الكرة الإنجليزية تكتب التاريخ

ليفربول وتوتنهام يلتقيان بعد غد..

بغداد ـ سمير خليل:

مرة اخرى يشهد العالم بعد غد السبت نهائي دوري أبطال أوروبا بنسخته السابعة والعشرين حسب النظام الجديد للبطولة الذي ابتدأ عام 1993 ،حيث سيكون عشاق الساحرة المستديرة على موعد مع هذا النهائي الذي سيقام في العاصمة الإسبانية مدريد وتحديدا في ملعب واندا ميتروبوليتانو الخاص بنادي اتلتيكو مدريد وسيكون طرفا المباراة النهائية ناديان انجليزيان هما ليفربول وتوتنهام ،ويعيد هذا النهائي الى الاذهان سيناريو نهائي عام 2008 حين التقى ناديان انكليزيان في نهائي البطولة هما تشيلسي ومانشستر يونايتد والذي حسم النهائي لصالحه بعد ان ابتسمت له ضربات الحظ الترجيحية من علامة الجزاء بعد انتهاء الوقت الاصلي والاضافي للمباراة بالتعادل الايجابي .
صعود اربعة فرق انجليزية لنهائي البطولتين الاوربيتين هما الارسنال وتشيلسي في نهائي الدوري الاوروبي وتوتنهام وليفربول في نهائي دوري الابطال يؤشر نجاح الكرة الانجليزية ونهجها السليم والتي بدأت تحصد ثمار سياستها على مدار الأعوام الماضية برغم الاجهاد الذي يلف موسم الكرة الانكليزية مع ضغط المباريات بسبب عدد البطولات التي تلعبها الاندية الانجليزية فهي لاتأخذ نصيبها من الراحة في منتصف الموسم حالها حال نظيراتها في الدوريات الاوروبية الاخرى ويبدو إن ضغط المباريات زاد من قدرات اللاعبين البدنية وصلابتهم، ودفعهم للمنافسة بقوة برغم الظروف القاهرة.
وقبل الخوض في امكانيات ليفربول وتوتنهام وحظوظهما بالفوز باللقب لابد من القاء نظرة على المشاركة الانجليزية في هذه البطولة منذ انطلاقها بثوبها الجديد عام 1993 والتي شهدت غياب توتنهام وحضور ليفربول الذي خاض ثلاث نهائيات بدأت عام 2005 في الريمونتادا التاريخية التي حسم بها الريدز اللقب امام أي سي ميلان الايطالي القوي الذي كان متقدما بثلاثة اهداف لكن ليفربول قلب الطاولة وحقق التعادل خلال الوقت الاصلي للمباراة ثم حسمها بركلات الترجيح من علامة الجزاء ،عاد ليفربول عام 2007 ليوجه الميلان مرة اخرى ويخسر هذه المرة بهدف لهدفين ،وفي نسخة العام الماضي واجه ليفربول ريال مدريد الاسباني وانتهت الموقعة لصالح العملاق الاسباني بثلاثة اهداف لهدف وحيد .
الحضور الانجليزي الآخر في نهائي البطولة كان عام 1999 حين هزم مانشستر يونايتد بايرن ميونيخ الالماني في الوقت القاتل بهدفين لهدف،وواجه الارسنال برشلونة الاسباني في نهائي 2006 وخسر بهدفين لهدف ،عام 2008 هزم مانشستر يونايتد تشيلسي بضربات الترجيح بعد ان تعادل الفريقان ايجابيا في الوقتين الاصلي والاضافي للمباراة ،عاد اليونايتد ليواجه برشلونة عام 2009 ويخسر النهائي بهدفين نظيفين ثم واجه اليونايتد برشلونة مرة اخرى عام 2011 وخسر النهائي ايضا بثلاثة اهداف لهدف في حين حسم تشيلسي نهائي 2012 امام بايرن ميونيخ الالماني بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين ايجابيا خلال الوقتين الاصلي والاضافي للمباراة .
ليفربول ايضا تؤرق تاريخه ذكرى مأساوية ارتبطت به في كارثة ملعب هيسيل في بلجيكا التي وقعت يوم التاسع والعشرين من شهر آيار عام 1985، قبل بداية مباراة نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة لذلك العام بين ليفربول و يوفنتوس الإيطالي عندما انهار جدار الملعب تحت ضغط الجمهور كنتيجة لأعمال شغب مما أسفر عن مصرع 39 شخصاً منهم 32 من مشجعي يوفينتوس وإصابة 600 شخص، وكان سبب الكارثة مجموعة كبيرة من مشجعي ليفربول وبرغم هذا تقرر لعب المباراة على الرغم من الكارثة وذلك من أجل منع مزيد من العنف وأدّت هذه المأساة إلى حظر جميع الأندية الإنجليزية من اللعب في المسابقات الأوروبية من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ليرفع الحظر عام 1990، كما استبعد نادي ليفربول سنة إضافية، وتم تحويل عدد من أفراد جماهيره إلى المحاكمة بتهمة القتل غير المتعمد ووصفت الكارثة لاحقاً بأنها «الساعة الأحلك في تاريخ مسابقات الاتحاد الأوروبي.
نأتي الى الناديين الانجليزيين ومكامن القوة والامكانيات لكل منهم فليفربول الذي فرض نفسه كفريق قوي منذ عامين بعد ان تسلم المدرب الالماني الخبير يورغن كلوب مهمة قيادته وهو يقدم كرة جميلة باقدام لاعبين موهوبين وهجوم شرس مؤلف من النجم العربي المصري محمد صلاح والبرازيلي فيرمينيو والغيني نابي كيتا وأوراق بديلة استطاعت صناعة الفارق في مشوار الفريق بالبطولة مثل البلجيكي ديفوك أوريجي والهولندي جورجينيو فينالدوم.
كما يتميز الليفر بخط دفاع منيع جعله ثاني أقل الفرق استقبالاً للأهداف في الدوري الانكليزي هذا الموسم خلف مانشستر سيتي، فقد اهتزت شباكه بـ( 22 ) هدفًا فقط في مبارياته التي خاضها في الدوري بقيادة صخرة الدفاع الهولندي فيرجيل فان ديك والذي يعد اليوم من افضل لاعبي وسط الدفاع في العالم ان لم يكن افضلهم وزميله البلجيكي لوفرين بجانب الظهيرين الانجليزي ألكسندر أرنولد والاسكتلندي روبرتسون ويقف خلفهم حامي عرين الحمر الحارس البرازيلي الماهر أليسون بيكر والذي حصل على القفاز الذهبي بعد أن حافظ على نظافة شباكه 26 مرة، منها 21 في الدوري الانجليزي الممتاز اضافة للاعبين آخرين مثل الانجليزيين ملينر وتشامبرلين ،ويملك ليفربول لاعبين سجل كل منهم( 22 )هدفا في موسم واحد بالدوري الإنجليزي هما محمد صلاح وساديو ماني ، واصبح الليفر خامس فريق يتخطى حاجز ال (90) نقطة في البريميرليغ بعد مانشستر يونايتد، وأرسنال وتشيلسي، ومانشستر سيتي ،تعتبر تشكيلة الفريق الاحمر تشكيلة شابة يبلغ متوسط أعمار لاعبيه لاتتجاوز اعمارهم ال (27) سنة ، ويعد هذا الموسم من المواسم الناجحة لليفربول بعدد من الأرقام القياسية التي حققها هذا الموسم حيث سجل لاعبيه (400) هدف في (197) مباراة وعزز الليفر موسمه الناجح بوصافة الدوري الانجليزي خلف مانشستر سيتي مسجلا رقما تاريخيا ب( 97) نقطة كأفضل فريق يحتل المركز الثاني طوال تاريخ البريميرليغ وفي مشواره خلال دوري أبطال أوروبا هذا الموسم خاض ليفربول (12 )مباراة حقق الفوز في ( 7) وتعادل في واحدة وتلقى ( 4 ) هزائم، وسجل لاعبوه ( 22 )هدفًا وسكن مرماه( 12) هدفا ، وحافظ على نظافة شباكه في خمس مواجهات ،ولعل اهم مبارياته خلال دوري الابطال هذا الموسم هي اياب نصف النهائي امام العملاق الكاتالوني برشلونة وريمونتادته التاريخية حين هزم البارسا 4- صفر بعد ان كان متخلفا في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة .
طرف المباراة الآخر توتنهام هوتسبير الذي يخوض هذا النهائي للمرة الاولى في تاريخه و يقوده مدرب محنك ايضا هو الارجنتيني بوكيتينو فيعلق آماله على عدد من اللاعبين لعل أبرزهم الكوري الجنوبي هيونغ مين سون السلاح الفتاك للسبيرز في المرحلة الأخيرة حيث سجل اربعة أهداف للفريق اللندني في دوري الأبطال، وكان بطلا فوق العادة في ملحمة إقصاء مانشستر سيتي من دور الثمانية بتسجيل ثلاثة أهداف في مباراتي الذهاب والإياب، بجانب الانجليزي ديلي آلي والذي صنع ثلاثة أهداف لزملائه في الشوط الأوروبي إضافة للاعب الوسط الدنماركي كريستيان إريكسن الذي سجل هدفين وصنع اربعة لزملائه.
قوة الهجوم للسبيرز تتمثل بالنجم الانجليزي الكبيرهاري كين وهداف الفريق بدوري الأبطال برصيد خمسة أهداف ويعد إضافة قوية للفريق حال تعافيه من الإصابة، وبالاضافة لكين يملك توتنهام الرازيلي لوكاس مورا الذي دخل تاريخ دوري الأبطال بتسجيله ثلاثة أهداف في الريمونتادا التاريخية بنصف النهائي أمام أياكس أمستردام الهولندي ،وفي مشوارتوتنهام خلال دوري أبطال أوربا هذا الموسم خاض (12 ) مباراة فاز في ستة وتعادل مرتين وتلقى اربعة هزائم، وأحرز لاعبوه (20) هدفًا واستقبل مرماه (17) وحافظ على نظافة شباكه خلال اربعة مواجهات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة