فيتو أميركي يمنع مجلس الأمن من اصدار بيان بشأن غزة

رئيس الأركان الإسرائيلي يرجح حربا مدمرة هذا العام
متابعة ـ الصباح الجديد:
عرقل اعتراض أميركي صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى ضبط النفس وإجراء تحقيق مستقل في المواجهات التي دارت على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل الجمعة الماضية، وسقط خلالها 16 قتيلا فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي، على ما أفاد دبلوماسيون.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان امس الأحد إنه يرفض المطالب بإجراء تحقيق في قتل الجيش فلسطينيين خلال مظاهرة شابتها أعمال عنف الجمعة الماضية عند الحدود مع غزة. وأضاف ليبرمان لراديو الجيش الإسرائيلي «قام الجنود الإسرائيليون بما يلزم. أعتقد أن جميع الجنود يستحقون ميدالية.. وبالنسبة لتشكيل لجنة للتحقيق.. لن تكون هناك لجنة».
وبصفتها ممثلة المجموعة العربية في المجلس، تقدمت الكويت بمسودة بيان يدعو تحديدا إلى «إجراء تحقيق مستقل وشفاف» في أعمال العنف التي دارت الجمعة الماضية وأسفرت عن مقتل16 فلسطينيا وإصابة 1400 آخرين بجروح، 758 منهم بالرصاص الحي والبقية بالرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع، بحسب وزارة الصحة في غزة.
إلا أن مسودة البيان التي أودعتها الكويت قوبلت باعتراض أميركي، وحيث إن بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع فقد منع الاعتراض الأميركي تمرير مبادرة الكويت، حسبما قال دبلوماسيون.
وكانت مسودة البيان قد دعت إلى «احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين». من جانبهم، حث أعضاء مجلس الأمن في المسودة «جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس ومنع المزيد من التصعيد» وشددوا على «ضرورة تعزيز احتمالات عملية السلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين استنادا إلى الحل القائم على دولتين والسلام العادل والدائم والشامل». وأعرب الأعضاء أيضا عن «قلقهم البالغ إزاء الوضع على حدود غزة» وجددوا التأكيد على «الحق في الاحتجاج السلمي» معبرين عن «أسفهم لفقد أرواح الفلسطينيين الأبرياء».
وفي سياق ذي صلة، رجح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت اندلاع حرب مدمرة هذا العام ستأتي على حزب الله اللبناني، مستبعدا تدخل إيران لنجدة حلفائها في المنطقة.
وقال أيزنكوت، في حديث نقله موقع Al-masdar الإسرائيلي امس الاول السبت: «الفرص قائمة هذا العام لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة من ولايتي، ومن المحتمل أنني سأقود الجيش في حرب ستندلع خلال سنتي الأخيرة في الخدمة».
وأضاف: «الخطر العسكري الأكبر على إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية للدولة العبرية، المتمثل بإيران وسوريا ولبنان»، مشيرا إلى أن عمليات بلاده العسكرية في سوريا لا تزال مستمرة «ولن تتوقف».
وتوقع الوزير الإسرائيلي اندلاع حرب كبيرة مع حزب الله اللبناني في 2018، إلا أنه ذكر أن هذه الحرب في حال اندلاعها، لن تكون مثل سابقاتها، وأن «كل ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيدمر، من بيروت وحتى آخر نقطة في الجنوب».
وأضاف أن إسرائيل سبق وحددت آلاف الأهداف في لبنان لضربها في حال نشوب حربها المرتقبة مع حزب الله.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع نصب عينيه مبان عالية عديدة لحزب الله ويعتزم تدميرها، مؤكدا أن «صورة الدمار التي ستخلفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة، حيث ستشارك فيها عشرات الكتائب الإسرائيلية بالتنسيق مع سلاح الجو والاستخبارات العسكرية وسلاح البحر»، وأن «الحصانة لن تمنح للمدنيين».
وفيما يخص أحداث قطاع غزة الأخيرة، قال أيزنكوت إن التصعيد العسكري في قطاع غزة بات اليوم مرتفعا أكثر منه خلال العقد الماضي، وفرضية أن «يقوم أحد أعدائنا بمبادرة هجومية ضدنا ما زالت ضعيفة، لكن إمكانية التصعيد وصولا للحرب تزداد بصورة ملحوظة، رغم أن إسرائيل لا تريدها».
وأكد أن بلاده ترغب بالحفاظ على الوضع الأمني السائد في القطاع حتى نهاية العام، معللا ذلك بحاجة الجيش إلى «الوقت الكافي لاستكمال مشروع تدمير الأنفاق»، ومضيفا أن «احتمال تدهور الوضع يتعزز مع مرور الوقت، وهذا يعني أننا نقترب من حرب جديدة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة