مع بدء عودة آلاف النازحين إلى منازلهم في المحافظة
متابعة ـ الصباح الجديد:
بدأ المسلحون في درعا بتسليم سلاحهم الثقيل الى الجيش السوري، وساد الهدوء معظم مناطق جنوب غربي سورية، وكان تصعيد العمليات العسكرية في محافظة درعا جنوبي سوريا قد أدى إلى نزوح أكثر من 270 ألف شخص خلال الأسبوعين الأخيرين وفقا للأمم المتحدة.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية، توجه 70 ألفا منهم إلى الحدود مع الأردن، حيث يقيم معظمهم في أراض قاحلة ومن دون تلقي أي مساعدات إنسانية. وميدانيا، باتت قوات النظام السوري تسيطر على نحو 59% من محافظة درعا، فيما تستمر المفاوضات لإجراء اتفاقيات «للمصالحة»، وسط انقسامات بين الفصائل المعارضة.
أشارت الأمم المتحدة إلى أن التصعيد العسكري في جنوب سوريا خلال الأسبوعين الماضيين دفع أكثر من 270 ألف مدني إلى النزوح، في وقت تواصل قوات النظام بدعم روسي تضييق الخناق على الفصائل المعارضة لدفعها إلى الاستسلام في محافظة درعا.
وقال الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن محمد الحواري إن عدد النازحين «تجاوز 270 ألفا في وقت قياسي»، مضيفا «نحن أمام أزمة إنسانية حقيقية في جنوب سوريا».
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، توجه 70 ألفا منهم إلى الحدود مع الأردن، حيث يقيم معظمهم في أراض قاحلة ومن دون تلقي أي مساعدات إنسانية.
مع بدء عودة آلاف النازحين إلى منازلهم في محافظة درعا، غداة الإعلان عن الاتفاق بين الفصائل المسلحة والجانب الروسي الذي يبدأ بوقف النار، تليه عودة النازحين، فيما سيطرت قوات النظام على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وأعلنت البدء بتأهيله لإعادة افتتاحه بعد إغلاق دام ثلاث سنوات.
والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في العاصمة الروسية ، وناقش الجانبان وضع البلدات المتاخمة لحدود الجولان المحتل، ليشملها الاتفاق الذي أُعلن إبرامه الجمعة الماضية، والذي سيُمكن النظام السوري من السيطرة على الشريط الحدودي كاملاً مع الأردن.
وأفيد بأن قوات النظام عمدت إلى تأمين طريق دمشق – عمان الدولي بشكل كامل، وباشرت الآليات بإزالة الحواجز والسواتر الترابية. وقال قائد عسكري ميداني في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن «الجيش السوري يقيم نقاطاً عسكرية على طول الطريق الدولي الذي بات آمناً بعد دخول بلدات نصيب وأم الميادن في عملية المصالحة»، لافتاً إلى أن «جرافات الجيش تزيل السواتر الترابية التي أقامها مسلحو جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها».
وأضاف أن «الجيش السوري استعاد معبر نصيب بعد تنفيذ عملية التفاف، لتدخل بعد ذلك البلدات المجاورة في عملية المصالحة».
بالتزامن، شاركت فصائل من القنيطرة والريف الشمالي الغربي لدرعا، المتاخمتين لحدود الجولان المحتل، في اجتماع عقده الروس الاسبوع الماضي مع فصائل الجنوب للبحث في آليات «تنفيذ اتفاق الجمعة»، في مؤشر إلى إمكان توسيع نطاقه ليشمل كل الحدود الجنوبية لسورية.
وأكدت مصادر في المعارضة أن المرحلة التالية لتسليم معبر نصيب تتضمن «تسليم قوات شباب السنة بقيادة أحمد العودة المناطق الخاضعة لسيطرتها من غرب السويداء حتى المعبر إلى النظام، وتسليم غرفة عمليات البنيان المرصوص المناطق الممتدة من نصيب حتى خراب الشحم جنوب غربي مدينة درعا، وفي المرحلة الثالثة يبسط النظام سيطرته على المناطق من خراب الشحم حتى حوض اليرموك». وفي ختام هذه المراحل، يكون النظام استعاد السيطرة على كل حدوده مع الأردن، باستثناء جيب يسيطر عليه جيش خالد المبايع لتنظيم «داعش» الإرهابي، والذي يتمركز في مثلث الحدود الأردنية – السورية مع الجولان المحتل.
وفيما يُرجح أن يحسم اجتماع بوتين – نتانياهو الوضع النهائي للحدود المحاذية لهضبة الجولان المحتلة، لوّح الجيش الإسرائيلي بإمكان دخول قواته إلى المنطقة الفاصلة بين الأراضي السورية والإسرائيلية عند هضبة الجولان، في حال استمر توافد وصول اللاجئين السوريين الفارين.
ونقلت قناة «كان» الإسرائيلية الرسمية عن مصدر أمني في الجيش الإسرائيلي قوله: «لا يُستبعد دخول المنطقة الفاصلة على الحدود السورية إذا ما ازداد ضغط اللاجئين السوريين الراغبين في الهروب إلى إسرائيل». وزاد: «لن يُسمح باجتياز السياج الأمني الحدودي».
وبمقتضى «اتفاق الجنوب»، وسّع النظام السوري من مناطق سيطرته بعدما استعاد خلال الأشهر الماضية كل المدن المتاخمة للعاصمة دمشق، وصولاً إلى ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، في حين تسعى «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ذات الغالبية الكردية وبدعم أميركي، إلى طرد تنظيم «داعش» من جيوب صغيرة يتمركز فيها، وإحكام سيطرتها على مناطق شرق الفرات، المقدرة بنحو 28 في المئة من مساحة سورية، وهي الأغنى مائياً وزراعياً بثروات النفط والغاز، في حين يتركز وجود القوات الأميركية في قاعدة التنف ومخيم الركبان (جنوب شرقي سورية)، قرب المثلث الحدودي مع الأردن والعراق.
كما عززت تركيا من نفوذها في الشمال السوري، المتاخم لحدودها، وتتمركز قواتها في عفرين وقرب منبج وجرابلس، وعبر فصائل موالية لها في تل رفعت وإدلب، وأجزاء من الريف الشمالي لمدينة اللاذقية.
أما تنظيم «داعش»، فانحسرت مناطقه في جيوب صغيرة الأول في حوض اليرموك (جنوب سورية)، وبقايا في شرق الفرات، وفي البادية السورية.
هذا وانضمت 13 بلدة على الأقل في درعا خلال اليومين الأخيرين، إلى اتفاقات «المصالحة»، آخرها مدينة بصرى الشام التي كانت تحت سيطرة فصيل معارض بارز هو فصيل «شباب السنة». وطالت اتهامات بـ»الخيانة» قائده أحمد العودة جراء قراره هذا.