«يا أبت إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون» هذا ما دعا به السيد المسيح لأعدائه وهو يحمل آلامه مع الصليب، فأي عظمة تلك التي امتلكتها روحـه حين يدعوا الله ان يغفر لقوم صلبوه وعذبوه، ومن ثم قتلوه بطريقة بشـعة!
وفي معركة الجمل قام الامام علي بالدعاء لمن قاتلوه، وحين سألوه قومه لاستغرابهم فعله اخبرهم انه يعلم بان الفئة التي قاتلت معه هم من اهل الجنة اما هؤلاء فهم لا يعلمون بذنبهم فعليّ ان اطلب لهم المغفرة، وهناك الكثير من الاحداث التاريخية التي تثبت ان من دخل التاريخ من اوسع بابا للعزة والكمال هو من غفر لأعدائه قبل اصحابه.
وفي معركة الطف دعا الامام الحسين لاعدائه الى حد البكاء لانه وجد ان جهنم هي نهايتهم الحتمية.
هنا أود أن أسال بعض من يكتبون كلمات للدعاء بعد الاذان هل قرأوا التاريخ أم إنهم غفلوا عنه؟.
من الذي جزم لهم أنهم أصحاب حق وأن الآخر هو الباطل في حين أن الاخر نفسه يؤمن بتلك المعادلة لكن بوجهها المعكوس.
إذن من الذي يمكن أن يفصل بينهم وبين الحق والباطل الذي يمثلونه؟
الدعاء الذي سمعته قبل أيام بالصدفة البحتة يبدأه القارئ بالدعوة من خلاله لتثبيت أقدام أهل الحق ونصرتهم على أعدائهم… الخ ومن ثم ينتقل إلى جمل عجيبة نُسبت إلى أحد الائمة وهو بريء منها مثلها مثل الكثير من الاحاديث المنسوبة لفائدة أو مصلحة أحدهم! يقول فيه «اللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ وَيَبِّسْ أَصْلابَ رِجَالِهِم وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِم ولا تَأْذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر وَلا لأَرْضِهِمْ فِي نَبَاتٍ، وأن تجعل الوباء في مياههم، والأدواء في طعامهم».
هناك بعض التبريرات لتك القسوة يقول أصحابها أن الهدف منها هو دفع غائلتهم «أي الاعداء» عن النفس وعن الدين، وإخضاعهم لإرادة الله كي يقروا له بالوحدانية، وتكون كلمة الله هي العليا، وتدفع إلى الدمار والبوار، واقتلاع الآثار!
فهل ندفع ضررا يمكن ان يوقعوه بأن ندعوا لهم بهذا الضرر؟! أي منطق هذا الذي يجيز لنا ذلك حتى لو كان لعدو؟! يذكرون إن الدين أخلاق، والاسلام دين سماحة ودين رحمة وسلام، وعفو عند المقدرة، وكلمة طيبة! فكيف لنا أن نكون مؤمنين به ولا نحترم أسسه التي بني عليها.
احلام يوسف