خارج اسوار التحزب !

تنشط الغرف المغلقة داخل الاحزاب والكيانات السياسية باجتماعات تشاورية لاجل التنسيق بين الطامحين لتشكيل الكتلة الاكبر والفوز بمقاعد الاغلبية داخل قبة البرلمان واذا كانت مثل هذه الاجتماعات جزءا من الحراك السياسي لاستكمال الاستحقاقات الدستورية وصولا الى تشكيل الحكومة الجديدة وانعقاد الجلسة الاولى من جلسات مجلس النواب الجديد فان الاهم من هذه الاستحقاقات الالتفات الى المتغيرات في الشارع العراقي والاقتراب اكثر من هموم ملايين العراقيين الذين لم يعد لديهم اهتمام كبير باخبار التحالفات بين الاحزاب بقدر الاهتمام الذي يولونه للاجراءات المنتظرة لتحسين مستوى المعيشة وتقديم الخدمات في المحافظات والاقضية والنواحي وتوفر الدواء والاهتمام بمستقبل الشباب العراقي الذي تضاعفت اعداد العاطلين في وسطه وضاقت السبل امامه من اجل تأمين حاجاته الضرورية ومايردنا من اخبار حول الاجتماعات واللقاءات بين زعماء الاحزاب والكتل وممثليهم يبعث على الخيبة ويزيد مشاعر الخذلان فالتصريحات المتوالية تتحدث عن تكرار سيناريو الانتخابات السابقة بالاجتهاد وعدم التفريط باية فرصة للفوز بالمناصب التنفيذية واقتسام المصالح والامتيازات في الوزارات والهيئات المستقلة وتوزيع الادوار واخذ العهود بتبادل المنافع وهناك حديث عن اتفاقات سرية تسعى لها قيادات حزبية رفيعة يجري الاعداد لها لترتيب اتفاقات مع الاحزاب والكتل السياسية في اقليم كردستان لضمان تأييدها في فوز مرشحين لمنصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس مجلس النواب كل تلك النوايا وكل هذا الحراك يعيد للمشهد العراقي مظاهر البؤس ويكرس لنهج المحاصصة سيء الصيت ويعزز من قناعة المواطن العراقي بعدم جدوى اية انتخابات تشريعية في العراق مع بقاء هذا النهج ومع اصرار رموز سياسية مجربة على الانفراد بالمقررات في غرف مظلمة وتفضيل المسارات الفئوية والحزبية الضيقة على حساب المسارات الوطنية التي يمكن من خلالها الوصول الى حلول تنقذ العراق من واقعه وتفتح ابواب الامل نحو التغيير المنشود وتغلق ابواب الفساد والتكالب الحزبي على المناصب في الوزارات والمؤسسات المختلفة من هنا لابد ان يكون هناك صوت قوي وكتلة قوية معارضة تفضح الطامعين وتتمسك بالرفض السياسي للنهج المنحرف يلتف حولها من لايريد الانضمام لجوقة المحاصصة ومن يريد الاصلاح والخير لهذا الشعب المظلوم.
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة