الخاسر الأكبر ..!!

يبدو ان المسار التشريعي والتنفيذي لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة يواجه تحديات سياسية كبيرة يتمثل ابرزها بالصراع المحموم للاستحواذ على منصب رئيس الوزراء وخلال الثماني والاربعين ساعة الماضية شهدت العاصمة بغداد ومدينة النجف الاشرف وبعض العواصم الاقليمية والعاصمة الاميركية واشنطن اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين زعماء سياسيين عراقيين وقادة ومسؤولين عرب واجانب ولم تنقطع رسائل التواصل مع المرجعية الدينية في النجف الاشرف لمتابعة ابرز شأن عراقي وتبادل الراي في السعي نحو اختيار وتنصيب رئيس وزراء جديد وعقد تحالفات تحقق الاغلبية الكافية لاختياره وعلى الرغم من مضي اكثر من اربعة اشهر على الانتخابات التشريعية الا ان الاستحقاقات الدستورية المتمثلة بعقد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد شهد ويشهد التباسا وتشويشا افرزته تحركات الاحزاب والكيانات السياسية حتى اللحظة الاخيرة من اجل حيازة اكبر عدد ممكن من الاصوات المتحالفة لتشكيل الكتلة الاكبر وفي خضم هذا السعي للوصول الى العدد الاكبر والكتلة الاكبر يصبح الشعب العراقي في هذا المسار الطويل والمتعثر هو الخاسر الاكبر الذي يرى امامه يوميا مشاهد القلق وضياع الفرص والتفريط بالزمن وتبديد الجهود في النزاعات الحزبية والفئوية ووضع مصالح الكيانات السياسية في سلم الاوليات وتهميش مصالح الشعب والبلاد وتعريض مقومات القوة في الدولة الى الاستغلال وتراجع النشاط الاقتصادي والمالي بفعل تأجيل الكثير من القرارات التي تديم الفاعلية في اجهزة الدولة فماتزال هناك الكثير من الاستحقاقات التي تتعلق باكمال المشاريع بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة من اجل وضعها موضع التنفيذ والاخطر من ذلك تلويح بعض الاحزاب والمجموعات السياسية بتأزيم الموقف العام والتخلي عن بعض المسؤوليات في ملفات الامن مالم تتحقق رغباتها وطموحاتها في الحصول على المكاسب السياسية في الدورة الانتخابية الجديدة وفسح المجال للتدخلات الاقليمية وفي كل مشاهد التأزيم هذه لم نجد وعيا سياسيا ناضجا يأخذ بنظر الاعتبار الاخطار المحدقة بالبلاد او استعدادا لتقديم التنازلات والتضحية بالمصالح الفردية والفئوية من اجل مصلحة العراق دولة وشعبا بل على العكس مايزال التنابز والتخوين والمناكفات بين المتنافسين في اشده من على منابر الاعلام تفضحه التصريحات المتضاربة والمناكفات الحامية .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة