أفق واسع ينفتح للعراق

كما ترون فانه لم يحصل انقلاب على حكومة السيد نوري المالكي بقيام الدبابات بالزحف على المنطقة الخضراء ومحاصرتها واذاعة البيان رقم واحد مثلما كان يحصل في الانقلابات التي توالت على العراق منذ ان اغتال انقلابيو شباط 1963 ثورة تموز 1958 واعدموا الزعيم عبدالكريم قاسم بطريقة وحشية واستولوا على السلطة ثم عودتهم اليها من جديد في العام 1968 وانما جرى انتقال  سلمي للسلطة تجلى في تنازل السيد نوري المالكي عن رئاسة الحكومة بقدر كبير من النبل والفروسية ليأتي رفيقه السيد حيدر العبادي ليقود العراق لولايتين الى المكانة التي يستحقها بوصفه دولة محورية في منطقة الشرق الاوسط .

بالتأكيد ان السيد حيدر العبادي سيجد نفسه امام تركة ثقيلة خلفتها الصراعات والحروب الكلامية الساخنة التي اشتعلت بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وادت الى حصول كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية عطلت بالتالي المجتمع العراقي عن أن يتقدم خطوة واحدة الى الامام في حين ان العالم يتقدم كل يوم الف خطوة الى الامام وبالنتيجة فقد خسر العراقيون زمناً طويلا جعلهم يبتعدون عن اسوار العالم الحداثي الذي صار اشبه بقرية كونية .

واليوم واذ صار العراق يقف على عتبة مرحلة جديدة من مراحل التحولات الجذرية تصبح الكتل والاحزاب السياسية امام امتحان مصيري لتبرهن بأنها تستحق ان تحمل اسم العراق وانها مستعدة للتخلي عن طموحاتها الشخصية في التسلق الطبقي والظفر بالهيبة الاجتماعية وتعمل بكل الصدق الاخلاقي للنهوض بالعراق من خرابه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي برغم اننا نعرف تمام المعرفة بأن السياسة والاخلاق لا يتماشيان معاً ولكن برغم هذه الحقيقة فعلى السياسيين العراقيين ان يعلنوا ثورتهم على الطلياني نيقولا مكيافيللي الذي اقام تلك الثنائية في كتابه الامير.

اجل ، فلا خيار امام السياسيين سوى بالثورة على انفسهم اولا ليثبتوا انهم عراقيون اباة وثانياً ليشمروا عن سواعدهم للعمل الجاد وقد انفتح افق واسع امام العراق والعراقيين نحو بناء مؤسسات الدولة المدنية على وفق اسس حضارية تقيم العدل وتوزع الثروة الوطنية توزيعاً عادلا وتضع الشخص المناسب في  المكان المناسب باتجاه تقليم اظفار البيروقراطية الفاسدة والقضاء على الفساد  الوظيفي والاداري الذي تولد في اثناء سنوات الحصار وباركه النظام الدكتاتوري لادامة حكمه الذي خصصه للحروب والمغامرات العنترية وكان السبب المباشر لكل هذا الخراب الذي حل بالعراق والعراقيين .

العراقيون يستحقون العيش  برفاهية وعزة غداة سنوات من الحرمان والفاقة وهم يعيشون في وطن يستلقي على بحيرات من النفط والغاز وانها لجريمة يرتكبها كل من لا يعمل من اجل العراق والعراقيين ويعمل لادامة هذا الافق الواسع الذي انفتح امامهم .

 

صادق باخان 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة