مدير عام السدود: لدينا استراتيجية لبناء 230 سداً كبيراً وصغيراً

لا توجد سياسة مائية واضحة لدى الإقليم والعراق على حد سواء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

بينما يشهد إقليم كردستان في فصل الشتاء هطول أمطار موسمية غزيرة ترافقها فيضانات تتنامى تتسبب في أزمات غالباً، يحذر مسؤولو قطاع المياه في إقليم كردستان من أزمة مياه في السنوات المقبلة نتيجة قيام إيران وتركيا بتخزين الماء والحد من إطلاقه.
ويقول مدير عام السدود وخزانات الماء في وزارة الموارد المائية في اقليم كردستان اكرم احمد في تصريح للصباح الجديد، ان اقليم كردستان يحتاج الى بناء 240 سدا جديدا لتدارك ازمة المياه والحد من شحته، التي اكد انه يحتاج الى ميزانية قدرها بين 7-8 مليارات دولار.
وعزا احمد عدم السماح ببناء واستكمال سد بيخمة الى الاسباب والصراعات السياسية، لافتا الى ان اهمية بناء هذا السد كان من شأن بنائه تخرين كميات كبيرة من المياه.
واشار الى ان دول الجوار قلصت بنحو كبير اطلاقات المياه الى العراق واقليم كردستان وجففت كثيرا من الانهر والجداول وموارد المياه، ما تسبب بتصحر آلاف الدونمات من الاراضي الزراعية في الاقليم ووسط وجنوبي العراق.
واشار الى ان عدم وجود نظام واضح لدى حكومة الاقليم وسياسة واستراتيجية تحدد احتياجات الاقليم وموارد المياه وآلية التعاطي معها بما يضمن الاستفادة القصوى من المياه ويمنع اهدارها، فضلا عن عدم وجود الميزانية المطلوبة للبدء بتنفيذ الخطط المطلوبة لبناء المزيد من السدود.
واضاف ان مديريته اعدت دراسة وخطة استراتيجية لعدد السدود الكبيرة والصغيرة الذي يحتاجه اقليم كردستان، نظرا لان إقليم كردستان يعد من مناطق العالم المهددة بشحة المياه مستقبلاً وبصورة تهدد حياة سكانه، لافتا الى ان المخطط الرئيس لحكومة الاقليم يتضمن إنشاء 240 سداً في السنوات المقبلة بهدف تخزين سبعة مليارات متر مكعب من الماء.
ويحذر مسؤولو قطاع المياه في إقليم كوردستان من أزمة مياه في السنوات المقبلة نتيجة قيام إيران وتركيا بتخزين الماء والحد من إطلاقه، فكل المؤشرات تؤكد أن الحرب القادمة ستكون على الماء، حيث تشير بيانات المنظمات الدولية إلى أن أربعين مليون شخص هجروا ديارهم في العالم نتيجة الحروب، بينما هاجر 25-30 مليون شخص نتيجة شحة المياه وتلوثها.
وعلى الرغم من ارتفاع مناسيب المياه في فصل الشتاء نتيجة لزيادة كمية الأمطار التي تتساقط على مناطق إقليم كردستان سنوياً، والتي تبلغ نحو عشرين مليون متر مكعب، وترافقها في كثير من الاحيان حدوث فيضانات، الا ان الجفاف يصيب بعض مناطق الإقليم في فصل الصيف نتيجة لعدم الإستفادة من مياه الأمطار، لذا يمكن لبناء السدود التي تحمي سكان القرى والمدن من خطر الفيضانات، معالجة ازمة شحة المياه في فصل الصيف.
وإلى جانب المنافع التي يجلبها بناء السدود على القطاع الزراعي، فإنه يحيل الكثير من المناطق إلى مناطق سياحية، وقد ظهرت في المنطقة المحيطة بسد سماقولي العديد من المرافق السياحية والمطاعم والمحال على ضفاف خزان السد.
ويضيف مدير عام السدود وخزانات الماء في إقليم كردستان، أكرم أحمد بعد ثورة جمهورية إيران الإسلامية، عمدت إيران إلى قطع مياه نهري الكارون وكرخة، اللذين كانا يزودان أهوار ومناطق جنوبي العراق بـ15 مليار متر مكعب من المياه العذبة سنوياً، وتفاقمت النتائج في السنة الماضية، والمشكلة تشمل كل جنوب العراق وليس البصرة وحدها، كما امتدت إلى وسط العراق وهي في زحف باتجاه الشمال.
يضم المخطط الرئيس الذي وضعته حكومة إقليم كردستان إنشاء 230 سداً، من بينها 18 سداً كبيراً، وإنشاء هذه السدود بحاجة إلى موازنة ضخمة، لكن إنجازها سيؤدي إلى تخزين ما بين ستة مليارات وسبعة مليارات متر مكعب من الماء، وسيستغرق بناؤها خمس سنوات.
وهناك تحذيرات منذ سنوات من تحول المياه إلى سلاح للتهديد والضغط وقد ظهرت بوادر هذه الأزمة خلال الصيف المنصرم على محافظات الاقليم ووسط وجنوبي العراق، حيث قامت ايران وتركيا بقطع امدادات المياه، ما ادى الى جفاف نهر الزاب الصغير واتلاف وجفاف روافد كبيرة على نهري دجلة والفرات، بينما لم تتعاف حكومة إقليم كردستان من آثار الأزمة المالية بعد، الامر الذي ادى الى أزمة مياه حقيقية اجتاحت العراق وإقليم كردستان بسبب قطع إمدادات المياه من إيران وتركيا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة