أقامها المجلس الدولي للبحوث والمبادلات IREX
البصرة – سعدي السند :
احتضن قصر الثقافة في البصرة ورشة عمل أقامها المجلس الدولي للبحوث والمبادلات IREX في إطار برنامج المهنيين الامريكيين الزائرين تحت رعاية السفارة الأميريكية في بغداد وهي جلسة تطبيقية تفاعلية في موضوع صناعة الأفلام وصناعة الرسوم المتحركة حضرها متخصصون ومثقفون ومبدعون بصريون القى خلالها السيد ( DUVID ANDRADE ) محاضرة في هذا الأطار رافقتها عروض لمجموعة من أفلام الكارتون من بلدان العالم ومنها اول فيلم كارتوني تمت صناعته وتخللتها حوارات ومناقشات ومداخلات من الحضور.
مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة عبد الحق المظفر القى كلمة قصيرة في بداية الجلسة أثنى فيها على اقامة هذا النشاط المشترك في رحاب القصر مشيرا الى أن هذا النشاط يعد خطوة مهمة لتبادل المعلومات التخصصية في المجالات العلمية والثقافية ومنها صناعة الأفلام الكارتونية وضرورة تعريف الجمهور بكيفية صناعتها والأعداد لها والفترة التي يستغرقها الفيلم الواحد …
بشكل عام أوضح المحاضر DUVID ANDRADEhglphqvm تفاصيلها وهي كما هو معروف من تسمية ((Animation وهو التعبير المتفق عليه عالمياً على تسميتها الآن بعدما كانت قد إشتهرت بالـكارتون في القرن العشرين، والرسوم المتحركة تُعرف بأنها مجموعة من الصور المتسلسلة المرسومة أو الملونة أو المنتجة بأي طريقة فنية أخرى والتي تتغير مع الزمن لخلق إحساس بصري بالحركة.
ويؤكد المهتمون بشأن افلام الكارتون بأنه وكخطوة تعد تطوراً نسبياً في فن الرسوم المتحركة تم ابتكار أجهزة متنوعة في الفترة الزمنية التي سبقت فكرة (فيلم الكارتون) وهي أجهزة تعرض متتابعة لصور بطريقة أو بأخرى لتصنع صورة متحركة، أجهزة صنعت للترفيه والامتاع أو لإخافة الناس أحياناً، وكان أغلبها للاستعمال الفردي مما يجعلها أقرب لأن تكون ألعاباً من أن تعد آلات لعرض الصور المتحركة كما سيظهر لاحقاً في هذه الصناعة، ومعظم هذه الأجهزة لا يزال يصنع منها حتى الآن ليتعرف من خلالها الطلبة على أساسيات فن الرسوم المتحركة ومنها الفانوس السحري والتامتروب وفيناكيستوسكوب وزويتروب وبراكزينسكوب.
بعد كل هذه المحاولات السابقة على مر العصور لصناعة رسوم متحركة تم تسجيل أول محاولة لفيلم رسوم متحركة، وهو الرسم المسحور عام 1900، وأخرجه ج. ستيوارت بلاكتون، ثم أتبعه بأول فيلم كارتون كامل وهو أطوار فكاهية لوجوه طريفة عام 1906، وبسببه يعد الأب المؤسس للرسوم المتحركة الأميريكية، أما عن أوروبا فقام الفرنسي إميل كول بعمل أول فيلم كارتون هناك والذي عُرف بـFantasmagorie عام 1908، وكان هذا النوع من الأفلام الأولية يظهر بخلفية سوداء نتيجة رسم كل إطار ثم وضعه على شريط النيجاتيف السينمائي.
بعد ذلك بنى رسام الكاريكاتير والصحفي وينسور مكاي على من سبقوه، وقام بتجميع فريق من الرسامين لعمل رسومات أكثر حيوية تتمتع بخلفيات وتفاصيل أكثر من تجارب السابقين، ونجح في إخراج ثلاثة أفلام كارتون ناجحة وهم نيمو الصغير عام 1911، والديناصور جريتي عام 1914، وغرق وستيانا عام 1918 .
وخلال الأعوام العشرة الأولى من القرن العشرين وفي تطور سريع أصبحت صناعة أفلام الرسوم المتحركة والتي عرفت وقتها بالـ»كارتون» صناعة في حد ذاتها، وكثر إنتاج الأفلام القصيرة منها وعرضها في صالات السينما وكان أكثر المنتجين نجاحاً في هذه الفترة هو جون راندولف براي والذي بالتعاون مع الرسام إيرل هرد تُنسب إليهم صناعة أفلام الكارتون الكلاسيكية.
وفي عام 1920 ابتكر أوتو ميسمر من استديوهات بات سوليفان شخصية القط فيلكس وتم توزيع أفلامها بشكل ضخم، وجذبت الكثير من الجمهور وكان فيلكس أول كارتون يتم توزيعه تجارياً.
وتواصلت عمليات التطور في صناعة افلام الكارتون ويؤكد المتخصصون ان أفلام الرسوم المتحركة الأميركية هي الأشهر عالمياً في القرن العشرين لتنوعها الكبير وقدرتها الكبيرة والناجحة للغاية في التوزيع عالمياً، ولكن ذلك لا ينفي محاولات دول أخرى في دخول هذه الصناعة.
وقد تبيّن خلال محاضرة السيد ديفد ان صناع الفيلم الكارتوني الذي نشاهده الآن او الأفلام الكارتونية التي شاهدناها سابقاً تعدّ صناعتها أصعب بكثير من الأفلام السينمائية الأخرى لأسباب متعددة حيث تستغرق بعض المشاهد الكارتونية عدة أشهر لإنجازها.
البصرة : ورشة عمل عن صناعة الرسوم المتحركة
التعليقات مغلقة