شداد عبد القهار يواسي الذين زُجوا تحت وطأة الحروب

في معرضه الشخصي “كوميديا الموت”
سمير خليل
“الحياة أسمى من ان تبعثر بهذه الطريقة والتي تحمل في طياتها الحب والفكر، الفن والثقافة، موسيقى تصحبنا الى المجهول دون دراية، تتداعى القلوب دون اكتراث”.
بهذه الكلمات افتتح الفنان التشكيلي شداد عبد القهار معرضه الشخصي على قاعة منتدى ومعهد (عناوين) في بغداد ومنحه عنوان (كوميديا الموت).
وتابع بكلمته: حروب جعلتنا لا نميز فلسفة الجمال والحرية، نرتحل من عالمنا الى العالم الآخر كالانتقال من حالة الى حالة اخرى دون خوف، ارواح حائرة تغادرنا الى البحار والتراب، الى اللا مكان واللا معنى، وكأن الطبيعة تعاقب تلك الكائنات هي أيضا.
وأضاف: تاريخنا وهم، ذكرياتنا أكثر وهما، لا توجد فيها شوارع وجسور ومدن، من العدل والانصاف ان نضع المنتصر الشامخ والمندحر المهزوم على حد سواء بحق الانسانية.
ضم المعرض أكثر من 20 لوحة اكثرها كبيرة الحجم في دلالة لتميز عبد القهار في معرضه الذي حدثنا عنه قائلا: مأساة كبيرة يعيشها الانسان، الكائن الذي يقع تحت ظروف قاهرة، المستكين الذي زج تحت وطأة الحروب دون ذنب او جريرة، سوى انه انسان. تناولت المأساة من هذا المنظور، ولم اجعل القضية محلية ولا عربية، بل هي عالمية. الانسان البسيط في كل مكان السائر نحو موته، لماذا؟ لا توجد حلول، الامل يكاد يكون معدوما، لكن تبقى الحقيقة ظاهرة ومنذ الازل، حاليا نحن نشعر بها، نلمسها، موجودة حولنا.

*ولماذا هذه الثورة في احجام لوحاتك؟
-مساحة اللوحة مهمة في نظري، في مساحات كبيرة أستطيع ان اعبر عن رؤى أكبر، برأيي الحجم متنفس كبير، كل مساحة في اللوحة ولو كانت سنتمترات قليلة تملأ فراغ.
الدكتور علي عويد العبادي المدير العام لدائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، والذي قص شريط افتتاح المعرض، تحدث عن علاقة دائرته بمجمل النشاطات الفنية العراقية فقال:
-ما زالت دائرتنا تمثل المؤسسة الحكومية الوحيدة التي تهتم بالفنون حتى خارج اسوار وزارة الثقافة، وأقرب مثال لذلك مهرجان الواسطي الذي اقمناه مؤخرا، والذي ضم 263 عملا فنيا، جرى اختيارها من قبل لجنة مختصة، كان 90 % من المشاركين من خارج فناني الوزارة، بل أكثر من هذه النسبة.
وتابع: ما شاهدناه اليوم في هذه القاعة، محط اعتزاز وفخر لأنها ضمت العديد من اعمال الفنان شداد عبد القهار المميزة والراقية. تمكن هذا الفنان من تحديد هوية خاصة له عبر مسيرته الفنية الطويلة، فله منا كل التقدير والاعتزاز وكمركز للفنون خاص بوزارتنا وجهنا له الدعوة لتنظيم معرض في احدى قاعات وزارتنا سواء في قاعتها الخاصة بالفن التشكيلي، او في قاعة كولبنكيان، او في قاعة شفيق المهدي في “الإسكان” وافرحنا جدا بقبوله الدعوة.
الفنان بارع العزاوي مؤسس ومدير منتدى ومعهد عناوين ابدى سعادته باستضافة هذا المعرض، وابدى استعداده لاستضافة فعاليات فنية اخرى وأضاف: ناهيك عن كونه فنانا كبيرا، تربطني صداقة بالفنان شداد الذي توقف عن اقامة المعارض منذ ثلاث سنوات. طرحت عليه فكرة اقامة هذا المعرض فرحب بها، وانا فرح لأنني اعتقد ان هذا المعرض، المنجز الاهم لمنتدانا منذ افتتاحه، ولدينا النية لاستضافة معارض لفنانين آخرين معروفين، إضافة لعرض مسرحي بجانب فقرات منهاجنا الأخرى، والتي تبلورت بإقامة دورة للفنون ستبدأ بعد هذا المعرض، وفرحنا لأننا تلقينا طلبات بالانخراط في هذه الدورة بعدد مقبول ومستويات ثقافية متعددة.

لعيونك يا عراق
بعد الحملة التي أطلقتها رابطة مبدعي مدينة الثورة، بعنوان “نظف بابك”، بادر عدد كبير من أهالي المدينة الى تنظيف الأرصفة قبالة دورهم السكنية، وابتعد عدد أكبر الى تنظيف شوارعهم الفرعية أيضا، ولم يقفوا مكتوفي الايدي بانتظار ان تقوم امانة بغداد بأداء هذه المهمة التي تعد من واجباتها، ولم يكتفوا باللوم، بل وجدوا ان مهمة تنظيف شوارع بغداد او في الأقل مدينتهم، أولى ان تكون ضمن اولوياتهم، لأنها أولا وآخرا من اجل جمالية مدنهم، ومن اجل خلق بيئة ملائمة للعيش.
حملة نظف بابك نتمنى ان تمتد الى كل مناطق بغداد، والشعبية على وجه الخصوص، لان بعض الأرصفة والجزرات الوسطية أصبحت مرتعا للأزبال، وبالتالي الحشرات بجميع أنواعها، مما قد يتسبب بانتشار بعض الامراض.
تحية لكل من يحرص على نظافة بيته ومدينته.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة