كهل إيزيدي يكشف بعد خلاصه من “داعش”: اضطررتُ لشرب بولي

جعلونا نشتُم ديانتنا وفوهات مسدساتهم مصوّبة لرؤوسنا
نينوى ـ خدر خلات:

كشف كهل إيزيدي من أهالي قضاء سنجار، يبلغ عمره حاليا 88 عاما، على أنه اضطر لشرب بوله لمدة عشرة أيام أبان احتجازه من قبل عصابات داعش الإرهابية، مبينا ان بعض عناصر التنظيم المتطرف أجبروه ومحتجزين آخرين على شتم الديانة الايزيدية ومعتقداتها بينما كانت فوهات المسدسات مصوبة لرؤوسهم، مع إجبارهم على أداء الصلوات بعد إشهار إسلامهم قسرا.
وقال الباحث الايزيدي، داود مراد ختاري، المختص بتدوين قصص الناجين الايزيديين من قبضة داعش الارهابي، ان “كهلا ايزيديا من قرية تل قصب (15 كلم جنوبي سنجار) من مواليد 1927 وبسبب اعاقة يعانيها، اضطر للبقاء في بيته مع زوجته في اثناء اجتياح عصابات داعش لمناطقهم، فيما ارسل اولاده وزوجاتهم واطفالهم باتجاه مركز سنجار ومنها الى الجبل للبحث عن طريق للخلاص”.
واضاف في حديثه لـ “الصباح الجديد” ان الكهل الايزيدي وقع بايدي الدواعش، الذين قتلوا فور دخولهم للقرية مواطنين ايزيديين يعملان بالسلك الصحي ممن اضطروا ايضا للبقاء ببيوتهم”.
ونقل ختاري عن الكهل الايزيدي (أ ي أ) قوله “عقب ذلك وعلى الفور قامت زوجتي بنقلي الى دار جاري، الذي كان يعاني ايضا من اعاقة في قدميه، بعد ذلك بنحو نصف ساعة حضرت مجموعة من عناصر تنظيم داعش الذين كانوا يرتدون الزي الافغاني وشعورهم ولحاهم طويلة ويتحدثون اللغة العربية وقد جلبوا ستة من ابناء الديانة الايزدية تعرفت على اثنين منهم وهم من اهالي قريتنا وآخر من قرية تل بنات المجاورة، وحينها ارغمنا عناصر تنظيم داعش على اعتناق الاسلام حيث امرونا على اداء الشهادة بـ (اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله) وأمرونا بقراءة القرآن وأداء الصلاة إلا انهم تركوني وشأني كوني اعاني من اعاقة وغير قادر على اداء الصلاة الاسلامية التي تتطلب القيام والقعود”.
وبحسب (أ ي أ) فانه “بعد مضي نحو خمسة عشر يوماً هرب مواطنان ايزيديان مع أربعة آخرين من اقربائهم من القرية باتجاه جبل سنجار، لكنني بقيت مع زوجتي وبعض الرجال المسنين والمعوقين محتجزين في القرية لنحو شهرين، ثم اقلوني مع الرجال الى قرية كوجو وابقوا على زوجتي (والتي كانت المرأة الوحيدة التي بقيت في القرية) في قرية (تل قصب) واجهل مصيرها منذ ذلك الوقت ولغاية تاريخ اليوم”.
منوها الى انه “في هذه الفترة كان عناصر التنظيم يحتجزون في قرية كوجو ثلاثة آلاف وستمائة شخص من ابناء الديانة الايزيدية، واحتجزونا معهم في تلك القرية التي يحيط بها العشرات من عناصر تنظيم داعش المسلحين بأسلحة رشاشة، وكانوا يرغمون الرجال على اداء الصلاة جماعة، وقراءة القرآن ويأخذون الفتيات الباكرات الى جهة مجهولة ولا يعيدوهن مجدداً”.
ومضى بالقول “في احد الايام قاموا بجمعنا وأمرونا واحدا تلو الآخر على سب وإهانة معتقداتنا وبالإكراه بعد ان كانوا يضعون فوهات مسدساتهم على رؤوسنا وهددوا بقتل كل من يمتنع عن تنفيذ ما طلبوه منا، علما ان مواطنين ايزيديين اثنين امتنعا عن تنفيذ امرهم بسب المعتقدات الايزيدية، الامر الذي ادى الى اقدام احد عناصر التنظيم على اطلاق النار على رأس كل واحد منهما وارداهما قتيلين على الفور وعلى مرأى من جميع الحاضرين، مما أثار الرعب في نفوس الحاضرين واضطر البقية لتنفيذ أوامرهم، ثم اخذوا الرجال الى احد المنازل الذي اتخذوه مسجداً لأداء الصلاة الاسلامية”.
ويستطرد الكهل الايزيدي (أ ي أ) بالحديث ويقول “بعد مضي نحو شهر على احتجازي في تلك القرية، قام عناصر التنظيم باخذ جميع الاسرى من الرجال والنساء والأطفال الى جهة مجهولة، ووضعوني بمفردي راقداً في الفراش داخل احد المنازل في تلك القرية التي لم يبق فيها سوى الحراس من عناصر التنظيم بعد ان قاموا بإعطائي رغيفين من الخبز وقنينة ماء فيها نحو لترين، وبعد اربعة ايام نفدت المياه وكنت أستنجد واطلق نداءات من الجوع والعطش من دون جدوى، مما اضطررت بعد ذلك الى التبول في قنينة الماء التي كانت بحوزتي كل مرة وكنت اشربه واستمر ذلك لنحو عشرة أيام”.
واستدرك بالقول “لكن في اليوم الحادي عشر سمعت أصواتاً في الخارج وبدأت أصرخ واستنجد الى ان حضر 4 من عناصر التنظيم الى الغرفة التي كنت فيها وتوسلت اليهم لقتلي او نقلي الى حيث يحتجزون ابناء الديانة الايزدية، ومن ثم قام اثنان منهم بحملي ووضعوني في الحوض الخلفي من سيارتهم واقتادوني الى قضاء تلعفر وأخذوني الى قرية كسر المحراب حيث كانوا يحتجزون نحو اربعة ألاف من ابناء الديانة الايزدية هناك من بينهم ابنتي (ع) المتزوجة وأفراد اسرتها وكان عناصر التنظيم قد اختطفوها منذ تاريخ الحادث”.
مشيرا الى ان ابنته “أخذتني الى المنزل الذي تسكنه مع افراد اسرتها في ظل الاقامة الجبرية في قرية كسر المحراب وبعد نحو 15 يوماً تم نقلنا جميعاً الى مدينة الموصل واحتجزونا في مبنى مكون من ثلاثة طوابق كان على شكل قاعات يقع في منطقة الغابات بالقرب من شلالات الموصل، وهناك ايضا فرضوا على الرجال اداء الصلاة وكانوا يأخذون كل يوم مجموعة من الفتيات والنساء ويقتادوهن الى جهة مجهولة”.
ومضى بالقول “وبعد مضي نحو 25 يوماً اقتادونا الى منطقة تابعة لقضاء تلعفر اجهل اسمها وفرضوا علينا الاقامة الجبرية في منازل هناك كانت مهجورة من سكانها، وبعد مضي 15يوما تمكنت ابنتي وإفراد اسرتها من الهرب من تلك القرية علما انها متواجدة حاليا في المانيا، وبعد هربها بنحو 15 يوما قام عناصر التنظيم بنقلي مع بعض العجزة المسنين والمعوقين والمرضى من المحتجزين لديهم الى منطقة الحويجة، واخبرونا انهم سيطلقون سراحنا واحتجزونا 4 ايام في مبنى في قضاء الحويجة وبتاريخ 24/4/2015 اقتادونا من هناك الى محافظة كركوك وأطلقوا سراحنا بالقرب من منطقة كانت قوات البيشمركة مرابطة فيها وغادروا المكان ثم قام اناس خيرون من اولئك العجزة بوضعي في عربة صغيرة واتجهوا بي نحو قوات البيشمركة الذين استقبلونا واقلونا الى محافظة دهوك حيث اسكن حاليا مع اولادي المذكورين اعلاه في مخيم شاريا للنازحين ومازالت زوجتي مجهولة المصير”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة