تتصدرها قضايا النفط الصخري والمناخ
الصباح الجديد ـ وكالات:
ارتفعت أسعار النفط الخام أمس، بفعل ترقب نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، إضافة إلى توقعات بأن تبقي دول «أوبك +» على مستوى التخفيضات الإنتاجية الحالي إلى العام المقبل دون تغيير.
ويواصل الانتشار السريع لجائحة كورونا ممارسة ضغوط هائلة على الطلب العالمي على النفط الخام، ويكبح تحقيق مستويات سعرية أفضل في ضوء تنامي المخزونات وزيادة الإمدادات النفطية من ليبيا.
وقال لـ»الاقتصادية»، مختصون ومحللون نفطيون «إن الأسواق تلقت دعما من تفاؤل نسبي باحتمال تطور وضع السوق إلى الأفضل، خاصة في ضوء توقع اقتراب «أوبك +» من تأخير تخفيف القيود المخطط لتخفيضات الإنتاج، إضافة إلى عودة بعض شهية المستثمرين إلى المخاطرة، خاصة مع احتمال تغير الإدارة الأمريكية»، وفق استطلاعات الرأى العام الأخيرة.
وأوضح المحللون أن ملفات ساخنة في انتظار الإدارة الأمريكية الجديدة في قطاع الطاقة تتصدرها قضايا الكربون والمناخ، فيما أسهم التفاؤل النسبي في السوق في ارتفاع العقود الآجلة في نيويورك، خاصة مع ارتفاع الأسهم الدولية قبيل الانتخابات الأمريكية، لافتين إلى أن أسعار النفط تلقت دعما جيدا أيضا من تراجع الدولار، ما دعم أسعار النفط وفق العلاقة العكسية وعزز المعنويات الإيجابية في سوق النفط الخام.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة «في جي إندستري» الألمانية للطاقة أن «أوبك +» تقود تحركات السوق على نحو جيد وبما يدعم استعادة التوازن، ولذا وفي ظل وفرة المعروض الحالية تتجه الأنظار إلى اجتماع نهاية تشرين الثاني الجاري كي تواصل الإجراءات السابقة في تقييد المعروض وتقليل الفجوة بين العرض والطلب وتسريع خطوات استعادة التوازن.
ولفت إلى أهمية المؤشرات الصادرة عن روسيا التي تؤكد أنها تبحث جديا تأجيل تخفيف تخفيضات الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر، مبينا أن توافق كبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا سيسهل إجراء هذه الخطوة المهمة لامتصاص فائض المعروض النفطي، عادّا تأجيل ضخ نحو مليوني برميل يوميا من الإمدادات بدءا من كانون الثاني يعد خطوة حاسمة وشجاعة للتفاعل مع تباطؤ الطلب العالمي بسبب الجائحة.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات «إن نتائج الانتخابات الأمريكية الرئاسية ستكون لها آثار سريعة ومباشرة في سوق النفط الخام، خاصة إذا تولت إدارة جديدة لها توجهات مختلفة في قضايا الخام الصخري والكربون ومكافحة تغير المناخ وفي ملفات أخرى».
وأشار إلى أن وضع الطلب الآسيوي أفضل بكثير من الطلبين الأمريكي والأوروبي وهناك تعاف جيد وملحوظ حيث لا تزال الصين هي النقطة المضيئة للطلب العالمي حيث رفعت السلطات حصة استخدام النفط من قبل كيانات غير حكومية في العام المقبل بأكثر من 20 في المائة وهو ما سيكون له مردود جيد على انتعاش الواردات النفطية إلى الصين.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة «أيه كنترول» الدولية لأبحاث النفط والغاز أن كل الأنظار تتجه إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مبينا أن استمرار إدارة الرئيس ترمب سيكون بمنزلة دفعة للوقود الأحفوري وهو ما يعزز الاستثمار والوظائف في مواجهة ضغوط هائلة ناجمة عن انتشار الوباء في الولايات المتحدة.
وأضاف أن «الزيادات السريعة في الإنتاج الليبي المعفى من قيود خفض الإنتاج وضعت السوق في دائرة مخاوف تجدد تخمة المعروض وهو ما سيدفع على الأرجح تحالف «أوبك +» إلى تأجيل خطط زيادة الإنتاج المقرر لها العام المقبل وفقا للجدول الزمني لاتفاق أيار الماضي»، موضحا أن تباطؤ الطلب بعد توسع الاقتصادات الأوروبية في الإغلاق سيجعل تأجيل دخول نحو مليوني مليون برميل يوميا إضافية إلى السوق في بداية كانون الثاني المقبل مصدر ارتياح لجميع أطراف السوق.
بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة «أجركرافت» الدولية «إن كثيرا من شركات النفط العالمية يحبس الأنفاس مع نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث تتخوف من أن يؤدي فوز بايدن الذي تتوقع أن يقضي على صناعة النفط والغاز الأمريكية بحسب ما دلت عليه المناظرات الرئاسية»، لافتة إلى أن هذه الانتخابات تأتي في توقيت حرج وفي ظروف استثنائية في عمر الاقتصاد العالمي بسبب تصاعد ضغوط الجائحة وانتشار ضربات الإرهاب في أوروبا والعالم.