كل عام وانتِ حكاية جميلة لاتنتهي الا مع بداية اجمل

زينب الحسني :

يحتفل العالم في يوم 8 آذارمن كل عام بعيد القارورة والريحانة المرأة ، لكن الاحتفال بالمرأة العراقية له خصوصيتهِ فلنساء العراق المجد والفخر لما قدمن من تضحيات على مر العقود .
فقد تعذبت وعانت مرة واوقدت سراج الامل في عيون الرجل مرة ثانية ، وغرست في روح أبنائها الحب المطلق للحياة في أيام قاسية وشديدة مرة ثالثة لاتطيق تحملها أمرأة سواها .
تحملت أعباء أستثنائية في ظل الظروف الصعبة والموجعة التي مربها العراق على مدى العقود المنصرمة فما من «أم « عراقية لم تذق لوعة فقدان أحد أبنائها أما بمواراته الثرى او رحيله عنها مرغماً لامخيراً مهاجر اً الى بلاد الله الواسعة بعد ان ضاقت البلاد بمواطنيها ، اذ تعرضت بسبب ذلك الى مخاطر وتحديات كبيرة تناوبت على دور الام والاب في الكثير من الاوقات والكثير من المواقع .
قرأت وتعلمت وكتبت الشعر وعزفت الموسيقى وناضلت جنباً الى جنب مع شريك عمرها ، قدمت كل ماتستطيع من تضحيات ولم تبخل بأي شيء دموعها التي لم تجف وظهرها أعتاد الانحناء ليس ذلاً وأنما بشموخ أم وحبيبة ورفيقة درب لاتكل ولاتمل عن منح الحب والحياة والامل ، هذه هي» الام العراقية «بتميز مطلق لاتنافس على صبرها وعطائها أبدأً …
وبالعودة الى المناسبة العالمية « للاحتفال بالمرأة « لقد أظهرت نتائج دراسة نشرها برنامج الأمم المتحدة أن نحو 90 بالمئة من سكان العالم من الجنسين، لديهم أحكام مسبقة حيال النساء.
ومن هذه الأحكام أن الرجال يصلحون أكثر من النساء ليكونوا مسؤولين سياسيين أو رؤساء شركات، أو أن ارتياد الجامعة أهم للرجل منه للمرأة، وكذلك أن الأولوية ينبغي أن تعطى للرجل في سوق العمل عندما تكون الفرص نادرة.
ولدى 90 بالمئة من الأشخاص ومن بينهم نساء، حكم مسبق واحد كهذا في الأقل، على ما رأت وكالة الأمم المتحدة، استناداً إلى بيانات من 75 دولة تشكل أكثر من 80 بالمئة من سكان العالم.
وسجلت النسبة الأكبر أي 99,81 بالمئة في باكستان متقدمة على قطر (99,73 بالمئة) ونيجيريا (99,73 بالمئة).
أما أدنى النسب فسجلت في أندورا (27,01 بالمئة) والسويد (30,01 بالمئة) وهولندا (39,75 بالمئة).
وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى استمرار وجود «حواجز خفية» بين الرجال والنساء «برغم تسجيل تقدم على مدى قرون».
وقال المسؤول في البرنامج بيدرو كونسيساو في بيان «تمر معركة المساواة بين الجنسين اليوم، بالقضاء على الأحكام المسبقة».
وأضافت زميلته آشيم شتاينر: «الجهود التي أثبتت فعاليتها للقضاء على الفروقات في مجال الصحة والتعليم، يجب أن تطور الآن لمواجهة مشكلات شائكة أكثر هي الأحكام المسبقة الراسخة لدى الرجال والنساء على حد سواء، والتي تحول دون حصول مساواة فعلية»، حسبما نقلت «فرانس برس».
ودعا برنامج الأمم المتحدة الحكومات والمؤسسات إلى «اعتماد نهج سياسي جديد لتطوير هذه الآراء والممارسات التمييزية» فضلا عن خفض نسبة مخيفة واردة في التقرير تفيد أن 28 بالمئة من الأشخاص عبر العالم يعدون طبيعياً أن يضرب الرجل زوجته.
وللمرأة نقول لها في عيدها كل عام وانتِ كاملة الحقوق والوجود، كل عام وأنت صامدة مكابرة شامخة كالنخلة بعيدة عن الخنوع والخضوع.
كل عام وأنت عزيزة لا تذلين ولاتهنين تقفين بالصدارة محاطة بالأحبة في وطن ينعم بالأمن والامان، حبيبة وأماً وزوجة وأختاً وصديقة محفوظة الكرامة بصفاتك وخصالك جميعاً غير مضطرة للتشرد والتسول وارهاق ماء الوجه متحملة ذل السؤال لتوفير لقمة العيش لأبنائك بعد هجر الزوج او قتله.
امنيات نأمل أن تدخل حيز التنفيذ لأنها استحقاق مشروع لها، لنبدأ العام المقبل بأمنيات يملؤها التفاؤل والنظر للمستقبل بصورة أيجابية بعيدة عن السوداوية المقيتة التي نعيشها منذ أكثر من ثلاثة عقود أحرقت الاخضر قبل اليابس وحصدت العديد من الطموحات والتمنيات ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة