الصباح الجديد-متابعة:
نعيش في هذه الايام حالة ترقب وخوف بسبب الاخبار التي تداولتها وسائل الاعلام نقلا عن اطباء حول العالم بان فيروس كورونا طور نفسه ويمكن ان يكون اكثر خطورة مما كان عليه في فصل الصيف، ما يجعل القلق رفيا لنا طول الوقت.
كيف لنا ان نعيش حياتنا بصورة افضل مع فرض الاغلاق والدعوات لملازمة البيت والابتعاد عن الاماكن المزدحمة، الا ان ركنا الى حقيقة ترددت كثيرا على لسان الاطباء انفسهم بان المشي في الهواء الطلق لا يدعو الى ارتداء الكمامة وايضا يسهم بزرع بعض الراحة.
قام مجموعة من الباحثين من جامعة أنجليا روسكين البريطانية، بإجراء دراسة شملت 286 شخصا خلال فترة الإغلاق الصارم في أبريل/ نيسان الماضي، ما أدى إلى محدودية الوقت الذي يمكنهم قضاؤه في الخارج. وأظهرت الدراسة بأن “الناس يكونون أكثر سعادة في أثناء حصولهم على بعض الهواء النقي وإغلاق شاشاتهم وأجهزتهم”.
ووفقا للدراسة، فإن” الخروج من المنزل وإيقاف تشغيل الأجهزة وقضاء وقت أقل أمام الشاشة، يمكن أن يحسن مستويات السعادة في أثناء الإغلاق”. حسبما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ووجد الباحثون أن “مستويات السعادة كانت أعلى عندما يكون المشاركون خارج حدود البيت خاصة في الحدائق العامة حيث يسهم استنشاق الاوكسجين لتحسين الصحة البدنية والنفسية على حد سواء، وينخفض مستوى الشعور بالسعادة عندما يقضون وقتا أطول أمام الشاشة أو على الأجهزة الذكية.
وكجزء من الدراسة، تم قياس مستويات السعادة لدى عينة من 286 بالغا من النمسا، بمعدل ثلاث مرات في اليوم على فترات عشوائية على مدى 21 يوما. وخلال فترة الدراسة، كان المشاركون النمساويون خاضعين للإغلاق الوطني الذي سمح لهم فقط بالخروج لأنشطة محددة بما في ذلك التمارين الرياضية.
وفي هذا الشأن قال البروفيسور فيرين سوامي، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة أنجليا روسكين: “إن عمليات الإغلاق يمكن أن تساعد في إبطاء انتقال عدوى فيروس “كورونا” المستجد، لكن الأبحاث أظهرت أن فترات الإغلاق الطويلة تؤثر على الصحة العقلية”.
وذكر فريق الباحثين: إنه “يجب على الحكومات أن تطلب من الناس الحصول على بعض الهواء النقي بدلا من البقاء في منازلهم في أثناء الإغلاق بسبب فيروس “كورونا” المستجد، وذلك من أجل تحسين مزاجهم.
وأظهرت دراسات سابقة، أن “التواجد في الهواء الطلق، خاصة في المساحات الخضراء، يمكن أن يحسن الصحة العقلية من خلال تعزيز صورة الجسم الأكثر إيجابية”. الأمر الذي دفع الأكاديميين من جامعة أنجليا روسكين البريطانية، وجامعة كارل لاندشتاينر في النمسا، وجامعة بيردانا في ماليزيا، إلى دراسة تأثير الخروج إلى الهواء الطلق على الحالة المزاجية للأشخاص في أثناء الإغلاق الوطني القسري.
ونظر الباحثون أيضا إلى تأثير استخدام التلفزيون والكمبيوتر والهاتف الذكي ومشاعر الوحدة على مزاج الشخص في أثناء الحظر والتزام البيت الاجباري.
قال البروفيسور سوامي، لصحيفة “ديلي ميل”: “كل ما يمكننا قوله أن مشاركينا كانوا أكثر سعادة عندما كانوا في الهواء الطلق مقارنة بالداخل، بغض النظر عما كانوا يفعلونه في الهواء الطلق”.
وتابع سوامي: “بصرف النظر عن كل شيء آخر، مستويات السعادة كانت أقل في أثناء استخدام الأجهزة، وبمعنى آخر، كان تأثير وقت الشاشة مستقلا عن التواجد في الداخل والخارج”.
وأضاف: “لقد وجدنا أيضا أن وقت استخدام الشاشة اليومي الأكبر كان مرتبطا بمستويات أعلى من الشعور بالوحدة”.
كما أوضح البروفيسور سوامي، أن “النتائج التي توصلت إليها دراستنا مهمة في هذا السياق لأنها تظهر أن القدرة على قضاء الوقت في الهواء الطلق في ظل ظروف الإغلاق لها تأثير مفيد على الرفاهية النفسية”.
وتابع: “التواجد في الهواء الطلق يوفر فرصا للهروب من ضغوط البقاء في المنزل، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، والمشاركة في النشاط البدني وكل ذلك يمكن أن يحسن الصحة العقلية”.
وقال الباحث: إن “هناك تداعيات عملية على السياسة الصحية على النتائج التي توصلوا إليها، خاصة بالنظر إلى الإعلان عن الإغلاق الشامل الذي تقرر فرضه في المملكة المتحدة”.