السينما كانت وتظل وستظل جزءا من متعنا على الرغم من الخراب الذي يكتنف دور العرض السينمائي, السينما جزء من معرفة ومتعة, ما اجمل ماكنا نسمع في حالة غضب (اسويك سينما), اي متعة ونحن نتخيل ذلك الذي يتحول الى سينما نشاهدها بتوق وحبور, منذ ان فتحنا اعيننا على الدنيا كان للسينما هيمنة كبيرة على عقولنا واتجاهاتنا, بغداد كانت سينما, الدنيا كلها سينما, صرخة طرزان كانت كفيلة بجمع قلوب العراقيين على اختلاف مشاربهم, وحينما يحاول فلاش كوردن غزو الفضاء الذي اصبح حقيقة الان, كنا نتهمه بالكذب واحيانا بالدجل والبعض يشتمه لانه يجدف, لكننا لم نكن نحب غريمه (ملك كاله) لانه عدو العلم, كان بيتنا قرب سينما بغداد. تم عرض فلم هيلن بطلة الطروادة, اخي الراحل كان يعرف شغفي بالسينما, نفعت توسلاتي,, قتل هيلن في النهاية وتم سبي آمال الحبيبة.. اخي اظنه لم يفهم الفلم الا كمغامرة اجملها الحصان الخشبي.. انا وعند الخروج بكيت بكاء مرا, (كنت اتهجى الترجمة بمتعة كبيرة وافهم), حاول اخي ان يفهم, اخبرته بانني لم احضر دروسي..
لم اكن حقا اعرف لم كل هذا البكاء.. لكنني وبعد سنوات طوال والى ان اشتد عودي عرفت سبب بكائي.. كان بسبب اندحار الجمال, حملت هذا الهوس في دفتري المدرسي, في حقيبتي, ليلي ونهاري, خطواتي, احب العيد لانه يأتي بالسينما, كنت حينما اخرج مع اقراني نحاول ان نتكلم مقلدين ابطال الافلام لكن بلغة الترجمة العربية والتي عادة تكون اسفل احداث الفلم, هذه الترجمة كان لها الاثر الكبير في تعلمنا نطق اللغة العربية السليمة.
في بيروت كانت شركة انيس عبيد وخوري وعبيد تجد بشكل رائع في اختيار مترجمين اكفاء, ليس في الترجمة فحسب وانما في اللغة العربية, كنا نقرأ, كنا نلهث لمتابعة الترجمة, هكذا نشأنا, الان وانا اشاهد ترجمات بعض الافلام التي اشاهدها على الـ(D.V.D) اجد ان هناك ضعفا كبيرا في اللغة وحتى في المعنى حتى انني صرت افكر بان هناك خرابا يزحف نحو اللغة العربية, انها ترجمات بائسة لافلام قد يضيع معناها للاسف في الترجمة..
مقداد عبد الرضا