تحية للمرأة في يومها العالمي

غداً، 8 آذار، يوم المرأة العالمي، حيث يجري الاحتفال بإنجازاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، إضافة إلى ما يمثله من مناسبة للدعوة إلى العمل من أجل التعجيل بالمساواة بين الجنسين.
منذ عام 1856 كانت النساء يخرجن إلى شوارع نيويورك للاحتجاج على الاضطهاد والظروف غير الإنسانية، لكن في احتجاجات 8 آذار 1908 حدثت مجزرة كبيرة في أميركا إثر قيام أحد أصحاب مصانع النسيج بإغلاق المصنع على النساء العاملات وأُحراقه رداً على إضراب العاملات داخله لتحسين أجورهن ما أدى إلى وفاة 129 عاملة.
لقد تم الاحتفال بيوم خاص للمرأة منذ أوائل 1900 وهو وقت شهد اضطراباً كبيراً في العالم الصناعي نتيجة صعود الأيديولوجيات المساندة للمرأة العاملة ومطالبها المشروعة والمتمثلة بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حق الانتخاب.
وفي عام 1910، عقد مؤتمر دولي للمرأة العاملة في كوبنهاجن طرحت خلاله امرأة تدعى كلارا زيتكين (رئيسة مكتب المرأة للحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا) فكرة اليوم العالمي للمرأة، واقترحت أن يكون كل عام في كل بلد احتفال في اليوم نفسه للضغط من أجل تحقيق مطالبها. وقد حظي المؤتمر الذي عرف مشاركة أكثر من 100 امرأة من 17 بلداً يمثلن النقابات والأحزاب الاشتراكية ونوادي النساء العاملات، ومنهن أول ثلاث نساء منتخبات في البرلمان الفنلندي، باقتراح زتكين والموافقة عليه بالإجماع.
وفي العام التالي 1911، تم الاحتفال لأول مرة بيوم للمرأة وذلك يوم 19 آذار بكل من النمسا، الدانمارك، ألمانيا وسويسرا. وحضر الاحتفالات في هذه الدول ما يزيد على مليون امرأة ورجل داعمين حق المرأة في العمل، وفي التصويت، وفي التدريب، وفي تقلد المناصب العامة، وفي تحقيق المساواة بينها وبين الرجل، ووضع حد للتمييز بينهما.
وقد احتفلت الأمم المتحدة للمرة الأولى باليوم العالمي للمرأة في عام 1975، ثم اعتمدت الجمعية العامة في كانون الأول 1977 قراراً باعتبار الثامن من آذار من كل عام يوماً عالمياً للمرأة، تخليداً لذكرى تلك المجزرة، وليصبح هذا اليوم رمزاً لوحدة المرأة في كل مكان.
إن قصة نضال المرأة من أجل المساواة لا تنتمي إلى منظمة أو جهة نسوية واحدة، بل إلى جميع الجهود الجماعية لكل من يُعنى بحقوق الإنسان، وهكذا تحول اليوم العالمي للمرأة إلى مناسبة للتفكير بجميع ما يتصل بشؤونها، واسماع صوتها للعالم.
وبانتظار أن تنال المرأة العربية كامل حقوقها، نتوجه بالتحية لكل النساء الواعيات والمناضلات من أجل حقوقهن وحريتهن، ومن أجل عالم ينعم بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
فريال حسين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة