سوق كوكجلي.. ملاذ الفقراء ومتوسطي الدخل

قد يكون بديلا مؤقتا لـ “باب الطوب” الشهير
نينوى ـ خدر خلات:

قد يتذكر العراقيون أنه قبل أكثر من عام، ذاع اسم “كوكجلي” مع بداية انطلاق عملية تحرير الموصل ضمن عمليات “قادمون يا نينوى”، لأنه كان من أول الأحياء التي تم تحريرها، كما تم نصب مخيم على أطراف كوكجلي على عجالة، لإيواء الهاربين من المناطق المحررة أو الساخنة حيث كان تنظيم داعش الإرهابي يستهدف المدنيين بنحو متعمد.
كوكجلي، التي كانت بالاصل قرية من المكون الشبكي، لكن التوسع العمراني في العقود الاخيرة جعلها ضاحية من ضواحي الموصل، بات اسمها يلمع مجددا بين الكثيرين من اهالي نينوى، حيث يقصدوها لانها شهدت ولادة سوق شعبي كبير يسمى سوق الجمعة في كوكجلي، والذي يمكنك ان تعثر فيه على اية حاجة منزلية او اية بضاعة ترغب بها.
يقول البائع ابو خزامى، وهو يعرض مختلف انواع الدواجن والطيور لمراسل “الصباح الجديد” هنا يمكن للمواطن ان يعثر على كل ما يريده، وهنا مثلا اسواق الطيور، وكما ترون مختلف اشكالها متوفرة وعمليات البيع والشراء تصل ذروتها بسبب الاقبال من مختلف مناطق الموصل لهواة هذه المهنة”.
اما الشاب الاربعيني، ابو حسين، شبكي من ناحية برطلة فانه يبيع اجهزة كهربائية منزلية مستعملة ويقول “بعتُ ثلاجة ومجمدة لمواطن قادم من ناحية حمام العليل الذي قال انه سمع بهذا السوق وبأسعاره الزهيدة”.
وبشأن مصدر بضاعته قال “هنالك عوائل ترغب بتجديد اجهزتها المنزلية وتبيع القديم الذي ما زال يعمل، وهنالك مصلحون يشترون اجهزة عاطلة يصلحونها ويعرضوها لدينا واذا تم بيعها سيكون لنا شيء من الربح فيها”.
الزحام على اشده في ساعات الصباح الاولى، اصوات البائعين، وخاصة اولئك الذين نصبوا مكبرات صوت تدعو المتسوقين لمعاينة بضائعهم، ابواق السيارات، وضجيج المارة، لكن الاجواء ربيعية تشجع المواطنين على التجول في هذا السوق الذي يكاد يختفي مع تخوم حي الانتصار وحي الخضراء، حيث يمتد سوق ثاني له وفيه تجد كل ما يمكن ان تبحث عنه.
احد الباعة ينادي على بضاعته التي كانت بمثابة تل من الملابس المستعملة ويقول “الى العمال والكسبة، تعالوا واشتروا اية قطعة ملابس بربع (250 دينار)” وفعلا كان هنالك من يفتش في تلك البضاعة ويشتري شيئا منها.
شتلات الفراولة والازهار الربيعية والصيفية تجدها بأبخس الاثمان، يقول عمر الجماس، الشاب الموصلي الذي يبلغ 17 سنة “ابيع شتلات الازهار والفواكه كل جمعة ومنذ شهر تقريبا، احضر معي نحو 30 شتلة وقبل الظهيرة اكون قد بعتها جميعا، حيث ادفع الثمن لصاحب المشتل، واكتفي برزقي القليل الذي اساعد به عائلتي”.
وجوه وازياء ولهجات المتبضعين تشير الى ان مختلف ابناء محافظة نينوى يرتادونه برغم انه سوق جديد نسبيا، يقول المواطن ابو علي الذي سالني عن سبب التقاط صور للسوق ان “هذا السوق هو ملاذ للفقراء ومتوسطي الدخل، حيث الاسعار رخيصة جدا، وهو ينافس سوق باب الطوب الشهير، لكن لا يمكن ان يكون بديلا له، لان باب الطوب جزء اصيل من هوية مدينة الموصل”.
وتابع “المدينة تتوسع باستمرار وتكبر من دون ان نعي ذلك، لهذا ينبغي ان تولد اسواق شعبية هنا وهنالك لسد حاجة الاهالي، وايضا كي تختصر عليهم المسافات”.
ويضم السوق بضائع متنوعة، منها المستعملة ومنها الحديثة، كالادوات المنزلية كافة، دراجات هوائية وقطع غيارها، مولدات صغيرة، ملابس، اجهزة موبايل وملحقاتها، ادوات وقطع غيار وعدد يدوية لأصحاب المهن المختلفة من كهربائيين ومصلحين ومؤسسي مجاري وبنائين وووو الخ.
يشار الى ان سوق كوكجلي وصولا لحيي الخضراء والانتصار يخلو من اية سقائف لحماية البضائع او لتوفير الفيء للمتبضعين، ومن المحتمل ان يخف عدد رواده عند ارتفاع درجات الحرارة في الصيف الذي بدأ يطرق الابواب.
غادرنا السوق بسيارة تكسي، وكان الزحام على اشده، واصوات الباعـة ونداءاتهم تصل الى مديات كبيرة، فيما سواق التكسي ينتقدون بعضهم البعض كالعادة ويعتبرون ان الاخرين لا يجيـدون السياقة واحيانا يشتمـون من منحهم اجازة سوق او اعطاءهم “مفتاح تشغيل” تلك السيارات التـي تجوب الشـوارع بشكل فوضـوي كبير.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة