متابعة الصباح الجديد
تمثّل مجلة ” منهجيات” التي أطلقتها ” مؤسسة ترشيد” في خريف 2020، أحد فضاءات النشر الأساسية في مجالات التعليم والتربية في المنطقة العربية. وتتوجه المجلة الأولى من نوعها في العالم العربي، إلى جميع العاملين والفاعلين في المشهد التعليمي والتربوي في مختلف الدول العربية، وتوفر لهم مساحة تفاعلية الهدف منها مناقشة واقع التعليم ومستقبله في المنطقة، وطرح حلول علمية تساهم في تجديد الأفكار حول التربية والتعليم، عبر تضافر وجهات النظر المتعددة التي من شأنها بلورة وتأسيس واقع تعليمي جديد في المنطقة.
في عددها الثالث (شتاء 2021) الصادر حديثا، تفتح مجلة “منهجيات” ملفًا خاصًا بعنوان “كيف نعلّم في زمن كورونا؟ أية أدوات واستراتيجيات لتعليم مختلف؟”، تحاول فيه بلورة إجابة على جملة من الأسئلة التي جرى اختزالها في سؤال واحد: كيف نعلّم؟ وينطلق السؤال من أزمة سابقة على ظهور الجائحة، تسببت بنوعٍ من الضمور في الإنتاج المعرفي للأنظمة التعليمية، وهو ما تجلّى بوضوح في خضم الظروف الراهنة، حيث أخذ السؤال على وقعها منحىً مختلفًا، جعله سؤالًا ملحًّا يُجمع القائمون على المجلة، كما جميع التربويين، على ضرورة الإجابة عليه.
تضمّن ملف العدد ثماني مقالات تدور في فلك سؤال “كيف نعلّم؟”، وافتُتِح بمقالة معنونة بـ “جاءنا الخبر الآتي: نشرة أخبار صفّيّة رقمية تبشر بمستقبل تعليمي واعد بعد الجائحة”، تسرد فيه كلارا اللقيس تفاصيل تجربتها في التعليم الرقمي، وتقترح فيه أسلوبًا رقميًا للتعلّم، يرتبط على نحوٍ خاص بالمواضيع الإنشائية، ويقوم على طرح فكرة الموضوع المُراد كتابته ضمن مقطع فيديو، على صورة نشرة إخبارية.
وتُعيد اللقيس سبب اختيارها نموذج النشرة الإخبارية لعرض موضوع الإنشاء إلى: “أهمية المؤثرات السمعية والبصرية على تلقّي المعلومة عند المتعلم، خصوصًا أنها ستحرك الجزء الأيمن من الدماغ الأمر الذي سينعكس إيجابًا على تركيز المتعلمين”، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه هذه المؤثرات في التأثير على الذاكرة، إذ تسهّل من: “استذكار المعلومات المذكورة في العرض التفاعلي”.
اشتمل الملف أيضًا على المقالات التالية: “الإنترنت والأشياء، خطوة نحو إنترنت الأشياء: تأملات في ممارسات التعلم خلال الحجر” لميسرة أبو شعيب، والتي تحاول تسليط الضوء على كيفية اكساب الطالب مهارات الحياة الضرورية من المنزل بالتزامن مع التعليم الإلكتروني، إلى جانب مقالة بعنوان “كيف درّست خلال الجائحة” لمولاي الحسن الإدريسي، يسرد فيها تفاصيل تجربته في التدريس خلال الحجر المنزلي، وأخرى تحت عنوان “لا تقلين مع كورونا: تدريس العلوم بطريقة الإشكاليات” لعدي علي أحمد، يسعى من خلالها إلى الإجابة على سؤال: “كيف أشرح عن بعد مفهومًا علميًا دون أن أقع في فخ التلقين مع الإبقاء على مركزية المتعلم في العملية التعليمية، وعلى طرائق التعليم النشيط”؟
“مادة الطبيعيات في نسختها الافتراضية” عنوان مقالة وداد رفيق ضيا، تتناول فيها تجربتها في تعليم مادة الطبيعيات عن بعد للصفوف الثانوية، فيما تقدّم مها جمال أبو منشار في مقالتها “نموذج لاستمرار التعليم: خواطر حول مبادرة سبورة وطبشورة”، عرضًا لهذه المبادرة القائمة على تحويل منزل المعلّم إلى منصّة تعليمية. وتفنّد دريّة كمال فرحات في مقالتها “تعليم اللغة العربية عن بعد: أدوات واستراتيجيات”، المعوقات التي تواجه المعلّم في عملية التعليم عن بعد، ويُختتم الملف بمقالة تحت عنوان “تطبيقات في خدمة المعلّم”، يسعى فيها نور الدين زهير إلى توسيع خيارات المعلمين والمدارس فيما يتعلق باستخدام التقنية.
أما في باب محاورة، فتضمّن العدد حوارًا مع المدرس الفلسطيني منير فاشه حول رؤيته الخاصة في التعليم، بينما ضم باب “مفهوم تربوي” نموذجًا يشرح كيفية إنجاز مشروع مع الطلاب افتراضيًا، فيما اشتمل باب “تقرير حول التعليم” على عرض لتفاصيل وبنود “العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار”، الذي اعتمده مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته السادسة والعشرين، وسلّط باب “بروفايل” الضوء على مبادرة “ألكسو” للتعلم المفتوح والتعليم الالكتروني في ضوء الجائحة.
واحتوى باب “كتب تربوية” على عرض لكتاب إسماعيل سراج الدين “إعادة اختراع التعليم”، وقدّم باب “مقال مترجم” ترجمة لمقالة نورا فليمنج المعنونة بـ “التقييم التكويني: سبع طرائق لإجراء التقييمات التكوينية في صفّك الافتراضي”، وضم الباب الأخير “اقتباس تربوي” مقطع من كتاب “التعلم المنظم ذاتيًا والتحصيل الدراسي”، لمؤلفه فهد بن عايد الردادي.
كما ضم العدد المقالات التالية: “التعليم عن بعد وعسر الانتقال إلى العالم الافتراضي” لنعيم حيماد، و”تحديات ومخاوف حول التنشئة الاجتماعية” لسها نصر الله، و”التعاون بين الأسرة والمدرسة” لعزيز رسمي ويوسف إمهال، بالإضافة إلى “العلوم في المراكز والمتاحف العلمية” لبيسان بطراوي”، وتأثير الشركات الخاصة في التعليم” ليوسف حرّاش، و”كي لا نقتل ثقافة التعلّم” لأحمد مصطفى عيد، وأخيرًا المعلّم الذي نريد” لهيفاء نجّار”.
*عن ألترا صوت