اربيل ـ الصباح الجديد:
تلقى مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، امس الاثنين، اتصالا هاتفيا من جوزيف بايدن نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، الذي أعرب عن شكره وإشادته بانتصارات البيشمركة في جبهات القتال، مشيرا الى ضرورة «تسوية جدّية» للازمة العراقية.
واكد بايدن في اتصاله الهاتفي «دعم ومساندة بلاده لاقليم كردستان في مواجهة الإرهابيين». وفيما يتعلق بالعملية السياسية في العراق، أعرب عن أمله في «أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة في جو من الثقة وعلى أسس صحيحة ومعالجة المشكلات كافة «.
وكان جو بايدن قد طرح عام 2004 مشروعا فدرالياً في العراق، وصفته الاوساط السياسية العراقية بانه نواة لتقسيم العراق الى مناطق شيعية وسنّية وكردية، على خلفية تعمق الازمة السياسية في البلاد.
وكتب بايدن في مقال نشره في صحيفة (واشنطن بوست) يوم الجمعة الماضية أنه يقترح «نظاماً فدرالياً فعالاً» كوسيلة لتجاوز الانقسامات التي يشهدها العراق.
و قال في مقالته أن خطة من هذا القبيل «ستؤمّن تقاسماً عادلاً للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محلياً مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد الدولة الإسلامية، وفي الوقت ذاته تضمن حماية وحدة العراق وسلامة أراضيه».
وأضاف أن «الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم التأهيل وغيره من أشكال المساعدة بموجب اتفاقية الاطار الاستراتيجي من أجل إنجاح هذا المشروع». كما دعا إلى «تسوية جدّية» من قبل جميع الأطراف في العراق، مضيفاً «لا يمكننا أن نرغب في ذلك أكثر من العراقيين».
ودعا بايدن العراقيين الى «التوحّد من أجل مجابهة التحدي المتمثل بـ (داعش)، مكرراً القول إن بلاده مستعدة لتعزيز دعمها للحليف العراقي في حربه ضد هذا التنظيم ولحضّ شركائها الدوليين على مواصلة تقديم مثل هذا الدعم أيضاً».
وقال بايدن في مقاله إن من شأن مشروعه «ضمان المساواة في الدخول بين كل المحافظات العراقية وتأسيس قوات امنية محلية لحماية السكان في المدن والبلدات وحرمان الدولة الاسلامية من حرية الحركة وحماية وحدة العراق الاقليمية.»
وحسب تقرير اميركي حديث، فان «طروحات السيد بايدن تبدو وهماً في واقع مضطرب أصبحت فيه النعرات الطائفية تتحكم في أوضاع العراق السياسية والاجتماعية، حتى بات من المتعذر تحقيق الاستقرار المنشود لهذا البلد»، كما يقول التقرير الذي اعده فريق عمل على ضوء زيارات اخيرة، قام بها بعض اعضاء الكونغرس الى بغداد.
ويشير التقرير الى ان المشكلات التي تعصف الآن بالعراق لا يمكن حلها وتجاوزها، من دون عزل طائفي يكون فيه لكل من السنة والشيعة والأكراد وضع سياسي وجغرافي ومعنوي في ثلاثة اقاليم مستقلة تجعل هذه الطوائف اكثر انسجاما مع عراق فيدرالي، يوسع دائرة الخيارات لكل طائفة، كما دعا جو بايدن منذ عام 2004.
وينتقد التقرير ابتعاد ادارة اوباما عن التدخل المفترض ان يكون في بلد ما زالت اكثر المشاكل فيه ناتجة عن وجود أميركي مباشر، امتد لما يقارب ثماني سنوات. وان هذا الابتعاد ترك تلك المشاكل تزداد سوءا، مما اعطى انطباعا بان واشنطن تركت هذا البلد في مهب الريح، من دون مسؤولية أخلاقية. ولا ينسى التقرير الإشارة التقليدية الى ما يسمى بـ»الحرب الأهلية المتوقعة». ويتواجد الان في بغداد وفد كردي للتفاوض بشأن تشكيل حكومة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، وقال مصدر من اجواء الاجتماعات ان «الوفد يحمل معه عدة ملفات منها المادة 140 وقانون النفط والغاز ودفع مستحقات قوات البيشمركة وموضوع قطع رواتب موظفي اقليم كردستان».
فيما قال النائب عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني عادل نوري في تصريح صحفي «يتألف الوفد من هوشيار زيباري عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، فرياد رواندوزي عن الاتحاد الوطني، جلال جوهر عن حركة التغيير، نجيب عبدالله عن الاتحاد الاسلامي، زانا روستاي عن الجماعه الاسلامية».
وتابع أن مطالب الوفد واضحة كالمادة (140) الدستورية وملف النفط والغاز وتفرعات هذا الملف كالتصدير وقيمته والجهة المشرفة على ذلك والبيشمركة وتجهيزهم ودفع مستحقاتهم، مضيفاً أنه هناك مطالب اخرى ومنها «ان يكون هناك حرية لاقليم كردستان بالتصرف بسمائه».
وكانت النائب عن كتلة دولة القانون عالية نصيف وصفت، مطالب التحالف الكردستاني التفاوضية لتشكيل الحكومة بـ»التعجيزية»، داعية الكتل السياسية الى «ترك المختلفات والاتفاق على المشتركات».