العراقيون خارج الوطن وداخله يشاركون في دعم التظاهرات مادياً ومعنوياً

ويحرصون على استمرارها

بغداد ظفار أسماعيل :

يشارك العراقيون في داخل الوطن وخارجه في التظاهرات ودعمها بشتى الطرق ، ومن لم تسمح له ظروفه في العودة الى العراق والمشاركة بهذه الاعتصامات منذ بدايتها وحتى الان في الوقوف في ساحة « التحرير « ساحة المجد والبطولة . فقد قدمواالدعم لهؤلاء الابطال من اجل استمرار ودعم هذه الانتفاضة الشعبية العراقية ضد انظمة الظلم والفساد الحاكمة في البلاد ،عن طريق تقديم المعونات المالية والطبية .
« الصباح الجديد « كان لها وقفة والحديث مع بعض المغتربين ومعرفة ارائهم بشآن ذلك .
لحمة وطنية
اذ قال المغترب ابو ليث : نحن وان لم تسنح لنا الظروف للقدوم الى العراق ومشاركة اخواننا في تمردهم ورفضهم لسياسات الحكومة الفاسدة في البلاد ،الا اننا نتذكر كيف كانت مشاعر العراقيين تجاه المغتربين الذين عادوا الى الوطن بعد سقوط نظام الطاغية البعثي ، وكيف انهم عبروا في مناسبات كثيرة عن احقيتهم في تقرير مصائرهم اكثر ممن كان خارج العراق،بدعوى انهم عانوا الامرين ودفعوا ثمن وجودهم تحت سنين حكم مظلمة دفعوا ثمنها غالياً .
وتابع قولهِ : لذلك نحن اليوم نعلن اننا جزء كبير من هذه الانتفاضة ، حيث ان العراقيين خارج الوطن ، يجمعون التبرعات المالية والطبية لضمان ديمومة هذه التظاهرة ، واسناد اخوتهم المعتصمين في ساحات التحرير ممن تركوا اعمالهم وقرروا التضحية بالثبات في ساحات الاعتصام حتى تغيير الواقع المرير الذي يعيشه هذا الشعب العظيم الذي تحمل الكثير من الالام التي سببتها انظمة حكم غير جديرة ولا تملك روح الانتماء لهذا البلد .
واردف قائلًا : نحن من اماكننا ندعم هذه الانتفاضة ونحرص على استمرارها ونقدم الدعم لاخوتنا في ساحات التظاهرات ونعوضهم بالاموال عن ارزاقهم التي تركوها ليعتصموا هناك في ساحات الكبرياء فقد تطوع فريق منا لجمع التبرعات من كل العراقيين الذين يعيشون في دبي وعمان ، وبيروت ،ومصر ،وهنالك فريق آخر يجمع الاموال للمتظاهرين من المغتربين العراقيين في الدول الاوروبية ،وقد اثار هذا الامر اعجاب سكان البلدان التي نعيشها حيث انهم ابدوا استغرابهم واعجابهم بهذه اللحمة الغريبة التي تجمع الجاليات العراقية ، وكيف تحول ابتعادهم احياناً عن بعضهم البعض الى تجمع غير مسبوق لدعم التظاهرات من كل الاطياف والاديان وعلى اختلاف اتجاهاتهم الفكريه قد ابدى الشباب العراقي شجاعة كبيرة ،وتعاطفاً كبيراً ،اذ ان الكبير يبلغ الصغير عن ضرورة جمع المؤن والاموال لدعم اخوتنا في ساحات التظاهر وشراء المستلزمات الطبية التي يطلبونها عن طريق مجموعة كرست نفسها لتتواصل معهم وتتبع اخبارهم وسؤالهم عن احتياجاتهم حيث يتم ارسال هذه المعونات بواسطة شحنها مباشرة الى بغداد وتحويل المبالغ النقدية التي تم التبرع بها .

 تلبية نداء الوطن

لم يتأخر أي مغترب عن تلبية نداء الوطن وكل حسب امكانيته ،من عشرين دولاراً الى الفين او ثلاثة الاف دولار ولم تقتصر حملات التبرع على اماكن معينة ، فقد جاب المتطوعون الشوارع والاسواق الشعبية والمولات الكبيرة ومحال السهر ودور السينما والمستشفيات ، في كل مكان تجد مجموعة تذكرك ان في بلدك شباب يضحون بقوت اسرهم ولايملكون في جيوبهم فلساً واحداً عاجزين عن التقدم والاستمرار من دون دعمك ومن دون مشاركتك ،وانك بدعمهم ومساعدتهم على الاستمرار والتواصل تسهم في تخليص البلد من القيود التي شلت يمينه ويساره وكبلت قدميه باثقال الحسرة والفقر .
نحن هنا من مكاننا نتظاهر وندعم التظاهرة ونحرص على استمرارها وتمويلها ومساعدة الجرحى والتكفل بعلاجهم وارسال الادوية التي نتمكن من ارسالها لهم .

 التظاهرات امام السفارات 

اضافة الى الدعم المباشر ، تحرص الجالية العراقية في شتى دول المهجر على مساندة التظاهرات عن طريق تنظيم تظاهرات مشابهة يتجمع فيها المغتربون للمطالبة بحماية ودعم المتظاهرين في الداخل والمطالبة بحمايتهم من القتل والسجون والاختطاف وايصال صوتهم للمجتمعات الدولية والحصول على تأييد ومباركة الانتفاضة المستمرة .وكشف الانتهاكات ويصال صوت المتظاهرين لشعوب وحكومات تلك الدول وحثها على الوقوف بجانب الشعب ومطالبة الحكومة بحماية المتظاهرين وضمان حقهم المشروع في رفض الفساد والاهمال .

صوروامثله لتكاتف العراقيين
من اروع ماانجزته هذه التظاهرة هو القضاء على المشاحنات والمناقشات الطائفية وتلاشي الاختلافات التي زرعتها الاحزاب والسياسات ،التي تكبر بانتشارها وتكاثرها .
التظاهرات التي حصلت في العراق جمعت شملنا من جديد ولم نرى انفسنا الا مجتمعين من كل الطوائف التي كانت تحمل بعض الغيظ ،فيما بينها بحيث ان المتبرعين والهابين لدعم الثورة يتزاحمون ويقفون معاًعلى اختلاف اديانهم ومذاهبهم ،تجمعهم الرغبة في تحرير البلد من الاسلاك الشائكة التي التفت حول رقبته، لتمنع عنه التقدم والتطور ،وتحرم ابناءه من العيش الكريم .

كسر الصمت
المغتربة نوال تقول : نحن مدينون لكل من اشعل هذه الفتيلة وفجر روح الغضب وكسر حاجز الخوف والصمت ، ومن اغرب المفارقات التي حصلت في هذه الانتفاضة العظيمة، هي طرحها لرسالة واضحة المعالم كبيرة المعنى مفادها ،(ان المتظاهرين اغلبهم من الشباب الكادحين والكثير منهم لم يكمل دراسته ولم يقرأ كتب الفلسفة وقد لا يعرف الكثير منهم حقوق الانسان بل وان الكثير منهم قد يكون جمهوراً لاحد الاحزاب التي يرفضها الان ويرفض قادتها ومؤسسيها والافكار التي تقوم عليها ).
وتابعت قولها : هذا الذي عجز عنه الكثير من الشخصيات والتجمعات والاحزاب التي كانت تطرح نفسها كشريحة مثقفة وواعية ، حيث اننا لم نشهد ثورة كهذه قط وان الجمهور نفسه الذي اعتمدت عليه الاحزاب التي فازت باصواته بوصفهم من الاغلبية ، كان هو وحده من يحمل الحل ومن يحمل الصوت الاعلى لرفض تسلطهم على خيرات البلد ،وفسادهم ،وتأمرهم وخيانتهم ،وتفضيل مصالحهم ومصالح الدول التي تدعمهم على مصالح العراق واهله .
وزادت نوال ان هذه الشريحة الكبيرة العدد البسيطة الحال عبرت عن حبها للحياة وحبها لتطور بلدها، وعن انفجارها الهائل ضد الكبت الذي كانت تعيش فيه والاحياء التي تحمل اسماء الكثير منهم ، وتحمل معها صورة حية لكذب ادعاءاتهم واهمالهم وتركيزهم على مصالحهم الشخصية ومصالح من يتبعهم .
لذلك نحن نتكاتف يد واحدة ونعمل معاً داخل العراق وخارجه ،ولكن هذه المرة لاقائد لهذه الانتفاضه ولا مميز بين ثوارها ولا اسم غير العراق يرفع على لافتاتها واعلامها .

ميسوري الحال يتبرعون
في واحدة من اروع صور الوطنية تبرع رجال الاعمال ومن يمتلك القدرة المادية التي تؤهلة لدعم الشباب المنتفضين المعتصمين في ساحات التظاهر ، تبرعوا بعدد كبير من الافرشة والاغطية لتسهيل مبيت المعتصمين ، خاصة بعد انخفاض درجات الحرارة ، ليثبتوا بوضوح لمن يحاول بث شائعات مفادها ان الثورة تمول من اطراف خارجية ، وان العراقيين قادرون على تحمل كل مايوجب عليهم تحمله من اجل تغيير الواقع المرير الذي يمر به البلد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة