المهمشون في سبايكر

ما جرى لمئات من شبيبة هذا الوطن المنكوب في سبايكر على ايدي حثالة فلول النظام المباد والبرك الآسنة المتجحفلة معهم، وبالرغم من عمق الخسة والنذالة التي طفحت عنها، الا انها حلقة متواصلة من تقاليد ومنظومة مهيمنة في هذه المضارب الشاذة عما ارتقت اليه بقية سلالات بني آدم. عقائد تحتفي بالسراق والقتلة وكل اشكال الاجرام وانتهاك كرامة الآخر المختلف، ترافق نوعاً من المخلوقات مدججة بالمكر والاكاذيب وآخر تقنيات تلبيس الحق بالباطل على مر الزمان. هؤلاء وبالرغم من هول الانتهاكات والجرائم التي ارتكبوها منذ شباط عام 1963 الى لحظة رجوع شيخ جرذانهم لحفرته الاخيرة (لا تبعد كثيراً عن قاعدة سبايكر المشؤومة) لم يتلقوا الجزاء والعقاب الذي يليق بموبقاتهم التي فاقت كل ما نضح عن مسوخ البشر. ومع مثل هذه المناخات الشاذة من (تسامح الاذلاء) لم يكن غريباً ان نشاهدها وهي ترتقي المنابر والمناصب والمفاصل الحيوية للمجتمع ودولة الفتح الديمقراطي المبين بوصفهم شريحة همشتها الأقدار العابرة للمحيطات. بعد سلسلة من الحملات المنظمة، استندت لجبهة واسعة من القوى والتحالفات الاقليمية والدولية، توجت بظهور الخليفة (ابو بكر) في الموصل، وبعد اطمئنان سدنة المقابر الجماعية لنوع المناخات والمعايير التي تسللت مجدداً عبر موجات الفساد الذي عصف بالتطلعات المشروعة لشعوب وقبائل هذه المستوطنة القديمة، اعلنوا ومن جحورهم الجغرافية عن تطلعاتهم الحقيقية في ممارسة الفن الوحيد الذي يجيدونه وكما ظهر مع ضحايا سبايكر. لقد قدمت الاحزاب والجماعات الدينية والطائفية والاثنية لهؤلاء القتلة كل ما يحتاجونه من حجج وذرائع كي ينفدوا من كل ما اقترفوه من جرائم مشينة خلال عقود هيمنتهم المطلقة على مصائر الناس. والسبب يعود الى غير القليل من المشتركات التي تجمعهم وهذه القوافل المعادية لكل ما له صلة بالحضارة والمدنية والتعددية والحداثة. وهنا لسنا بصدد التطرق لذلك الارث المشترك الذي يجمع كل هذه السلالات من القوارض الضاجة اليوم على المنابر بمشتى اشكالها ووظائفها الدينية والدنيوية، لكن نريد ان نتوقف مع المصطلح الاشد رواجاً بعد التغيير، وهو (المهمشون) والذي تفوق بقدراته ورشاقته في التسلل والفتك على حصان طروادة بجلال قدره وسمعته الاسطورية. وها نحن والعالم الغافل كله يستفيق على هذا النوع من المهمشين وقدراتهم على ارتكاب ابشع الجرائم وهم مهمشون وبعيدون عن السلطة وأجهزتها الضاربة. مع سبايكر سقط القناع عن هذه السلالات المنحطة والجماعات المسؤولة عن التهميش الحقيقي لا ذلك المزيف الذي اتاح لهم ذبح كل تلك المشاريع الواعدة عند أطراف سبايكر وفي قصور جرذهم النافق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة