وداد إبراهيم :
القاعات الفنية التشكيلية تمثل ذاكرة بلد ولو عدنا الى المشهد الفني سابقاً سنجد الساحة التشكيلية مكتظة بالقاعات الفنية التي كانت اقامت نشاطات فنية متنوعة وادارها كبار الفنانين وهذا يعني عافية الحياة الثقافية والفنية وعافية الوطن.
هذا ما تحدث به الفنان التشكيلي والناقد علي الدليمي مدير المتحف الوطني للفن الحديث في وزارة الثقافة عن القاعات الفنية التي غابت عن الذاكرة والذائقة الفنية.
وأضاف: كان انتشار القاعات الفنية بما فيها قاعات اهلية وحكومية يعني اشاعة روح الثقافة وبناء مجتمع مثقف، اذ تأخذ على عاتقها احتضان التجارب الفنية الجديدة في بغداد والمحافظات ورعاية الفنانين الرواد، أي اقامة المعارض لهم، فالفنان يسلم اعماله للقاعة على ان تهتم القاعة بكل تفاصيل المعرض من طبع الكارت الخاص بالأعمال والترويج، ومن ثم شراء ثلاثة الى اربعة اعمال من التي عرضت في المعرض، ويرافق المعرض نشاط فني، مثلاً عزف موسيقى او قراءة قصائد شعرية، لكن هناك قضية مهمة وهي ان القاعات لا تتعامل مع أي فنان، الا اذا كان معروفاً وله قيمته الفنية ومكانته وله تجربة ناضجة في ساحة الفن التشكيلي، للحفاظ على الحركة التشكيلية العراقية لتكون بمستوى عالمي، من هذا التحكيم أصبح الفنان العراقي فناناً عالمياً له مكانته في المحافل العالمية، لذا فالكثير من الفنانين اخذوا حظهم في العراق قبل ان يأخذوا مكانتهم الفنية في العالم، وعندما انطلقوا الى الخارج وجدوا ان هناك من يحتضنهم لأنهم حققوا شهرة كبيرة في المعارض العراقية.
اما عن القاعات التي غابت عن الذاكرة الفنية فقال: كانت لدينا قاعة الرواق وتعاقب على ادارتها الفنانة الراحلة ليلى العطار، والفنان موفق الخطيب، وحياة جميل حافظ، وتقع قرب نادي العلوية(حاليا)، وهي من ارقى واجمل القاعات في العراق، يتنافس عليها الفنانون، ومن يقام له معرض فيها فهو محظوظ، لأنها مرتبة لها شهرة ومكانة فنية واعلامية ،اضافة الى موقعها المهم وسط العاصمة بغداد، وقاعة الرشيد التي فتحت في الثمانينيات من القرن الماضي ادارها في البداية الفنان وائل المرعب، ثم الفنان لؤي غنام، وقاعة بغداد قرب بريد حيفا اقيمت فيها معارض شخصية وجماعية ، وقاعة التحرير وتعود الى دائرة الاعلام الداخلي في وزارة الثقافة، وتقع قرب بناية وزارة الاعلام سابقاً في الباب الشرقي ، واديرت من قبل فنانين من دائرة الفنون التشكيلية، اقيمت فيها معارض شبابية فقط ، وقاعات اخرى اهلية مثل الاناء وهي من القاعات المهمة كان يشرف عليها احمد الخفاجي توفي فيها، واذكر مرة جاء امير قطر واشترى كل الاعمال التي فيها، وقاعة دجلة ايضا كانت من افضل القاعات الاهلية واينانا للفنان جميل حمودي وقاعة شداد عبد القهار ، وقاعة الاورفلي للفنانة وداد الاورفلي وهي اول قاعة اهلية في بغداد كانت لها نشاطاتها المتعددة، وقاعة الحيدري للفنانة فائزة الحيدري وكانت تقام فيها دورات ومعارض وآخر معارضها كان للفنان خالد الرحال.
وقاعات اخرى أفلت وغابت عن الذاكرة في مشهد لن يعود ابداً.