بغداد ـ زينب الحسني:
إقبال البعض في الأعياد والمناسبات على الألعاب النارية، كطقس احتفالي يضفي مسحة من الإثارة في أجواء الفرح كونها تبعث الوانا جميلة واصوات خارجة عن المألوف، لكن هذه المتعة عادة ما تكون محاطة بمخاطر ومفاجأت لا تحمد عقباها، ولان وعي الناس بخطورة هذه الألعاب قليل كونها لا تشبه سائر الألعاب الأخرى، فهي متفجرات ضعيفة الانفجار نسبيًا. والكثير لا يدرك مخاطرها قبل شرائها.
وقبل أيام تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فيديو من باب المزاح والمرح الا انه كان يحمل رسالة خطرة، مفادها التحذير من الألعاب النارية، المشهد حقيقي اذ احتفل عدد من الشباب بخروج صديقهم من السجن وفي اثناء دخوله المنزل نثرو عليه مادة تدعى رذاذ الثلج تستعمل في الافراح والمناسبات ثم جاء أحد الأصدقاء حاملاً لعبة نارية « شعلة نارية « وإذا بالشخص يحترق خصوصاً في منطقة الراس . وجاءت اغلب التعليقات تقول « لو باقي بالسجن أفضل «.
« الصباح الجديد « تحذر هنا من مخاطر هذه الألعاب المبهجة لكن المحزنة احيانا.
خطورة الالعاب النارية
دخلت الالعاب النارية في مجال الاحتفالات العامة والخاصة في العالم منذ ما يقارب 3500 عام اي بعد فترة من تاريخ اختراعها في الصين القديمة عام 2000 ق.م. وتوسع استعمالها حتى في الحالات الاعتيادية من قبل الاشخاص ومن شتى الاعمار كمواد للتسلية ومثيرة للبهجة لما ينتج عنها من اضواء باشكال والوان براقة خاطفة للأبصار من دون وجود الوعي والمعرفة بالمخاطر الكامنة فيها، اذ تتسبب في كل مناسبة بإصابات بشرية ومادية مختلفة.
تتباين المواد الكيميائية المكونة للألعاب النارية اذ يغلب عليها الكبريت ومواد سريعة الاشتعال رغم قلة نسبتها الا انها تعد مواد متفجرة تتسبب بأضرار مختلفة المستويات من حروق، وتشويه بعض اعضاء الجسم، فضلًا عن الحرائق في الممتلكات العامة والخاصة.
وقد نشرت تقارير طبية دولية عن الضرر الذي يمكن ان تحدثه هذه المواد مثل اصابة العين وتلفها وحروق في مناطق عديدة من الجسم التي تتسبب بحالات شديدة الخطورة مثل بتر اليد واصابة الرأس والوفاة.
على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر اخبار وحوادث وصور مؤلمة عن المصابين بسبب الألعاب النارية. وهناك العديد من الاصابات التي حدثت في دول العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
وتعد الألعاب النارية ملوثاً كيماوياً وفيزيائياً،
والرائحة التي تصدر من احتراقها تؤدي إلى أضرار في التنفس. كما أنها تؤثر على نفسية قاطني الحي السكني بسبب اصواتها المزعجة التي تسبب الهلع والخوف والسخط.
وعلى المؤسسات التعليمية والرسمية ووسائل الإعلام ان تمارس دورا محوريا دائما في التوعية والحد من انتشار هذه الألعاب الخطرة.
مختصون يحذرون منها
مختصون اكدوا خطورة مثل هذه الإصابات التي يمكن أن تقع على النظر، ومنها الإصابة بارتفاع ضغط العين «المياه الزرقاء» وحدوث «المياه البيضاء» بالعين، وحالات الإصابة بالانفصال الشبكي وإصابات القرنية الشديدة وحدوث عتامة بالقرنية، وضمور العصب البصري والالتهابات الحادة في قزحية العين.
ولفتوا النظر إلى أن هذه الإصابات قد تتسبب فيها ألعاب نارية أو ألعاب أخرى خطرة كقاذفات الكرات البلاستيكية، مشيرًا إلى أن الإصابات تتفاوت عادة ما بين نزيف شديد داخل العين وإصابات وتعتم للقرنية وفقدان كامل للنظر، وتتطلب متابعة طبية دقيقة ومستمرة عن قرب لتوقي حدوث أي مضاعفات بالعين المصابة.
مشددين على ضرورة عدم إغفال أي إصابة بعيون الصغار أو الكبار ومراجعة طبيب العيون للاطمئنان لتجنب وقوع أضرار بأجزاء داخل العين ومواجهة أي مشكلة قبل وقوع مضاعفات.
داعين الجهات المعنية لمنع تداول مثل هذه الألعاب الخطرة والفتاكة بالعيون، وتوجيه المجتمع باختيار ألعاب أخرى للأطفال أكثر أمانًا وأقل خطورة.
اضرار كارثية
يشار إلى أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استعمال المفرقعات، تعد من العوامل المباشرة للإضرار بالجسم، لا سيما منطقة العين الحساسة لأن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر.وقد سجلت حالات إصابات عيون بعض الأشخاص بهذه الألعاب، وتمثلت في حروق في الجفن وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للبصر.
كما تعد الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيماوي والفيزيائي، وكلاهما خطر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار، إضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة على سبيل المثال.
طبيب عيون يحذر من إقبال الأطفال على الألعاب النارية خلال الأعياد لان ذلك قد يؤدي الى اصابة الأطفال بالاذى في أثناء مزاولة هذه الألعاب، كما يؤدي البعض منها إلى ترويع الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات بما يسبب لهم الهلع والخوف، وهذا وجه آخر للمضار النفسية المترتبة على هذه الألعاب الخطرة.
الدكتور احمد الرديني في حديث للصباح الجديد قال : المفرقعات والالعاب النارية تستعمل بكثرة وبنحو عشوائي يكاد يكون يوميا في معظم الاوقات مع زيادة بنسبة كبيرة في المناسبات العامة والخاصة ولو اتجهنا الى الجانب الاقتصادي نجد ان هنالك هدراً كبيراً للأموال مع عدم الاكتراث بهذه الاموال الضائعة وبالتالي صنع شخصية عبثية وخاصة لدى الأطفال.
واذا اتجهنا للعامل النفسي فنجد مع زيادة الصيحات بالضرر الصحي نجد عدم الاكتراث بالأضرار الصحية للفرد والمجتمع والبيئة وبالتالي بروز ميول شخصية للعنف تتسبب بضرر للاخرين .
وتابع الرديني: اما الجانب الصحي فنجده في حدوث حالات الاضرار الجسدية لهذه الالعاب من حالات اصابة في اليد والعين وباقي مختلف انحاء الجسم وخاصة عندما تستخدم من قبل الاطفال.