ترجمة أحمد عبد اللطيف
كان هناك امرأة ورعة جدًا، وكان هناك ثلاثة يطمحون لخطبتها، وكان الثلاثة أصدقاء فيما بينهم. كل منهم كان يعطيها ميعادًا مختلفًا عن الآخرَين حتى لا يرياه، لكن جاءت لحظة وجاء الثلاثة خُطّابا، واحدًا وراء الآخر، ليطلبوا يدها للزواج.
حينئذ أجابتهم بجواب واحد: سأتزوج ممن يبرهن أنه الأشجع.
فقالت للأول:
– إن أردت الزواج مني عليك أن تذهب للكنيسة في الحادية عشرة مساءً، وأن ترقد في مقبرة، وأن تقضي الليلة هناك في التابوت.
– اتفقنا، لو كان ذلك فحسب- أجاب الرجل.
وطلبت من الثاني أن يذهب في الحادية عشرة والنصف مساءً وأن يقضي الليلة أمام المقبرة بشمعتين مشتعلتين. وقالت للثالث:
– اصعد إلى برج الجرس في الثانية عشرة وأطلق صيحات حادة جدًا من البرج حتى المقبرة وقل: “أنا شبح الكنيسة وجئت لأعاقب من في القبر ومن يقف عليه”.
عندما سمع ذلك الأول والثاني، خرجا راكضين، لكن رجل الصرخات ارتعب أيضًا.
وبقوا ثمانية أيام مرضى من الخوف!
وعندما عادوا ليلتقوا من جديد، سأل كل منهم الآخر:
– لماذا بقيتم كل هذه المدة من دون الخروج من البيت؟
– لا، ما من سبب.
– المسألة أني كنت مريضًا.
ثم حكى أحدهم الحقيقة، ثم حكاها الآخران. هكذا عرفوا جميعًا أن المرأة الورعة كانت تقابلهم جميعًا وأنها سخرت منهم.
حينئذ قرروا أن ينتقموا من المرأة، فتقنّعوا بقناع يسوع والقديس يوحنا والقديس بطرس وراحوا لتناول العشاء في بيت السيدة الورعة.
استعدوا للعشاء، وبعد أن انتهوا قالوا لها:
– يا بنية، أنتِ كنتِ طيبة معنا فجئنا لنباركك.
– فعلًا! لا أعرف إن كنت أستحق ذلك.
– نعم يا مرأة، نعم تستحقين.
ثم نهض القديس يوحنا والقديس بطرس وكتفاها، وقام يسوع وضربها بالسوط عدة ضربات.
وهكذا باركوها وعرّفوها خطأها.