حذام يوسف طاهر
تتفنن بعض المؤسسات الثقافية العربية والعالمية في منح الجائزة بعد الترشيح طبعا، أقول تتفنن في جذب الجمهور بعنوان الجائزة أولا، وبعد ذلك تدعو لترشيح مجموعة من الأسماء التي دخلت المسابقة، فمثلا جائزة باسم كاتب معين، او جائزة بعنوان يواكب حدثا معينا سياسيا او ثقافيا وهكذا، والموضوع في النهاية تجارة اتصالات وترشيحات وجهات داعمة.
الكتاب او الفنانون أيضا يفكرون في موضوع الجائزة من زاويتهم ، فمنهم يكتبون وفي نيتهم خطف جائزة محددة في مجال معين والتنافس عليها، أتذكر عندما كنا نتزاحم على المكتبات لشراء كتاب ما لكاتب معين، كنا ندرك مستوى الكتاب والمعرفة، وظروف الكتابة، التي لم تكن بهذه السهولة مثل اليوم!، كنا ندرك ان الكاتب يواصل بث هموم مجتمعه وهموم الشباب عبر الورقة والقلم، مهما كانت الظروف المحيطة به، الكاتب لا يتوقف عن الكتابة فهي تمثل الحياة له، اليوم للأسف البعض يمارس الكتابة ليس عن موهبة ولا عن غاية وهدف نبيل، بل يكتب من باب (حشر مع الإسلام عيد)!، فلا الأسلوب انيق، ولا الحرف ثابت لا يحيد، ولان الفكرة قوية لا تشيخ، الكل يكتب ليقول ها انذا من دون التركيز على مستوى الفكر والالتزام والغاية من الكتابة.
مؤخرا صار الكاتب يبحث عن جهة يعلم انها مسؤولة عن دعم المسابقات وكريمة بجوائزها، ويبحث مرة أخرى عن توجه هذه الجهة المعنية بالمسابقة، ماذا تريد، وما الذي يجذبها لاختيار نتاج معين وتسلمه الجائزة، بالتالي هو يكتب وفي نيته منفعة خاصة بعيدة تماما عن نبل الهدف من الكتابة!
أكثر من جائزة أصبحت عرضة للمتاجرة بعدما كانت ملتزمة ودقيقة في اختياراتها، أحيانا أفكر ربما هو هذا ديدن المؤسسات المعنية بهذا الموضوع، ولكننا لم نكن ندرك هذه التفاصيل، لأننا لم نكن نهتم بها ولا نريدها تشغلنا عن متعة القراءة، والا ما الذي يقلب القضية من قضية نبيلة وممتعة وخادمة للمجتمع، الى قضية خاصة محصورة بدائرة الربح والخسارة، وسط كم هائل من النقد والحسد والبحث عن مفهوم يرضي المتلقي ويقنعه بأن الفائز يستحق، وسط زحمة الكتاب والمبدعين، وغرابة اختيار نتاج لكاتب متواضع وغض الطرف عن الكاتب المجتهد والجاد والمحترم لقلمه.
وبين مزاجية اللجنة المشرفة على الجائزة، وطموح الكاتب تضيع الكلمة ولا يبقى منها سوى غبارها.