ناجية إيزيدية احتفلت بعيد ميلادها بيوم هربها من داعش تروي حكايتها

مشيتُ فوق أشلاء وجثث الدواعش بالموصل القديمة
نينوى ـ خدر خلات:

اقدمت ناجية ايزيدية من اهالي قضاء سنجار على اقامة حفلة عيد ميلادها في يوم نجاتها من قبضة داعش الارهابي، وروت لـ “الصباح الجديد” جزءا من معاناتها في اثناء وجودها بقبضة داعش، وكيفية هربها، فضلا عن الحديث عن كيفية وقوعها بالأسر في اثناء اجتياح سنجار في الثالث من آب/ اغسطس عام 2014.
حلا قاسم سيفيل، وقعت بقبضة داعش عندما كان عمرها 18 عاما تقريبا، وعادت لما تبقى من ذويها وعمرها 22 عاما.
عن سبب احتفالها بعيد ميلادها في الذكرى الاولى لنجاتها من قبضة داعش، قالت “قررت ان لا اقف بحياتي عند محطة خلاصي من داعش، لأنه على جميع العالم ان يعرفوا اننا نريد عودة مختطفاتنا لذويهن، واتمنى ان يكون الاحتفال المقبل بعد عودة جميع المختطفات الايزيديات”.
واضافت “الاول من تموز بات عيد ميلادي الحقيقي، فهو اليوم الذي نجوت به من قبضة داعش وجحيمهم الذي لا يطاق، لهذا اصررت على اقامته علما انه قبل غزوة داعش اقمت عيد ميلادي لمرات قليلة جدا”.
وعدّت حلا ان “هذه رسالة الى انحاء العالم كله، اريد ان اقول انه مضى 4 سنوات والمخطوفين الايزيديين ما زالوا بقبضة الدواعش ولم ينجوا جميعا، اريدهم ان يشعروا بنا، لان الذين تم خطفهم ليسوا فقط امي واختي وابي، بل انهم اقرباء لنا جميعا واريد ان اوضح للعالم، انه حتى في مخيمات النازحين جنوب الموصل يوجد حاليا مختطفات ايزيديات لكنهم يخافون ان يظهروا حقيقتهم، وانا من الناس التي كنت اخاف ان اكشف هويتي لان داعش ابلغوني وعرضوا علي صفحة في فيسبوك باسم الايزيديين وظهر انها صفحة مزورة، كانوا يقولون فيها ان الايزيديين يقتلون العائدات ولهذا شعرت بالخوف من انه قد يتم قتلي في حال عودتي لأهلي او محاولة هربي، علما انه اذا بقيت عند داعش فهذا يعني ان استمر بالعيش في الجحيم، لكنني قررت ان اعود لأهلي، لان الموت على يد الايزيديين افضل لي من الموت بين الدواعش مليون مرة”.
هربتُ من حي المكاوي بالموصل القديمة
وتروي حلا جانبا من قصة يومها الاخير قبل الهرب وتقول “كنت في منطقة المكاوي بالموصل القديمة، وبقي فيها الدواعش وعائلاتهم، في اثناء معركة تحرير الموصل، اتذكر حينها انقطاع الطعام والشراب علينا، ولم يعد هنالك شيء نأكله، ولم يكن هنالك سوى القصف والضرب، وطبعا كان خوفي من القصف قد تلاشى لانه خلال 3 سنوات عايشت الاهوال ورأيت رؤوسا مقطعة وكنت ارى جثث عناصر داعش واشلاءهم وامشي فوقها بلا اي خوف لان قلبي مات لقد رأيت كل شيء مرعب”.
ونوهت الى انه “سبق انها حاولت الهرب لثماني مرات، وجميع محاولاتي فشلت، وكانوا يقبضون علي ويعذبوني بأساليب مختلفة، رأيت الموت بعيني حينها”.
واستطردت بالقول “في يوم هربي من حي مكاوي، اندلع قتال قوي، كنت مع عنصر داعشي سعودي لقبه الجزراوي، كان قد اشتراني وتزوجني، وخرج للقتال وكانت الساعة بحدود الرابعة والنصف فجرا، بقيتُ بعده لنصف ساعة وانا احاول ان اكسر الباب بأنبوب معدني (بوري) لانهم عندما كانوا يغادرون كانوا يقفلون الابواب ويقولون لنا ان هنالك كاميرات داخل البيت شغالة وترصد الحركات، حتى اذا خرجنا لأي امر يعرفون بذلك على وفق مزاعمهم”.
وتابعت “كسرت الباب وخرجت وانا ارتدي الخمار، وحاولت ان امشي بشكل طبيعي لان من يركض حينها كان الناس يعرفون انه لديه شيء ما، وهذا بسبب الخبرة التي اكتسبتها، فمشيت بروية وبثقة وكانت الساعة الخامسة فجرا واستمريت بالمشي بحدود 3 ساعات، وانا لوحدي وكان هنالك اصوات قصف وضرب بعضها قريب والاخر بعيد”.
ولفتت حلا الى انها رأت “امرأة ترتدي خمار ايضا، سألتها اين وصلوا الكفرة (كنتُ اقصد الجيش) على اعتبار انني اهرب منهم وانني من انصار داعش، لأنني كنت اخشى ان تشك بأمري، فقالت لي انهم ما زالوا بعيدين في تلك المناطق، واشارت بيدها لمواقع تواجد الجيش العراقي، وهنا اكتشفتُ انني كنت اسير بالاتجاه الخاطئ، بل كنت ادور بحلقة على ما يبدو لانني اجهل ازقة الموصل فضلا عن الدمار الذي يمكنه ان يجعل الانسان لا يجد علامة مميزة، وهكذا رأيت انني كنت اهرب الى عمق الموصل حيث مناطق داعش وحيث كانت تهرب عائلاتهم وبضمنهم تلك المرأة نفسها، وليس باتجاه القوات العراقية”.
منوهة الى انه “فاضطررت للسير مع تلك المرأة بالاتجاه نفسه لبضع دقائق على سبيل التمويه، ثم تعمدت ان أتأخر بالمشي وابتعدتُ عنها قليلا، فدخلتُ في فرع اخر، وعدت ادراجي بالاتجاه الذي اشارت اليه تلك المرأة علما انني لا اعرف اسماء تلك المناطق، واستمريت بالمشي حتى بات صوت الاشتباكات قريبا نسبيا، فكان هنالك صوت قذائف تسقط وازيز الرصاص، فعلمت انني اقتربت من خط الاشتباكات، فاندفعت الى داخل احد المنازل وكان به عائلات نساء واطفال ورجال ويبدو انهم من المدنيين ويرغبون بالوصول للجيش العراقي”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة