تصدياً لتوترات تجارية محتملة مع واشنطن
متابعة الصباح الجديد:
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين، إن الصين تعهدت بشراء «كميات ضخمة» من المنتجات الزراعية الأميركية، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى في شأن التعهدات المزمعة من بكين عقب محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين أجريت الأسبوع الماضي.
وكتب ترامب في سلسلة من التغريدات على «تويتر»: «تجارة عادلة، أكثر، ستتم مع الصين!». وجاءت التغريدات بعد يوم من إعلان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين تجميد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
من جهة ثانية، ضغط ترامب على الصين لتبقي حدودها مع كوريا الشمالية محكمة قبل قمة مرتقبة في حزيران المقبل مع الزعيم الكوري الشمالي تهدف إلى نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر»: «ينبغي على الصين أن تبقي قوية وتحافظ على الحدود محكمة مع كوريا الشمالية لحين التوصل لاتفاق. المقصود هو أن الحدود في الآونة الأخيرة أصبحت هشة أكثر ومر عبرها الكثير. أريد لذلك أن يحدث وأن تكون كوريا الشمالية ناجحة جداً لكن ليس قبل التوقيع!».
وقالت وزارة الخارجية الصينية أمس الاثنين إن الصين لا تريد توترات تجارية مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما اتفق أكبر اقتصادين في العالم على التخلي عن تهديداتهما بفرض رسوم جمركية بينما يعملان على اتفاق تجاري أوسع نطاقا.
أدلى المتحدث باسم الوزارة لو كانغ بهذه التصريحات خلال إفادة صحفية دورية.
وأثنت وسائل إعلام حكومية صينية أمس الاثنين على تراجع كبير في التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وقالت إن الصين متمسكة بموقفها وإن البلدين لديهما إمكانية كبيرة لتعاون تجاري مفيد للطرفين.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الأحد إن أكبر اقتصادين في العالم اتفقا على التخلي عن التهديدات المتبادلة بفرض رسوم في الوقت الذي يعكفان فيه على اتفاق تجاري أوسع.
وفي اليوم السابق، قالت بكين وواشنطن إنهما ستواصلان محادثات بشأن إجراءات لزيادة واردات الصين من الطاقة والسلع الزراعية الأولية من الولايات المتحدة لخفض العجز في تجارة السلع والخدمات بين البلدين البالغ 335 مليار دولار سنويا.
وقالت صحيفة تشاينا ديلي الرسمية إن بإمكان الجميع تنفس الصعداء بعد تراجع الحرب الكلامية، ونسبت إلى كبير المفاوضين الصينيين ونائب رئيس الوزراء ليو خه قوله إن المحادثات أثبتت كونها ”إيجابية وعملية وبناءة ومثمرة“.
وقالت الصحيفة الناطقة بالإنجليزية في مقال افتتاحي ”على الرغم من كل الضغط، فإن الصين لم ’تنحن‘، مثلما لاحظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب. بل تمسكت بموقفها وابدت دائما رغبتها في التفاوض“.
وقالت ”يعني مشاطرة الولايات المتحدة (الصين) هذه الرغبة في نهاية المطاف أن الجانبين تفاديا بنجاح المواجهة المباشرة والتي بدت في مرحلة ما محتومة“.
وخلال جولة أولية من المحادثات هذا الشهر في بكين، طلبت الولايات المتحدة أن تقلص الصين فائضها التجاري بواقع 200 مليار دولار. ولم تتم الإشارة إلى اي رقم في بيان مشترك للبلدين يوم السبت.
لكن بعض المحللين في بكين يحذرون من أن التوتر التجاري سيستمر، وإن الصين يجب أن تستعد للمزيد من التحركات بشأن التجارة من جانب إدارة ترامب.
في السياق، سجل الدولار أعلى مستوى في خمسة أشهر بعدما أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الاتفاق على تعليق التهديدات المتبادلة مع الصين بفرض رسوم على الواردات.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسة، متجاوزا مستوى 94 لأول مرة منذ أواخر كانون الأول 2017.
وارتفع الدولار في الأسابيع الأخيرة في حركة مفاجئة للأسواق، ليزيد 5.4 بالمئة في حين يزيد قليلا عن شهر. وهذا أكبر مكسب للعملة الأميركية منذ الربع الأخير من 2015 حين كان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) يستعد لأول زيادة لأسعار الفائدة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
ودفع تحسن الاقتصاد الأميركي مجلس الاحتياطي الاتحادي لرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من البنوك المركزية الأخرى التي أحجمت عن إنهاء سياسة الدعم المقدم لاقتصاداتها. وأثر ذلك على أسواق العملة لاسيما بالنسبة لليورو والجنيه الاسترليني.
ونزل اليورو نصف بالمئة خلال اليوم إلى 1.1724 دولار، إذ امتد الاتجاه النزولي للسندات الإيطالية إلى أسواق السندات الأخرى بالدول الواقعة على أطراف أوروبا.
وهبط الاسترليني نصف بالمئة إلى 1.3412 دولار، وهو أقل مستوى منذ 28 كانون الأول، مع ترقب الأسواق بيانات هذا الأسبوع قد تحدد ما إذا كان بنك انجلترا المركزي سيرفع أسعار الفائدة هذا العام.