أبو تمام.. يشرق في ربيع مدينته من جديد

عقد اتحاد أدباء نينوى مهرجان أبي تمام في دورته الخامسة للمدة 12 – 14 نيسان 2018، بدعوة نخبة طيبة من أدباء الوطن، وبحضور مميز من اتحاد ادباء المركز.
من المهم جدا انعقاد المهرجان في هذا الوقت، بعد تحرر المناطق التي سقطت فريسة بيد الإرهاب الداعشي، ومقارعة الموت بقيم الحياة، والشعر أولها، وذلك خير علاج لتأهيل المجتمعات.
وفي الحديث عن رعاية المهرجان فإن اتحاد الأدباء كان ومازال متوخيا الطرق السليمة في استحصال الدعم المادي من الجهات التي تمثل الدولة العراقية مركزيا ومحليا، ومحتفظا بالمضمون الإنساني والثقافي العام والرصين في تقديم أصوات الحرية والسلام.
فالاتحاد يتعامل مع المال الداعم بوصفه مالاً عاماً يخرج من ميزانية الدولة العراقية للأدب الخالص، بغض النظر عن الشخصيات التي تقف وراءه، سواء أكانت مرشحة انتخابيا أم غير ذلك، فالأدباء لم ولن يكونوا أداة للترويج قط، فهم خلاصة وعي الوطن، وما سوق الاتهامات وركوب موجة الموقف الشخصي إلا محاولة لتسطيح الرؤية العميقة للأدب والأدباء.
اتحادنا لا يدافع عن شخص أو جهة قدر ما يدافع عن أحقيته في عقد مهرجاناته وفي كل الأوقات، وبدعم حكومي وعراقي من مخرجات سليمة، تاركاً أمر إدانة الجهات إلى القضاء العادل، فهو خير من يتثبت ويقرر.
ولا يفوتنا هنا أن نشكر اتحاداتنا في المحافظات وأدباءنا والجهات الثقافية الفاعلة، فكلهم أسهموا ومازالوا يسهمون في إقامة النشاطات الأدبية، فمن مهرجان المربد المدعوم من الحكومة المحلية لمحافظة البصرة ووزارة الثقافة، إلى مهرجان بابل للثقافات الذي شهد مشاركة مميزة من الشعراء، إلى مهرجان تامرّا الشعري بدعم من الحكومة المحلية لمحافظة ديالى، إلى أبي تمام الذي التقينا فيه
الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق-المركز العام، وبقلوب أديباته وأدبائه يدعم مهرجان أبي تمام، لأنه الرد الأكبر للخراب، والمعادل الجمالي لكل ما جرى من قهر سببه تهميش الفنون الأصيلة والعريقة. ان تصدح الحناجر في ربوع أم الربيعين، هو الرد لمدينة تكافح ضد السلب والموت والشبهات.
عمر السراي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة