ترحيب محلي بالموقف السعودي
بغداد ـ نجلاء صلاح الدين:
اكدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ان العراق بحاجة الى دعم سياسي وعسكري من قبل جميع دول العالم ومنها العربية، فيما رحبت بموقف المملكة العربية السعودية بعد اعلان نيتها بفتح السفارة السعودية في بغداد.
وقالت عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية احلام سالم الى ” الصباح الجديد “،أن ” الدعم الدولي للعراق في القضاء على الارهاب بات اكثر وضوحاً بعد مؤتمر جدة الذي شاركت في 11 دولة، وكذلك المؤتمر الدولي الذي سيعقد في فرنسا والزيارات التي يقوم بها السفير الامريكي في المنطقة وتحشيـد الـدول لمحاربـة الارهـاب” .
واضافت ان “السعودية وصلت الى قناعة بان تنظيم داعش يمثل خطرا حقيقيا عليها ويجب التعاون مع دول الجوار ومن بينها العراق وايران وتقريب وجهات النظر بعد مقاطعة استمرت لسنوات مع العراق”
. ورحبت النائبة عن كتلة المواطن بـ “جميع المبادرات الدولية ومن بينها المبادرة السعودية في محاربة الارهاب ونيتها بفتح سفرتها في العراق “.
ان ” وجود حشد دولي واصرار كبير من قبل دول العالم على القضاء على تنظيم داعش يجب الا يكون مجرد اعلام ومؤتمرات غير مرتبطة بارض الواقع “.
وتابعت سالم ان ” العراق اليوم يحتاج في محاربته لهذه العصابات الى دعم سياسي وعسكري يتمثلان بالوقوف ضد الدول الداعمة للارهاب وتجهيز القوات العراقية باحدث الاسلحة وتمكين قدراته الجوية العسكرية لملاحقة عناصر داعش وطردهم من المناطق التي استولوا عليها “.
من جانبه قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية ظافر العاني الى ” الصباح الجديد” ان ” تعزيز العلاقات السعودية العراقية يفتح افاق ايجابية تُغير احداث ومجريات الوضع في العراق وبالتعاون مع حكومة العبادي التي رحبت بها السعودية “.
واضاف النائب عن كتلة متحدون ان ” وجود شعور دولي واقليمي وفي مقدمتهم السعودية بخطر الارهاب، وتعزيز العلاقات بين البلدين يضيقان الخناق على التنظيمات الارهابية واندثارها شيئا فشيئا وبالتعاون مع الحليف الاكبر وهي الولايات المتحدة “.
وتابع العاني ان ” العمل على محور الحرب على الارهاب يتطلب استراتيجيات واسعة تشمل قطع الطريق امام داعش في ايجاد حاضن له من خلال المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي الى جانب الحل العسكري والسياسي والاعلامي ،وتوعية المواطن بخطر تلك التنظيمات على المجتمع وحياة الناس”.
الى ذلك قال استاذ العلوم السياسية احسان الشمري الى ” الصباح الجديد “، ان عودة العلاقات مابين العراق والسعودية الى طبيعتها بعد قطيعة مع الحكومات السابقة واستلام ابراهيم الجعفري لحقيبة وزارة يدل الى انبثاق تقارب فكري بين البلدين لطرد فلول التنظيمات الارهابية من المنطقة، خصوصاً بعد شعور الجانب السعودي بالخطر الكبير من “داعش ” .
واضاف إن “إقامة مؤتمر لمناقشة خطر الارهاب في السعودية بحضور العراق وعدد من الدول ذات التأثير السياسي والعسكري في المنطقة في هذا الوقت هو أمر ضروري”، موضحا “إننا في هذه المرحلة بحاجة ماسة الى ان تتوفر الارادة الحقيقية لدى السياسيين لمعالجة الاسباب التي أدت الى ظهور هذا الفكر المتطرف قبل الشروع في اقتراح معالجات له”.
وأكد الشمري أن ” تنامي وزرع الفكر المتطرف في الفترات السابقة ولًد فجوة كبيرة بين ابناء المجتمع العراقية وعدم ثقة بين اطيافه “،لافتا الى أن “اظهار الصورة الحقيقة عن الانسان العراقي والابتعاد عن الطائفية والامور التي تولد المشكلات والتسامح هو الطريق الامثل لمحاربة الارهاب وعدم السماح لاي فئة او طائفة لطمس الشور الوطني والولاء العراق”. وزاد بالقول أن “المعالجة العسكرية لظاهرة التنظيمات الارهابية من الممكن اعتبارها علاجات مؤقتة لظواهر معينة ولن تساعد على اجتثاثها من جذورها بشكل نهائي اذا لم ترافقها جهود لمواجهة فكره المتطرف”، مبيناً “إننا نتحدث عن فكر وليس عن أشخاص فقط”.
وتابع الشمري أن “العلاجات الآنية لن تكون ذات جدوى على المدى البعيد اذا لم تكن هنالك نظرة منطقية وموضوعية للاسباب التي ساعدت على ظهور هذا الفكر الذي لم يعد مجرد ممارسات منفردة بل تطور الى مراحل لا يمكن التغاضي عنها وعن أسبابها اكثر من ذلك”. ويشهد العراق وضعاً أمنياً ساخناً منذ (10 حزيران 2014) وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم “داعش” على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو صلاح الدين وديالى وسيطرتهم على بعض مناطق المحافظتين قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة العديد من تلك المناطق، في حين تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.
واحتضنت مدينة جدة السعودية في الاول من أمس الخميس (11 ايلول 2014) أعمال المؤتمر العربي شاركت فيه الولايات المتحدة الاميركية وتركيا لبحث سبل مكافحة الارهاب وتم الاشادة بموقف العراق، وتعهدت 11 دولة في ختام المؤتمـر، بمواجهـة الإرهـاب والخطر الذي يمثله تنظيم “داعش” الذي سيطـر على أجزاء واسعة في العراق وسوريا.