المسافر الباكي

جمال داود الهيتي

يا واهب الأشجار أسباب البقاء
يا مانحاً للداليات جمالها
وبهاءها
وشموخها رغم البلاء
ومعطر الأنفاس من عبق الندى
ومعلم الأطيار ألحان الغناء

ومشنف الأسماع في نغماته
بشجي صوت ساحر فيه إنتماء

ومسافراً تطوي الليالي باكيا
وتنوح كالثكلى بفقد الأوفياء

خمسون عاماً قد بعدت عن الغنا
ورجعت مزهواً يطوقك البهاء

قل لي بربك…
هل نسيت؟
ايام كان الكل يرتشف النقاء

ويكحلون عيونهم في صبحهم
من سحر دالية يطوقها الوفاء
للأهل للأحباب للسوق العتيقة
للصغار الأبرياء
لدروب قلعتنا.. لباب السور للغربي أيام الرخاء
يا صابراً ومكابراً مثل الأباة على البلى
ومسطراً سفر الخلود بلا عناء
الخالدون بماء (قوقك) عمدوا
وبظل (عابرك) التليد توحدوا
وتجشموا كل الصعاب…
وتجذروا في أرضها …
وسقوا حياض رياضها بدم الشهيد
لتظل (هيتك) للمحبة قلعة
مزهوة بشبابها
محروسة بدمائها
بنقاء كل الأوفياء
فاكتب لها يا رب أفراحاً
تدوم بلا إنتهاء
شكراً لكم يا سادتي هذا رقي
شكراً لكم انجازكم صرحا بهيا
تزدهي هيت به بنت الفرات
ستدوم فرحة أهلنا مزهوة
محفوفة بدعاء كل الاتقياء

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة