استعداد أنقرة لمواجهة أي أخطار اقتصادية
متابعة ـ الصباح الجديد:
ذكّرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد لقائهما أمس الاول الجمعة ، بـتباين «عميق» بين الجانبين في شأن «مفاهيم المجتمع الديموقراطي الحرّ والمنفتح»، فيما شدد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أن زيارة نظيره التركي لا تشكّل «تطبيعاً» في علاقات البلدين.
وخلال مؤتمر صحافي مع مركل، أبدى أردوغان «استعداد تركيا لمواجهة أي أخطار اقتصادية، اذ تمتلك قدرة التغلّب عليها». وأشار إلى أن بلاده تولي الدعم الألماني أهمية في هذا الصدد، لافتاً الى أنها «تخطط في أقرب وقت، لتلبية المعايير الستة المتبقية، لإلغاء تأشيرات دخول مواطنيها إلى الاتحاد الأوروبي».
وشدد على أن من حق بلاده مطالبة برلين بتسليم الصحافي التركي جان دوندار، ووصفه بأنه «عميل ومدان ومحكوم بالسجن، بموجب أحكام القضاء التركي»، علماً انه يُحاكَم بتهمة نشر معلومات وصور سرّية مرتبطة بضبط شاحنات تابعة لأجهزة الاستخبارات التركية، كانت تنقل أسلحة الى متشددين في سورية.
ولفت أردوغان إلى أن «من شأن تبادل المطلوبين بين تركيا وألمانيا، تسهيل التعاون بيننا»، مذكّراً بأن مئات من «أعضاء منظمة غولن الإرهابية، وآلافاً من أعضاء حزب العمال الكردستاني»، موجودون في ألمانيا. وجدّد دعوته برلين إلى إعلان جماعة غولن تنظيماً إرهابياً، وإلى ترحيل «مئات من أنصار» الداعية الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
في المقابل، دانت مركل «المحاولة الانقلابية في تركيا»، مضيفة: «لا يمكن قبولها، ونتعامل بجدية قصوى مع الأدلة التي قدمتها». واستدركت: «نحتاج إلى مزيد من المواد، إذا كنا سنصنّف (جماعة غولن) كما صنّفنا حزب العمال الكردستاني» تنظيماً إرهابياً.
وتابعت: «لا يخفى على أحد وجود خلافات عميقة في علاقتنا خلال السنوات الأخيرة، لا تزال قائمة. المسألة تتعلّق إلى حد كبير بسيادة القانون وحرية الصحافة».
وأكدت أن بلادها تريد تركيا مستقرّة وتنمو اقتصادياً في شكل مستدام، وزادت: «هناك مصلحة استراتيجية مشتركة في العلاقات الجيدة بيننا، ولدينا مصلحة في تطويرها، ولكن في المقابل، هناك سوء فهم عميق، بل اختلاف، حول مفاهيم المجتمع الديموقراطي الحرّ والمنفتح».
واضافت أن زيارة أردوغان تساهم في هذا الإطار، وتابعت: «نرغب في تطوير التعاون مع تركيا في مكافحة الإرهاب، وستُستأنف في هذا الصدد الاتصالات بين وزيرَي داخلية البلدين».
وكان شتاينماير اعتبر أن زيارة أردوغان «ليست إشارة إلى تطبيع بين البلدين، اذ لا يزال هذا الأمر بعيداً». لكنه أعرب عن أمله بـ «عودة الاحترام المتبادل» بين الجانبين، وأضاف: «لا يمكن ولن نقبل الضغط على وسائل الإعلام والقضاء والنقابات. فقط من خلال تحسين هذه الشروط، يمكن لتركيا أن تأمل بتجديد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي ودوله».
وكررت شخصيات ألمانية، من اليسار واليمين، دعوتها مركل الى أن تكون حازمة في محادثاتها مع أردوغان، خصوصاً في ملف الحريات العامة، إذ لا يزال 5 ألمان مسجونين في تركيا، «لدواعٍ سياسية»، كما نددت برلين بهجمات متكررة لأردوغان عليها، لا سيّما وصفه الحكومة الألمانية بأنها «عدوّة لتركيا» و «نازية».
وقاطعت مركل وساسة آخرون مأدبة عشاء أقامها شتاينماير على شرف ضيفه. كما شهدت برلين تظاهرات نظمتها مجموعات تركية وكردية معارضة لأردوغان، واكبها انتشار مكثف للشرطة، تحسّباً لاضطرابات. ويُرتقب أن تشهد كولونيا اليوم تظاهرات مشابهة، مع تدشين أردوغان مسجداً ضخماً فيها أشرف على تشييده الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية.