وساطتان ألمانية وفرنسية لرأب الصدع بين السلطة الفلسطينية وواشنطن

إسرائيل تستنفر وتغلق الضفة الغربية والقدس 8 أيام
متابعة ـ الصباح الجديد:

في وقت أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أهمية الدور الأميركي في إعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، زار وزيرا خارجية فرنسا جان ايف لودريان، وألمانيا هايكو ماس، رام الله الاحد الماضي ، واجتمعا بصورة منفصلة بالرئيس محمود عباس (أبو مازن).
وقال مسؤولون فلسطينيون إن المسؤولين الأوروبيين طلبا من عباس عدم إغلاق الطريق على الوساطة الأميركية، والانتظار ريثما تعلن الأخيرة خطتها للسلام والمعروفة إعلامياً بـ «صفقة القرن».
وقال أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني إن المسؤولين الأوروبيين أبلغا عباس أن الخطة الأميركية ما زالت قيد الإعداد، وأنها تخضع لتغيرات ربما تجعلها مقبولة من الجانب الفلسطيني.
ووفق مسؤولين فلسطينيين، فإن عباس أبلغ الضيفين انه لن يقبل المشاركة في أي عملية سياسية ترعاها الإدارة الاميركية بعد أن أخرجت القدس واللاجئين وحل الدولتين على أساس خطوط العام 1967 من الحل السياسي.
وقال أحد المسؤولين: «الرئيس عباس قال بوضوح للضيفين، انه في حال أعلنت الخطة الاميركية، وتبين انها تدعو الى حل الدولتين على حدود العام 67، بما فيها القدس الشرقية، عاصمة لدولة فلسطين، فإنه مستعد للعودة الى المفاوضات، لكنه لن يقبل اية مفاوضات على أساس اية خطة تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال وزير خارجية المانيا في مؤتمر صحفي مع نظيره الفلسطيني الدكتور رياض المالكي، عقب لقائه الرئيس عباس، أن «من الصعب حدوث تقدم في العملية السياسية من دون وجود الولايات المتحدة على الطاولة».
وقال إن بلاده تتحدث مع شركاء دوليين لتحقيق تقدم في العملية السياسية، داعياً الى «عدم كسر الجسور» بما في ذلك بين الأطراف الفلسطينية، مشيراً الى المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس».
وأضاف: «هذا (عدم كسر الجسور) ينطبق أيضاً على الفلسطينيين، بخاصة عقب الاعتداء الإرهابي الذي استهدف رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله». وقال ماس: سمعت عن بدائل عن حل الدولتين من قبيل حل الدولة الواحدة، وهنا أود أن أؤكد أننا نولي حل تحقيق الدولتين الاهتمام كله، وهذا ما يجب أن يحوز على الغالبية في المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني.
في المقابل، أوضح المالكي أن الرئيس عباس، وضع الوزير الألماني في مجمل تداعيات الاعتراف الأميركي بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، بما فيه خطاب عباس أمام مجلس الأمن والحديث عن رؤيتنا للحل، وبشكل أساس إننا نعتبر الإدارة الاميركية لم تَعد وسيطاً مقبولاً بيننا وبين الإسرائيليين، ولا بد من مؤتمر دولي تنبثق عنه مجموعة دولية متعددة الطرف تلتزم بالشرعية الدولية ترعى العملية السياسية.
وقال: «نعول كثيراً على ألمانيا داخل الاتحاد الاوروبي وعلى أوروبا بشكل عام، ورؤيتنا أن شكلاً متعدد الأطراف مثل الرباعية مهم لتوفير المناخ المناسب للعودة إلى المفاوضات، وألمانيا هي جزء من هذا الإطار». وذكرت مصادر دبلوماسية غربية لـ «الحياة» ان وزيري الخارجية الفرنسي والألماني طلبا من الرئيس عباس عدم إغلاق الطريق امام المصالحة الفلسطينية، محذرين من انفجار الأوضاع في قطاع غزة.
في موزاة ذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه وفداً من مجلس النواب الأميركي، برئاسة رئيسة الكتلة الديموقراطية نانسي بيلوسي، أهمية الدور الأميركي في إعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبحث في العلاقات بين البلدين، والوضع الإقليمي والدولي.
ونقل بيان للديوان الملكي، ان عبد الله الثاني شدد على «أهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وضرورة تكثيف الجهود إقليمياً ودولياً لإعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل»، لافتاً إلى «أهمية الدور الأميركي». وتطرق إلى الجهود التي تقوم بها بلاده في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وفي غضون ذلك انتقد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف أمس الاول الاثنين، إقامة «حماس» نقطة تفتيش على الجانب الفلسطيني من معبر بيت حانون (ايريز) الواصل بين قطاع غزة واسرائيل، الامر الذي قالت وزارة الداخلية التابعة للحركة انه «اجراءات موقتة».
وقال ملادينوف في بيان صحافي: «أشير بقلق الى ان التقارير التي ظهرت امس الثلاثاء، تدلّ على ان حماس أقامت نقطة تفتيش خارج معبر بيت حانون، وتتحكم بدخول الافراد الوطنيين والدوليين الى غزة وبخروج جميع حاملي بطاقة الهوية من غزة».
بالمقابل قرر الجيش الإسرائيلي إغلاق الضفة الغربية والقدس مدة 8 أيام ابتداء من مساء الخميس المقبل، بحجة الأعياد اليهودية.
ويستعد الجيش الإسرائيلي للتعامل مع المظاهرات التي تنوي حركة «حماس» تنظيمها تحت شعار مسيرة «العودة الكبرى»، والمقرر أن تبدأ الجمعة القادمة تزامنا مع إحياء الذكرى الثانية والأربعين «ليوم الأرض»، وتشمل الفعاليات التخييم لبعض الوقت على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، كرسالة لإسرائيل والمجتمع الدولي على رفض الاحتلال والتمسك بحق العودة.
ودعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، إلى «ضرورة إبقاء الجيش على أهبة الاستعداد تحسبا لحساسية الأوضاع القابلة للانفجار في الأراضي الفلسطينية».
وقال آيزنكوت بحسب تصريح نقله راديو «صوت إسرائيل»: «حساسية الأوضاع القابلة للانفجار في الساحة الفلسطينية، تلزمنا بالحفاظ على أهبة الاستعداد بشكل متواصل».
وأضاف آيزنكوت، خلال مراسم منح ضباط متفوقين أوسمة تقدير الليلة الماضية: «في الشمال، تتشبث إيران بالأراضي السورية ولبنان وتدعم تسليح حزب الله».
وأكد آيزنكوت على «ضرورة العمل بصرامة وقوة حيال التهديدات المتطورة في الساحة الاستراتيجية المتغيرة، وإثبات تفوقنا الواضح بهدف الدفاع عن الدولة وحسم المعركة أمام العدو».
يذكر أن الجيش الإسرائيلي قرر تعزيز قواته بعدد من الكتائب في الضفة الغربية، والتجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة قبيل عيد الفصح لدى اليهود نهاية الشهر الجاري، وتزامناً مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الثانية والأربعين «ليوم الأرض» يوم الجمعة القادمة لغاية الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية (قيام إسرائيل) منتصف مايو القادم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة