حفتر يصدر أوامره بإطلاق عمليات فرض القانون عقب إرسال تعزيزات
الصباح الجديد ـ وكالات:
أكّد مسؤول عسكري بارز، أن قوات الجيش الليبي ستشنّ هجومًا كبيرًا خلال الساعات المقبلة، لتحرير كامل منطقة الجنوب ممّن وصفهم بالمرتزقة وفلول عناصر تنظيم «داعش» التي تجمعت هناك، وحاولت استغلال غياب حكومة مركزية في البلاد.
وأعلن المشير خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الليبي، أنه أصدر لقواته أوامره بإطلاق عمليات فرض القانون في الجنوب الليبي، لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل، علمًا بأن قوات حفتر عززت وجودها جوًا وبرًا في المنطقة الجنوبية عبر إرسال قوات ضخمة تم نقلها من مطار بنينا في بنغازي بشرق البلاد إلى قاعدة براك الشاطئ قبل يومين.
وكشف فايز السراج، رئيس الحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في طرابلس، عقب اجتماع عقده، مع القيادات العسكرية والأمنية، لتدارس الأوضاع الراهنة في المنطقة الجنوبية، عن تشكيل قوة عسكرية لتأمين وحماية هذه المنطقة من الأخطار كافة، بالإضافة إلى دعم القوة التابعة لحكومته هناك والعمل على توفير احتياجاتها بالكامل. د
وقال السراج، في بيان، إنه بحث بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي وضع ما وصفه بـ»أنجع الحلول لرأب الصدع بين أطراف النزاع، وبسط الأمن في ربوع الوطن في المنطقة الجنوبية»، خلال الاجتماع الذي حضره مستشاره العسكري، ووزير الداخلية، ورئيس الأركان العامة، ورئيس المخابرات، بالإضافة إلى مسؤولين أمنيين آخرين.
وأكّد السراج حرصه على استتباب الأمن في المنطقة الجنوبية، ومنع التدخلات الخارجية، وأصدر تعليماته بدعم الوفد عالي المستوى المشكّل من حكومته وأعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة، للدخول في مصالحة وطنية فاعلة بين أبناء الوطن الواحد. كما ناقش السراج في اجتماع عقده، في طرابلس مع عضوَي المجلس الأعلى للدولة موسى فرج والسيد السنوسي سالم القمي، رفقة عضوين من مجلس الأعيان بمدينة الكفرة، الوضع الأمني في المنطقة.
وأوضح بيان للسراج أن أعضاء الوفد أكدوا دعمهم جهوده وما يتخذه من إجراءات لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. وكان أحمد معيتيق نائب السراج، قد اعتبر في تصريحات له، أن حل الأزمة الأمنية الراهنة، قضية الجنوب الليبي، يتطلب توحيد المؤسسة العسكرية، لافتاً إلى أن حكومته تسعى للسيطرة على الأوضاع في الجنوب.
واستبعد العميد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الوطني، حدوث مواجهة عسكرية بين قوات الجيش والقوات الموالية لحكومة السراج، وقال «لا أعتقد أنه قد يحدث تصادم بين الطرفين، لا توجد في الحقيقة ميليشيات تابعة للسراج في المنطقة»، مشيرًا إلى أنه من المصلحة العليا للوطن أن يتم دحر المعارضة التشادية وطردها من الأراضي الليبية.
ونفى المسماري من الأصل وجود قوات تابعة لحكومة السراج في المنطقة الجنوبية، حيث أضاف: «حديث السراج مجرد فقاعات إعلامية، نحن على الأرض وهو على الشاشات»، قبل أن يضيف «كان هناك بعض التشكيلات التي تعتقد أن السراج قادر على دعمها ولكن عندما جد الجد وأصبحت رؤوس الرجال ثمناً للوطن، كانت القيادة العامة في الموعد وفي مقدمة الصفوف، وهي الحقيقة الوحيدة في أرض المعركة وظهر الشامي شامياً والبغدادي بغدادياً».
وقالت جمعية الهلال الأحمر الليبي إن فرعها في مدينة سبها بالجنوب، وزّع خلال اليومين عددًا من المساعدات الإنسانية على 258 فردا ضمن 47 أسرة، ممن نزحوا إلى داخل مناطق المدينة نتيجة للنزاعات والاشتباكات المسلحة الدائرة فيها. وأسفرت الاشتباكات التي دخلت أسبوعها الثاني، بين قبيلتَي أولاد سليمان العربية والتبو غير العربية، عن سقوط 6 قتلى و12 جريحاً، كما أدت إلى نزوح عشرات العائلات من حي «الطيوري»، أحد أشهر أحياء المدينة التي تقع على بعد نحو 660 كيلومترًا جنوبي طرابلس، وتعد مركزاً لتهريب المهاجرين الأفارقة وعمليات التهريب الأخرى صوب ساحل ليبيا على البحر المتوسط.
وشنّ مسلحو التبو، هجومًا الأسبوع الماضي، على مقر اللواء السادس بوسط سبها التابع لحكومة السراج، الذي تنحدر عناصره من قبيلة أولاد سليمان، بسبب مقتل أحد مسلحي التبو على يد قوة تابعة للواء. ويتألف اللواء السادس في الأغلب من مقاتلين من قبيلة أولاد سليمان، التي تدين بالولاء لقائد الجيش المشير حفتر، الذي اختار قادة جدد. وتتقاسم رئاسة أركان الجيش بحكومة السراج غربًا، والجيش الذي يقوده المشير حفتر شرقًا، السيطرة على سبها ومدن الجنوب الليبي، حيث يوجد لدى كل منهما قوات خاصة تابعة له في مدينة في سبها التي تشهد نوبات متكررة من القتال ضمن صراع أوسع نطاقاً تدور رحاه منذ انتفاضة عام 2011.
وبيّن عبد الله بليحق الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عن تشكيل لجنة لتمكين أهل تاورغاء من العودة إلى مدينتهم، عقب جلسة عقدها البرلمان بمقره في مدينة طبرق. وأوضح أن المجلس سيستأنف لاحقا تعيين رئيس جديد لديوان المحاسبة، لافتا إلى أن النقاش الذي بدأه أعضاء المجلس لم يكتمل، وسط اتهامات برلمانية لديوان المحاسبة بأنه هو المسؤول عن أزمة نقص السيولة النقدية في البلاد.
وجدّد السراج خلال لقائه بطرابلس مع غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، دعمه لجهود المبعوث الأممي وما يتخذه من خطوات وفقا للاتفاق السياسي وحسب بنود خريطة الطريق التي طرحها والتي تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.