حسين نهابة
قد تفقدُ الاشياء جوهرها
حقيقتها
كأن يكون ملء هذه الارض نساء
ولكني اراها فارغة
ومن قبل كانت ممتلئة، لأنك كنتِ
او كأن تكوني موجودة
وقريبة
ولستِ لي أيضاً
أنتِ ما عدتِ حبيبتي
وليتك ما كنتِ حبيبتي
كوني حبيبة ميتة
وسيكون الأمر اخف وطأة
على قلبي.
وطن ضائع
وغابة ضائعة معه
كل شيء صار بلا معنى
بدءاً من نشرة الاخبار
وحصاد الموتى
مروراً بالحديث عن منسوب الامطار
واحصائية الغرقى
وانتهاءً بوجهك
انا الرجل الواقف على
شفا جرف وطن
فأنهار بي الى درك سقر
حيث لا بيت هناك
ولا سكن
ولا هناك أنتِ
هل تدركين، يا انتِ
فداحة مصيبتي؟
هل كانتْ هذه الصورة لي
واني هذا المُتأبط بندقية
والقائل في حب الوطن
كلاماً سخيفاً عن التضحية والفداء
والموت دون ترابه؟
هل تلك هما عيناكِ حقاً؟
وهل قصيدة الشعر المكتوبة فيهما
من نظمي؟
وهل قلتُ من قبل اني احبك
واني على العهد
وفي انتظاركِ ابد الآبدين؟
هل تعرفين ان اكثر ما يُوجع الرجل
ليس تقاعد فحولته
انما تقاعد عاطفته
ان لا يعنيه عطركِ
لا يُغريه كحلكِ،
لا يفهم لمَ يتعرّى بمكر
نصف صدركِ
ويتلوى كأفعى جائعة
خيط الحمالة على كتفكِ
تصوري ان يكون كل ذلك عنده
مساوياً لنشرة الاخبار
وكوب الشاي البارد
ونسبة مياه الامطار
واحصائية الموتى.