حذام يوسف طاهر
تتكرر جملة» خير جليس في الزمان كتاب»، وهي لأبي الطيب المتنبي :» أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب»، وكثيرة هي الاقوال والدعوات، لنكون أقرب الى الكتاب، وهناك من ينظر الى الكتاب على انه رفيق يرفه عنه، في وقت الفراغ، بالاطلاع على قصص او كتب خفيفة بعيدة عن المادة التي نرهق الفكر والبال!، وآخر ينظر للكتاب على انه الرفيق الاجمل والأفضل في رحلة سفر او انيس بالوحدة، وفريق آخر يجد ان الكتاب حاجة ضرورية على أساس المثل الألماني الذي يقول :» لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير..».
الكتاب محفز للخيال، بتصور الاحداث المكتوبة وكأنها فيلم امام القارئ، وكل قارئ يرسم سيناريو خاصا به، وابطال يراهم مناسبين لهذه الأدوار، ولكن الكتاب أيضا يوسع من دائرة اشتغالنا على اللغة، فيكوّن خزينا عظيما من المفردات اللغوية التي تعيننا على الكتابة وفهم الطروحات بشكل يسير من دون تعقيد.
في الصباح الجديد، وفي ملحقها الأسبوعي « زاد» ارتأينا ان يكون ملحق هذا الأسبوع خاصا بالكتب، عروض واصدارات ومقتبسات وكل ما يتعلق بالكتاب، لنكون بذلك أقرب الى فكر القارئ والمتابع لنا، وبذلك تكون قدوة لكل من يتابعنا على موقع الجريدة او على صفحتها الورقية، للاهتمام بالكتاب الورقي ومتبعة اخر الإصدارات التي تزدحم بها دور النشر ومعارض الكتب، فبرغم اقتحام التكنولوجيا لبيوتنا، ولجوء الملايين للقراءة على الكومبيوتر، الان ان سحر الكتاب ولذة القراءة معه ومغازلته لخيالنا، ورائحة الورق المنبعثة من صفحاته لها بريقها وخصوصيتها، ولا يمكن الاستغناء عنها، قبل سنوات كنت اظن ان دور النشر ستختفي مع الوقت بالنظر الى سطوة التكنولوجيا على يومياتنا، ولكن وانا اتابع فعاليات شارع المتنبي الثقافية، ومهرجانات القراءة، ايقنت ان دور النشر لم تتراجع بل زاد نشاطها، ودخلت للساحة دور نشر جديدة، بعد رواج نشاط الكتب وتنقلها بين مهرجانات عالمية وعربية، مع زيادة عدد الكتاب الذين وجدوا فرصة لهم في الطبع والنشر، فكان الكتاب سيد الفعاليات الثقافية في أغلب المهرجانات والفعاليات الثقافية التي لن تخلو من معارض الكتب لوزارة الثقافة ولدور النشر الاهلية، ليكون الكتاب بحق خير جليس في هذا الزمان وكل زمان.