويتوقع الخبراء تضاعف واردات الموانئ العراقية عند إكمال مشروع ميناء الفاو الكبير الذي يعد واحدا من أهم المشاريع الإستراتيجية في منطقة الخليج العربي .
وتعرض مشروع بناء ميناء الفاو الكبير لكثير من العقبات التي أخرت تنفيذه منذ وضع حجر الأساس له في عام 2008.
وفي البداية، بقي المشروع مجرد مخططات على الورق قبل أن تشرع الحكومة ببناء كاسر الأمواج الكبير، بالتعاون مع شركة دايو ، والذي أعلن الانتهاء من أعمال إنشائه العام الحالي.
ثم انتشرت أنباء عن “مؤامرة” لعرقلة إنشاء الميناء أو لتقليل عمق الرسو فيه ما يجعله غير ذي جدوى اقتصادية كبيرة، وهددت وقتها النائبة في البرلمان العراقي عالية نصيف بـ”اللجوء إلى القضاء”.
واكتسب ميناء الفاو أهمية مضاعفة بعد دراسة أشارت إلى منافعه الاقتصادية الكبيرة، وأيضا بسبب الجدل المستمر بين العراق، والكويت التي أنشأت ميناء مبارك الكبير على الضفة المقابلة من خور عبد الله، حيث ينشئ العراق ميناءه.
وأوقفت الكويت أعمال التشييد في مينائها، كما أعلن العراق بشكل متزامن توقيع اتفاق مع شركة دايو الكورية لتشييد الميناء بأعماق كبيرة، وتوقع الكثيرون أن تكون هذه الصفقة إحدى علامات النجاح لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
لكن مقتل مدير شركة دايو في البصرة -شنقا- أعاد الشكوك باحتمال تنفيذ الميناء، حتى بعد أن قالت وزارة الداخلية العراقية أن مقتله كان انتحارا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة