القضاء على ممارسات اجتماعية ضد المرأة المصرية

على رأسها التحرش وختان الإناث
متابعة الصباح الجديد:

أطلقت هيئة الأمم المتحدة في مصر حملة «16 يوماً» لإنهاء العنف ضد المرأة، تحت شعار «لوّن العالم برتقالياً… اسمعني أيضاً»، بدأت في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني ، وتستمر حتى 10 من الشهر الجاري ، من خلال مجموعة من الأنشطة في القاهرة وعدد من المحافظات، تستهدف القضاء على ممارسات اجتماعية ضد المرأة المصرية، وعلى رأسها التحرش وختان الإناث.
وقالت راضية عاشوري، مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام: إنّ «الأمم المتحدة ستعمل مع شركائها في مصر سواء من الحكومة أو المجتمع المدني على مدار 16 يوماً للقضاء على العنف ضد المرأة»، مشيرةً إلى أنّ منظمة الأمم المتحدة اختارت منذ عدة سنوات يوم 25 نوفمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، كما أقرّت النّهوض بالمرأة كواحد من أهداف التنمية المستدامة الـ17».
وأضافت عاشوري، في مؤتمر صحافي نظمه مركز الأمم المتحدة للإعلام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة، أنّ «مصر كجزء من المجموعة الدّولية تبنت استراتيجية وطنية طموحة لتمكين المرأة، ومن بين ذلك القضاء على كل صور العنف ضد المرأة»، مشيرة إلى أنّ «حملة الـ16 يوماً هي حملة قديمة بدأت منذ أوائل التسعينيات في شتى دول العالم ومن بينها مصر، وتنطلق هذا العام تحت شعار (اسمعني أيضاً Hear me too).
وهذه الحملة هي جزء من مبادرة «اتحدوا» العالمية التي تتكرر كل عام، في التوقيت نفسه ، تبدأ في 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر حتى 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتدعو حملة «اتحدوا» التي تنظمها الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عالمية لزيادة الوعي والابتكار، ومؤخراً استعملت الحملة «اللون البرتقالي» رمزاً لمستقبل أكثر إشراقاً، خالٍ من العنف ضد المرأة، وتعمل الحملة على حشد جميع شبكات منظومة الأمم المتحدة، والحكومات والشركاء والمجتمع المدني والمدارس والجامعات والقطاع الخاص والجمعيات الرياضية والأفراد، للتضامن مع المدافعين عن حقوق المرأة، والحركات النسائية، وحقوق الإنسان الخاصة بالمرأة، والمناصرين الذين يعملون على إنهاء العنف ضد النساء والفتيات.
وقالت بليرتا أليكو، ممثلة هيئة الأمم المتحدة بمصر، في المؤتمر الصحافي: إنّ الحملة لـ«تعجيل خطى إنهاء العنف ضد المرأة، عبر إعطاء صوت لمن لا صوت لهم وإلقاء الضوء على ضحايا العنف»، مشيرة إلى أنّها «تركز أنشطتها على أسوأ أشكال العنف ضد المرأة وهو التحرش والختان والزواج المبكر».
وأضافت أليكو: «نحن نسعى لنشر ثقافة عدم التسامح مع التحرش، في مجتمع يَعد هذا الأمر شيئاً اعتيادياً راجعاً لطبيعة الرجل»، مشيرة إلى الحاجة إلى «حركة مجتمعية يشترك فيها الرجال والنساء لوقف التسامح مع التحرش»، وتابعت: «سنطلق ضمن الحملة مجموعة كبيرة من الأنشطة لوقف التحرش في المواصلات العامة»، لافتة إلى أنّ «الحملة ستخرج خارج القاهرة وتتوجه إلى محافظات في الصعيد والدلتا مثل دمياط والإسكندرية والمنيا».
ووفقاً للمسح التتبعي للنشأ والشباب في مصر عام 2014، فإن 43.8% من النساء المصريات في الفئة العمرية من 10 إلى 29 سنة تعرضن للتّحرش، كما أنّ المسح السكاني لمصر عام 2014، يقول إن 25.2% من النساء الذين سبق لهن الزواج في سن 15 – 49 سنة، تعرضن للعنف البدني أو الجنسي على يد الشّريك الحميم، مرة واحدة في الأقل خلال حياتهن، و90% من الرجال و71% من النساء يرون أنّ الزوجين يجب أن يتسامحا مع العنف للحفاظ على ترابط الأسرة، وذلك وفقاً لدراسة «IMAGES 2017»، والتي قالت أيضاً إنّ أكثر من نصف الرّجال، وما يقرب من ثلث النساء يوافقون على العبارة القائلة إنّ «المرأة تستحق الضرب في بعض الأحيان».
وقالت أليكو، في تصريحات على هامش المؤتمر: إنّ «هذه لحظة فارقة لمواجهة التحرش وغيره من صور العنف ضد المرأة، وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم»، مشيرة إلى «كم الصدمة التي هزت المجتمع مع ظهور حركة (Me Too)، التي أظهرت كمّ النساء اللاتي يملكن كل سبل التواصل، وبقين صامتات لسنوات على أشكال من العنف والتحرش التي تعرضن لها».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة