يدعم العبادي لرئاسة الوزراء
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
بينما حسم حراك الجيل الجديد، مبكرا موقفه معلناً انضمامه الى تحالف «الإصلاح والبناء» بغرض تشكيل الكتلة الأكبر، ما زال وفد مشترك من الحزبين الكرديين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني يخوضان غمار مباحثات شاقة مع القوى والاحزاب السياسية في بغداد، لتحقيق مايمكن تحقيقه من 27 شرطاً وضعوها كمطالب كردية امام الكتلة التي ترغب بان ينضم اليها اكبر حزبين كرديين.
حراك الجيل الجديد الذي حصل على اربعة مقاعد في مجلس النواب العراقي حسم امره واعلن انضمامه الى تحالف «الإصلاح والبناء» لتشكيل الكتلة الاكبر، معلناً تأييده لتولي رئيس الوزراء العراقي، رئيس ائتلاف النصر، حيدر العبادي، رئاسة الوزراء لولاية ثانية، مشيرا الى ان بقاءه في التحالف مرتبط بعدد من الشروط.
واكد النائب عن حراك الجيل الجديد، سركوت شمس الدين، انضمام الجيل الجديد إلى الكتلة الأكبر التي تشكلت في العراق بين ائتلاف النصر وسائرون والوطنية وتيار الحكمة وعدة أطراف أخرى، مشيرا الى ان حزبه يؤيد أن يشغل حيدر العبادي منصب رئيس الوزراء مجدداً.
وتابع شمس الدين «إذا ما انضم الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني إلى هذه الكتلة، فإننا سننسحب من هذا التحالف.
ويعد حراك الجيل الجديد احد الاحزاب التي تشكلت حديثا في الاقليم بزعامة رجل الاعمال الكردي شاسوار عبد الواحد، وتمكن من تحقيق انجاز كبير بحصوله في انتخابات مجلس النواب العراقي على اربعة مقاعد اثنين منها في السليمانية ومثلهما في اربيل.
وبينما يجري الحزبان الرئيسان في اقليم كردستان حوارات مصيرية في بغداد لتحديد وجهة الكرد الجديدة في العملية السياسية العراقية، توقعت اوساط شعبية واكاديمية ان تتعقد مساعي الحزبين لتحقيق القدر الاكبر من المطالب التي حملوها معهم الى بغداد ضمن مشروع يتألف من 27 نقطة.
ويقول استاذ العلوم السياسية ريبوار محمد في تصريح للصباح الجديد، ان اعلان عدد من الكتل الفائزة في الانتخابات عن تشكيل الكتلة الاكبر دون الحاجة الى مشاركة الكرد افقد المكون الكردي دوره المحوري في ترجيح كفة على كفة اخرى بين القوى السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات.
واضاف محمد، ان الكرد لم يجنوا شيئا من الحكومات السابقة وانهم لم يتمكنوا من تحقيق اي مكسب سوى الابقاء على ما تحقق لهم في زمن العبادي، مطالباً القوى والاحزاب الكردية بالتفكير بنحو جديد في الانضمام الى خانة المعارضة ومراقبة اداء الحكومة الجديدة، بدلاً من سعيهم للحصول على المناصب والامتيازات، تحت حجة السعي لتحقيق المكاسب لشعب كردستان.
بدوره قال سامان مولود وهو خريج جامعي، للصباح الجديد، ان خسارة الكرد لكثير من مكاسبهم كان نتيجة حتمية لاجراء الاستفتاء دون دراسة واعداد مسبق، ما الحق بالاقليم ضررا كبيرا ما زال يدفع ثمنه لحد الان، مستبعدا ان يحقق الوفد الكردي اي تقدم في مباحثاته في بغداد لعدة اسباب، منها تراجع الدور الكردي في العراق بعد اجراء الاستفتاء، وتشتت البيت الكردي والانشقاق السياسي بين الاطراف الكردستانية.
وكانت الصباح الجديد قد علمت من عضو في الوفد التفاوضي للاتحاد الوطني الكردستاني، ان الحزبين الكرديين الرئيسين الاتحاد والديمقراطي اعدا ورقة تتضمن 27 شرطا للتفاوض بموجبها مع الاطراف العراقية، أهمها اعادة حصة الكرد من الموازنة الاتحادية الى سابق عهدها، وتطبيع الاوضاع في كركوك، واعادة نشر قوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها، وتحديدا في كركوك ،وتطبيق المادة 140 وموافقة الحكومة الاتحادية على تصدير الاقليم نفطه وتوقيع العقود مع الشركات العالمية بنحو مستقل دون الحاجة الى موافقة الحكومة الاتحادية.
هذا وترك نواب الحزبين الکردیين الديمقراطي والاتحاد الوطني الجدد قاعة مجلس النواب بعد اداء اليمين الدستورية، وقال مصدر سياسي كردي للصباح الجديد، إن الهدف من هذا الانسحاب هو الاخلال بالنصاب علی أمل الوصول الی توافق مع الكتل السياسية خلال الايام المقبلة، قبيل تكليف اية كتلة بتشكيل الحكومة المقبلة.
وكان الوفد الكردي المشترك من الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الذي يجري زيارة حالية لبغداد قد اجتمع مع وفدي ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح، في إطار مشاورات الكتل العراقية لتشكيل الحكومة.
وسيعرض وفد الحزبين شروطه للانضمام الى الكتلة الاكبر ضمن مساعي تشكيل الحكومة، الذي يؤكد القادة الكرد عدم وجود فيتو لديهم على اي جهة تكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، لافتين الى استعدادهم للتحالف مع اي جهة تقبل بشروطهم.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قال في مؤتمر صحفي عقده الأحد، ان بعض مطالب الكرد والسنة قابلة للتطبيق، مشيرا الى ان طرح مسألة كركوك ضمن شروط الكرد للتفاوض على تشكيل الحكومة المقبلة امر مرفوض.
العبادي قال في معرض رده على اسئلة الصحفيين ان الاحزاب الكردية لها الحق في التحالف مع الكتلة التي ترغب لانهم شركاء في تشكيل الحكومة المقبلة، واكد العبادي استعداده لمناقشة جميع المسائل مع الكرد، سواء كانت المناقشة عن كركوك أو المتنازع عليها، أو مسألة النفط، والمنافذ الحدودية، وقوات البيشمركة، أو الموازنة، معلنا بأنه من حق اهالي تلك المناطق ان يديروا امنها بانفسهم.