هجمات أرامكو أظهرت هشاشة كبيرة في السوق العالمية للنفط

تحرك عربي مرتقب في مجلس الأمن

الصباح الجديد ـ وكالات:

أثار الهجوم الأخير على حقلي النفط في السعودية، مخاوف عالمية من أزمة نفط جديدة، تبعثر حسابات الدول وخاصة المستهلكة، في حين كشف الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن تحرك عربي مرتقب حال الكشف عن نتائج التحقيقات في الهجوم.
ووصف محللون اقتصاديون، الصدمة في أسواق النفط العالمية، بعد الهجمات على منشآت شركة أرامكو السعودية بأنها الأعنف من حيث النسبة، خلال يوم واحد منذ حرب الخليج قبل نحو 30 عاماً.

سوق هش
وعلى وفق تقرير نشر مؤخراً، فإنّ الوضع الذي دفع الولايات المتحدة لاستخدام احتياطيها الفدرالي، كشف مدى سرعة تأثر سوق النفط العالمي بالتوترات الإقليمية.
وشهدت السوق العالمية للنفط، نوعين من الأزمات، أحدها يدفع الأسعار نحو الانخفاض، والآخر يدفعها للارتفاع.
ومن أبرز تلك الأزمات، أزمة 1986 التي شهدت تنافساً في أسواق النفط، وحرب أسعار طاحنة بين الدول المنتجة.
وأثرت تلك الأزمة على الدول المنتجة والمصدرة، وتسببت بأزمات اجتماعية وسياسية.
ووصلت نتائج تلك الأزمة، إلى إقالة وزير النفط بالسعودية آنذاك، أحمد زكي يماني، وإلغاء نظام الحزب الواحد في الجزائر.

أعنف الأزمات قبل هجوم أرامكو
وفي عام 2008، وصلت أسعار الذهب الأسود «النفط»، إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، وهو 147 دولاراً للبرميل.
وكان ذلك نتيجة المضاربة في الأسعار جراء الطلب المفاجئ من الصين والهند، وباقي الدول الناشئة.
لكن الأسعار سرعان ما انهارت مجدداً، مع نهاية 2008، بسبب الأزمة المالية العالمية، إثر سقوط مصارف أمريكية كبرى، وانهيار شركات الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
وأعنف الأزمات قبل هجوم أرامكو، جاءت في أعقاب الربيع العربي، عام 2011، بانقطاع إمدادات الكثير من الدول المنتجة، مثل ليبيا وسوريا واليمن.
وقفزت الأسعار في ذلك الوقت مجدداً فوق حاجز 100 دولار، لكن هذا الوضع لم يستمر وانخفضت الأسعار عام 2015 إلى نحو 40 دولارا واستمرت بالتقلب.

السعودية.. ضربة قاسية
السعودية التي تعد أكبر منتج مصدر داخل منظمة أوبك بنحو 10 ملايين برميل يومياً، تأثرت كثيراً بالهجوم الأخير على منشآتها النفطية، وتعرضت لأكبر الخسائر في تاريخها.
وتراجع إنتاج النفط السعودي إلى نحو النصف، ما أضاع قرابة خمسة ملايين برميل يومياً، برغم تعهدها باستخدام مخزونها الضخم للتعويض جزئياً عن تراجع الإنتاج.
وجاء استهداف أرامكو في وقت حرج، حين كانت تستعد الشركة لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، ما دفع لتأجيل العملية حتى تستقر الأوضاع وتعود ثقة المستثمرين.
لكن العديد من المحللين، يؤكدون أن تخوف المستثمرين على أموالهم قد يطول.

مستقبل غامض
ويؤكد التقرير أن تحديات عديدة، تواجه الدول المنتجة للنفط، من عدم استقرار للأسعار إلى وجود منتجين أقوياء خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وتشهد أوبك انقسامات بين أعضائها لاسيما إيران والسعودية. ما يجعلها غير قادرة كالسابق، في كل مرة على الاتفاق لخفض الإنتاج ودفع الأسعار للارتفاع.
وتحديات أخرى برزت مؤخراً، مرتبطة بما يعرف بـ»طفرة النفط الصخري» في الولايات المتحدة.
وتوقعت شركة «ريستاد إنيرجي» الأمريكية لاستشارات الطاقة، أن يرتفع إنتاج البلاد من الخام النفطي الصخري إلى 1.3 مليون برميل يوميا هذا العام.
والتحدي الأكبر أمام مستقبل النفط في العالم، على وفق التقرير، هو التوجه الحالي نحو تعويض الوقود الأحفوري بمصادر أخرى، أقل تلويثا للبيئة على رأسها الطاقات المتجددة.

موقف الجامعة العربية
كشف الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن تحرك عربي مرتقب حال الكشف عن نتائج التحقيقات في الهجوم الذي استهدف في 14 ايلول منشآت نفط سعودية.
وقال في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» نشر مؤخراً: «أنا لا أقول إن إيران أطلقت الصواريخ والطائرات المسيرة. أنتظر التقرير. لكن لدي مؤشرات تفيد بأن هذه الأسلحة صنعت في إيران. السؤال من أطلقها ومن أين أطلقت، وعندئذ سيجري التحرك في كل المؤسسات المؤثرة، بما فيها مجلس الأمن».
كما عبر أبو الغيط، عن «ثقته التامة» في أن «لحظة الحقيقة آتية قريباً جداً» في التحقيق الجاري حالياً في «الهجمات الإجرامية» ضد المنشآت النفطية في السعودية، مؤكداً أنه «سيحدد بدقة» من هو المسؤول.

ضبط الأداء الإيراني
وإذ أشاد بـ»الحكمة الشديدة» لدى القيادة السعودية، اتهم النظام الإيراني بأنه لا يزال يسعى إلى تصدير الثورة، داعياً إلى «ضبط الأداء الإيراني» في الإقليم.
وأكد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، أنه يتفق مع وزير الخارجية الأميركي مايك… الأمير محمد بن سلمان: هجوم أرامكو عمل حربي والحل السياسي أولوية السعودية.
وأضاف: «هناك تضامن عربي في الوقوف مع المملكة ومع دول الخليج في هذا الشأن (عدم تدخل إيران في شؤونهم الداخلية)، وهناك لجنة إيران الرباعية، التي تجتمع كل ستة أشهر، وهي تتبنى في كل مرة وثيقتين، الأولى بيان ملزم لأعضاء اللجنة المؤلفة من كل من مصر والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية وعضوية الأمين العام للجامعة في شأن الأداء الإيراني والتدخلات الإيرانية في الإقليم، والأخرى عبارة عن قرار خاص بالتدخلات الإيرانية في الإقليم العربي، ويقره الاجتماع الوزاري بإجماع كل الأعضاء».
وبشأن وجود ستراتيجية عربية للتصدي للتدخلات الإيرانية، أجاب أبو الغيط: «بالتأكيد، فالقرار يتضمن ستراتيجية عربية واضحة جداً… ولذا تجد أن هناك صعوبات في علاقات إيران مع عدد كبير من الدول العربية، لأنها تطبق هذه الستراتيجية. هناك دولتان لديهما تحفظات على بعض الفقرات فحسب. العراق لديه تحفظ على فقرة تتحدث عن بعض التيارات الداخلية في البلاد. ويشير القرار إلى تيار داخلي في لبنان. هاتان الفقرتان هما موضوع التحفظ فقط لا غير».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة