بعد 70 عملاً تلفزيونياً و200 عملاً إذاعياً
بغداد – وداد ابراهيم:
أطلق عليها نورسة العراق، قدمت للتلفزيون العراقي 70 عملاً فنياً، بين مسلسل، وتمثيلية، ووقفت فيما يصل الى 200 عمل إذاعي، وكان للمسرح نصيباً من إعمالها، حصدت الجوائز والشهادات عن مجمل اعمالها الفنية كممثلة.
سهى سالم، ضيفة منتدى ابداع المرأة التابع لمدينة الابداع الادبي المنظمة اليونسكو، شدت انتباه الجمهور المتنوع بحديثها عن الفن والدراما العراقية.
كان الجمهور من الشعراء، واساتذة جامعات، ومهندسين، وقليل من الاعلاميين، وان غابت الفضائيات، ولم يكن هناك حضور من الفنانين.
تحدثت عن رحلتها الفنية فقالت: ان ما عزز في روحي حب الفن هو أني من عائلة فنية، فكنت ارافق ابي المرحوم طه سالم الى الأستوديو، وحين يكون لي دور معين، كان يتركني حتى أكمل مشاهدي الفنية مع مجموعة من الفنانين، كنت اشعر أنهم أشقائي، وشقيقاتي، وعائلتي الكبيرة، حتى صارت لي ادوار كثيرة في التلفزيون، والاذاعة، والمسرح.
واكملت حديثها فقالت: تراجعت اعمالي من عام 1995، حين دخلت الأستوديو في تلفزيون العراقية لتجسيد دوري في إحدى المسلسلات العراقية، فوجدت وجوهاً لا تنتمي الى الفن، ولا علاقة لها بالوسط الفني، فتركت دوري وخرجت من دون رجعة حتى عام 2001.
وأضافت :على الرغم من ان المسلسلات العراقية لها تأثير كبير على المجتمع العراقي، بل واصبحت تشكل جزءً كبيراً من حياته، بالاخص ما يتعلق بالتراث، وصارت تدرج ضمن المنهاج السنوي للتلفزيون، فحين يعرض المسلسل العراقي كان المجتمع يترقبه بشغف، وحين تنتهي الحلقة يبدأ نقاش في العائلة حول تفاصيل القصة، وصار للمسلسل العراقي جمهور عربي كبير، وحتى الان يعرض تلفزيون المغرب العربي مسلسل (احلى الكلام)، والذي قدم ب150 حلقة، وهو من اهم الاعمال التي شاركت فيها، نعم كانت المسلسلات تخضع لرقابة، الا اني كنت اجد ان مهمة الرقابة، هي ان تضع الفنان في أمان، لكن بدأت عاصفة
تعصف بالوسط الفني، منذ التسعينيات من القرن الماضي وازدادت بعد عام 2003
لهذا كنت ابتعد عن الاعلام والفضائيات لسنوات، وحتى الان، لان لا جديد عندي، ولا هناك أي منجز فني، لأتحدث عنه، وما قدمته في الماضي كتب عنه الكثير.بل ان الفنان العراقي، والدراما التلفزيونية، والفن بشكل عام، قد تعرض للتهميش، وصار ما يقدم عبر الفضائيات يدعو الى تدمير الشخصية، وحتى برامج الاطفال، اي ان الفضائيات وما تقدمه من مسلسلات، وبرامج مصدر خطر على شخصية المراهق، والطفل، وكل افراد العائلة، فحين يكون البطل مجرماً، او البطلة شخصية سلبية، فكيف يتعامل المشاهد مع هكذا دراما.
لذا كنت أتعرض للعتاب من الجمهور، في كل مكان، وعبارة متكررة، تواجهني( اين انتم اين الدراما العراقية) دون ان يكون لي جواب.
اما عن الاعمال التي قدمت بعد عام 2003 فقالت: نعم قدمت بعض الفضائيات العراقية اعمالا عراقية تتحدث عن الاوضاع السياسية، والاجتماعية وما تعرض له العراق من هجمات، الا انها قليلة جدا، مثل مسلسل فوبيا، والمواطن ج، والدهانة، ومسلسل سارة خاتون، الذي كنت بطلة فيه، اذ جسدت شخصية امرأة عراقية اسمها سارة خاتون، وهي شخصية مهمة جدا، اذ اطلق اسمها على منطقة في بغداد، ويتحدث عن العلاقة بين القوميات والطوائف العراقية، وتلاحمها، وانسجامها، وكتب الجزء الثاني من المسلسل، الا انه لم ينتج لحد الان، واجد ان هناك تفاصيل كثيرة في حياة هذه المرأة العراقية من الممكن الكتابة عنها بشكل اوسع واكثر، لكن هل سيكتب؟ وهناك الكثير من النصوص المكتوبة ودخلت عملية الفحص لكن لم تنتج لحد الان، ذلك لان الدراما العراقية قد تراجعت بشكل كبير.
هل توقفت «نورسة العراق« سهى سالم عن الفن؟
التعليقات مغلقة