مختارات من ديوان شمس تبريزي (مولانا جلال الدين الرومي)

ترجمتها عن الفرنسية:
عائشة موماد

1)
من لا يحمل في قلبه أثرا لهذا العشق
غلفه بالسحاب لأنه عدو القمر
فلتجف الشجرة التي لا تنمو في هذا البستان
حتى الحبيب الغالي، فليصر حقيرا إن لم يجلس تحت ظل هذه الشجرة
فارق كل من كان غريبا عن هذا العشق، حتى وإن كنت يتيما
لأن الغريب عن هذا العشق، لن يكون لك أبا ولا قريبا
في دين العشاق، مريضة حتى الموت
تلك الروح التي لا يسوء كل يوم حالها من هذا الألم
إن رأيت هذا الشحوب على وجه ما
فاعلم أنه في الحقيقة خارج دائرة حال البشر
إن رأيت غصنا محملا بعقد العشق
ضمه بين ذراعيك، لأنه ليس محملا إلا بالسكر
لقد أسرك شمس الحق التبريزي في شباكه
فلا تنظر يمينا ولا يسارا، فالهروب غير ممكن
2)
الوقت تأخر، والشمس قد دخلت للجب
انهضي أيتها النجمة السعيدة، فهذا أوان ظهور القمر
خد الكأس أيها الساقي، وأيها الحارس اصعد إلى السطح
ويا روحي القلقة ابتعدي، فالحبيب يريد البقاء وحيدا
دمعة تحرق الجفن، وصبر متعَب يحرق حصاد الحياة
وعقل يُعَلم الطريق: كل ذلك قد ضل في هذا الليل
الليل كعبد أسود، يعلن عن دخول القمر، عن دخول ذلك الجمال إلى خيمته
ولاعب الشطرنج سعيد باحتلال بيدقه مكان الملكة
فما أشد سعادة من يصير ملكا في ظل جمال مبارَك
3)
القلب الحزين لا يُعد قلبا
أمام وجهه المستنير بالفرح الأبدي
القلب لا يحزن ولا یقتات على الدموع
هو ببغاء جميل لا يأكل إلا السكر
أنت يا من طريقك مليء بالعقبات؟
قلد الشجرة القوية بالأصل لا بالفرع
4)
في هذه الدار أيها القلب، تكون تارة ظالما وعادلا تارة
غادرها، فهذه الدار دارنا
أنت كالريح، تكون تارة حارا وباردا تارة
اذهب حيث لا حر ولا برد
تريد إخفائي عن العيون
لكنني النهار، ولا أحد يستطيع تجاهل النهار
أنت من يوزع ماء الجدول
والروح التي هي محيط، لا يمكن أن تُحصر في الجدول
لك ريش وأجنحة كالطير
فلماذا ينشغل بال الناس بالريش والجناح؟
يصير النجس طاهرا في جدولنا
وتصير البعوضة بازا وعنقاء
احمل الدف واتجه إلى السوق
وأشهر أمام الجميع جمال يوسف
لقد مزقتُ حجاب الشرف والادعاء
لأن روحي قد فرت بعيدا عن نفسها.
5)
صحراؤنا بلا حدود
وقلوبنا وأرواحنا بلا راحة
العالم بأسره مليء بالصور والأشكال
لكن من بين هذه الصور، أين هي صورتنا؟
عندما ترى رأسا مقطوعة على الطريق
وهي تتدحرج نحو حقلنا
اسألها، اسألها عن أسرارنا
لكي تعلم منها لغزنا الخفي
هل يستطيع أحدهم الحضور
ليكون قادرا على سماع منطق طيورنا؟
هل يستطيع الطير التحليق
حاملا طوق سر سليماننا؟
ما القول وما الفكر؟ فمثل هذا الحديث
قد تعدى منا القدرة والحدود

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة