-1-
قالوا :
إن الكلام صفة المتكلم “
ومتى ما كان الكلام رصيناً غنياً بالأفكار الصائبة كشف عن أنَّ المتكلمَ رجل ذو فضل ومراس فكري .
-2-
والاسئلة التي تُطرح انما هي من مفردات الكلام، وبالتالي فهي تكشف ايضاً عن شخصيات السائلين .
-3 –
وهناك من الاسئلة ما يصدرُ عَنْ خَلْفِيّةٍ مشوبة بالكثير من العُقَد النفسيّة وهي لا تعدو ان تكون محاولات بائسة للنيل مِمَنْ يُوجَهُ السؤال اليهم .
-4-
ومن ذلك : اسئلةٌ طرَحَهَا أحدهُم ووجهها الى كاتب السطور يقول فيها :
ماذا قدمتم للفقراء ؟
وكم هو عدد مَنْ زوجتموهم مِنَ الشباب ؟
ومَنْ هم الذين قدمتم لهم المساعدات المطلوبة ؟
وكل هذه الاسئلة لم يكن الغرض منها الاّ محاولة التنفيس عن حقد متراكم وكراهة شديدة …
وقد تقول :
ولماذا يُتهم صاحبُ الاسئلة بكل ذلك ؟
والجواب :
أولا :
انّ من القبيح والشائن ان يتشدق الانسان بما قدّمه للفقراء من معونات ومساعدات ،
كما انه ليس من اللائق ذِكْرُ الأشخاص الذين كانت له يَدٌ عليهم مِنْ خلال تصديه لقضاء حاجاتهم .
وما أروع ما روي عن الامام الصادق (ع) في هذا الباب حيث نقل عنه قوله (ع) :
{ لا يتم المعروف الاّ بثلاث خصال :
تعجيله
وتصغيره
وستره }
انّ الاخلاص في العمل يقتضي الستر والكتمان بدلاً من النشر والاعلان
فهل يصح ان نسرد له قائمة طويلة عريضة في ما وُفِقْنا اليه مِنْ أعمال الإحسان والبر الاجتماعي ؟
واذا ذكرنا شيئا من ذلك ألا يُعَّد لوناً من ألوان الاشارة الى الذات ؟
ثانياً :
انّ الاسئلة المطروحة لا يُسئل عنها عادة الاّ أصحاب الثراء والارصدة الضخمة من الاموال، حيث تؤهلهم قدراتُهم المالية الفائقة لانجاز العديد من المشاريع الضخمة النافعة .
أما علماء الدين – وهم في الغالب ليسوا من أهل الثراء –فانهم لا يتوانون من أداء خدماتٍ دينيةٍ واجتماعيةٍوانسانيةٍ حسب الفرص المتاحه لهم بعيداً عن النشر والاعلان
وثالثا :
اذا كانت الاسئلة المطروحة بقصد الاستدراج الى ذكر المناقب والمواقف فانّ السائل قد عاد بخفي حنين وقد خاب مسعاه .
ورابعاً :
انّ صاحب الاسئلة انما أساءَ الى نفسه، ولم يُسيءْ الينا،حيث كشف النقاب عما ينطوي عليه مِنْ أوضاع نفسية مأزومة، ومن ضعف معرفي وأخلاقي …
وموطن العبرة مما ذكر :
التزام الدقة والحذر في الكلام عموماً ، وفي توجيه الاسئلة للآخرين خصوصاً ، خشية الوقوع في المطبات …
حسين الصدر