الصين تبدي رغبتها بشراء منتجات زراعية أميركية
الصباح الجديد ـ وكالات:
حددت توقعات اقتصادية أميركية قيمة خسائر الناتج العالمي جراء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بأنها ستصل الى 850 مليار دولار في مطلع العام المقبل، والناتج الأميركي سيخسر 200 مليار دولار.
واعتمد باحثون في البنك المركزي الأميركي على تحليل مقالات ونتائج للشركات لتقدير الشكوك التي تحيط بسياسات التجارة مستقبل الاستثمار والإنتاج، مؤكدين أن “الشكوك قفزت مؤخرًا إلى مستويات لم تشهدها منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي”.
وفي سياق مواز، دخلت المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، على خط الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأعربت في مستهل زيارتها لبكين عن أملها في إيجاد حل سريع للأزمة، وقالت خلال اجتماعها مع رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانج، إن “الحرب التجارية الممتدة بين أكبر اقتصادين في العالم تؤثر على دول أخرى”.
وأعربت ميركل التي ترأست وفداً تجارياً كبيراً إلى بكين، عن أملها في الانتهاء قريبا من اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين، بالتزامن مع تأكيداتها على اقتراب الاقتصاد الألماني من حافة الركود، بعدما انكمش في الربع الثاني من العام الحالي بسبب ضعف الصادرات، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
في المقابل فإن الاقتصاد الصيني ينمو بأبطأ وتيرة منذ ثلاثة عقود، بسبب فرض رسوم أميركية على سلع بمئات المليارات من الدولارات. وقالت ميركل إن “العلاقات الصينية الألمانية تقوم على أرضية صلبة، وبالرغم من وجود بعض النزاعات، فقد حقّق الجانبان بعض التقدم في معالجتها”.
وبينما تشير التقديرات إلى أن “الناتج المحلي الإجماليّ الأميركي يبلغ نحو 20 تريليون دولار، وأن الناتج الإجماليّ العالمي نحو 85 تريليون دولار، فقد قال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، إن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من المنتظر أن تقتطع نصف نقطة مئوية من النمو العالمي العام المقبل”.
وأبلغ لو مير، صحيفة “لاكروا” الفرنسية، أن الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم أكبر تهديد للنمو العالمي، مضيفاً ان “الرسوم الجمركية التي تضعها الولايات المتحدة على بضائع صينية والرسوم الانتقامية من الصين، سيكون لها تأثير سلبي قدره 0.5 نقطة مئوية على النمو العالمي في 2020 وهذا رقم كبير، خصوصًا في ضوء النمو الضعيف في منطقة اليورو”.
وأكد “ينبغي للحكومات في منطقة اليورو أن تكثف جهودها لدعم النمو، وأن مساعي الحكومة الفرنسية لإصلاح اقتصادها تؤتي ثمارًا. لا يوجد سبب لتغيير توقعات الحكومة للنمو للعام الحالي والبالغة 1.4%”.
إلى ذلك، يعقد مفاوضون صينيون وأميركيون جولة مفاوضات جديدة في واشنطن مطلع تشرين الأول المقبل، بعد تأجيلها، إذ كان من المقرر أن تنعقد خلال الشهر الجاري، تأثرًا بفرض الرسوم الجمركية الجديدة بين الطرفين، مطلع أيلول الجاري.
وقالت وزارة التجارة الصينية إن “كبير المفاوضين الصينيين، ليو هي، التقى في بكين، الخميس، ممثّل التجارة الأميركية روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة ستيف منوشين، إذ اتفق الطرفان على عقد الجولة الـ13 من المشاورات الاقتصادية والتجارية الرفيعة المستوى مطلع تشرين الاول”.
وفي حين كانت الجولة الجديدة مجدولة بين الطرفين بحسب المفاوضات الثنائية الأخيرة التي استضافتها شنغهاي نهاية تموز، فقد حذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الصين من “مغبة المماطلة في المفاوضات التجارية والرهان على ألا يعاد انتخابه في عام 2020”.
على الصعيد ذاته، أعربت الصين عن رغبتها في شراء كمية من المنتجات الزراعية الأميركية، قبل جولة المفاوضات الجديدة بين الجانبين.
وأجرى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، ليو هيه، مكالمة هاتفية مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، والممثل التجاري روبرت لايتزر، اتفقوا خلالها على عقد جولة جديدة من المفاوضات التجارية والاقتصادية في مطلع أكتوبر المقبل في واشنطن.
ونقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مصادر أمس السبت، أن تطبيق الاقتراح الصيني ممكن في حال خففت الولايات المتحدة قيود التصدير عن شركة “هواوي” أو أجلت رفع التعريفات الجمركية على البضائع الصينية بقيمة 250 مليار دولار، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 1 تشرين أول المقبل.